الأحد ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم نوزاد جعدان جعدان

نوى الصباح

قلبي فداء للوطنْ

والقلب قد أرّقهُ
نوى الصباحْ
حارٌ للأحزانِ يا كانونُ
كانونُ باكٍ في هذا العام
وما يزال العفرُ
يعصبُ عينيه مخالفاً شريعة السماء
ما قادهُ
قانونُ
يسألني الرفاقُ: أين يضيع الوطنُ؟
في أيّ الدوّاماتِ تاهَ والدنيا أمستْ صحراءْ
وعازف المزمار في الأجواء
صداحاً يشدو في الأصقاع
لحن الوفاءْ
والفئرانُ تأبى الرحيل َ
خارج أسراب الحمامْ
رعالُ الطيور قد تفرّقتْ قبل اللقاءْ
لمْ تجتمع حتّى في الغروبِ
ففي مساءٍ له طعْم الحنظلِ
من ستين موتٍ من هذا العمر الشقي
غدا النهرُ أسودَ الأمواج
حين وقوعِِ الغربان فيهِ
كان مساءً أعمى السماء
قدْ ترك الأولاد السباحةَ
والأقلامَ فالدواةُ جفّتْ
فشالوا الحجارةَ
..ليكتبوا من الدماءْ
ما عاد الجسر مفيداً للعبور يا رفاق
فالجسر بانيه جبانْ
**
حارٌ للأحزان أيا كانون
واحسرتاه!
هيروشيما شبّ وأمسى بالعلم شعلةْ
ومازالتْ غزةُ
بالآلامِ كهْلةً بالآمال طفلةْ
تصعد باص المدْرسة ْ
تشْردُ في النافذةِ
..إلى المدى وما وراء النهرِ
ترمي صنّارتها لتصطاد غيماً من السماءْ
فيرنو ظلّ الغرابِ في الشبّاكِ فيمسحُ الأحلامَ كما تزيلُ الأمطارُ
أحلامنا على الزجاجْ
تبكي على فقيدها محمود [1]
محمودُ صيّادٌ باحثٌ عن حوريّةْ
غادرَ كي لا يلقَ كانونَ
فقدْ امتلأتْ شباكهُ
سحاباتٍ حبلى بالأشجانْ
سافر محمودٌ وما زال القلب نازفاً في الأنحاء
ولم تلتقِ دماؤه في جسد
سالتْ زخّاتٌ على أبواب القلوبِ
وضاعت منها كما تاه المطرْ
وبعضها رشّتْ رؤوس العشّاقْ
بالأيدي تشابكوا.. فقاموا وقالوا
من لا يصعد الجبال َ
قطعاً لا يُسمع صدى صوته
في قاعِ الوديانْ
**
حارٌ للأحزان يا كانونُ
على بحر الأحزان سالتْ دموعي
أضاعتِ المرامَ.. فسقّطتْ ونزّلتْ كالصاعقةْ
على ظهرٍ طافٍ راسيّةْ
فكّرها منْ يقطن الجزيرة
طائرة ورقٍ
هِيْ لنْ أذرف الدموع الليلةْ
لأنّني يا أصدقاءْ
لستُ مجيداً فنّ العويل والبكاءْ

حلب كانون الثاني 2008


[1الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى