الخميس ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
بقلم
همسات وجدية « 4»
آه يا حبيبةلما أرضعتني الحياة البكاءشممت حليب أنوثتك،وتمسكت بهما أملاَ في النجاةكل ما في هلك إلا صهيل عشقك صنع الحياةآه ما أقسى أن نفترقكل ما فينا يبكي حتى حمرة الخدحتى الجبين والصوت والقدكل مافينا يشهق بالحسرة والحرقة والوجد،لما تحرق شفاه وداعنا صمتنا الممتدنسهو كأنه فارقنا القلب،وصرنا بلا ظلل، أو وجه، أو يد،كأننا أطياف تنحسر وتمتد،وخيوط رحيل دامعةومناديل راحلةومرايا مهشمةورماد احتراقوكـأننا الفراقوزمناللا لقاءزمنالضياعوالمراكبالباكيةوالمسافاتالدامعةوالألم.أرضعيني أنا طفلك المدلل، هذا فم حنينيثوبك المخملي،وعريك الشهي،شكي ويقينيأرضعيني،من دنان عشقك،أرشفك،وترشفينيأنت مهرتي،ودميتي،وشمعتي،وغربتي وسنينيأغرقي في براكين شوقي واصهلي في شريانيلما أضمك أتلاشى شوقاً لا يبقى مني إلا وهج حنيني،كلما أتنفسك يزداد برد يقينيأنك جبينيوصوتي الذي يصعدمن الأعماقآه يا حبيبتيكم أحبكوكم يوجعنيحبكوالرحيل،لم نكن أنا وأنت إلا حنين الأخيلةوصهيل قناديلنا الراحلة،وقبلاَ مقصوصة على شفاه المستحيل،لم نكن أنا وأنت إلا شهيق الدموعوالخطى الطويلة على المدى البعيد،لم نكن سوى صرخة في القلبتنزف في الأعماق المرارة والألملم نكن إلا صوت الندموالدموع النازفة،والعراءلم نكنإلا البكاءوالصدىورجع النداء الطويل،والمسافاتلم نكنإلا الرحيلوتلويح المناديل الدامعةعلى بوابة الزمنلم نكنإلاوجعالأحلاموالقبل اللاهثةإلى الحياةلم نكنإلا صدى ظلنا المرمي على الطريقلم نكنإلاالتيهوالضفاف البعيدةوالأخيلة الراحلةوالضياعلم نكنإلاصوت الضميرالنازفعلى ضفافالألملم نكنإلاالندملمنكنإلاالندم.