الجمعة ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم
وحدها التي تمسح الجروح
إلى الناقد المبدع حسين سرمك حسن مع الود!
القصائد..رفرفت مثل طير تاهفي مداه،وراح يمسح بجناحيهسحاباً مركوماً..غلف أجنحة المرافئ،وما عادت سفنه تلًوح للبحرإلا ً بمجذاف مكسور،والحروف التي ما عادتتنبئ عن فراديس للمعانيالخابية بين مفازات ظليلة،لا تستطيع الوقوفبوجه الريح الصفراءالآتية من مكان سحيق،ما ظل إذن سوىأن نجمع قصائدنا حطباًلتنورها الطيني ..كي تعمل لنا قرصاً من شعيرٍ أسودْ!الفرات الذي مازج صهيلهبالأمس عرصات الكهوف،لا يبرح اليوم أن يلوكمسافات الخيول الجامحةفوق ضفاف دجلته التيأضحت هي الأخرى يباب!لست أدري يا صاحبي،ما بالها القصائد هكذا!ألم تبارك خطوات الصهيل،وتلم أشتات العويل ْ؟ألم ننشدها للغادين مناًنحو منافي الغربةوالجزر النائية بلا متاع ْولا دليل ْ،ألم تئن هي الأخرىوتذرف الدموع ..على رؤوسٍ بلا جذوع؟نعم إنها كذلك!ولكن!!القصائد التي لا تلوك السنينْ،وتجلو الفقراء ،نحو مرافئ الأثرياء ْ،لا تدخل مفازات الملائكةالتي باركتها العناوينْ،والجروح التي مازجتهاالشظايا والقنابر الموقوتة،ما زالت تنزف الدماءفوق ضاحية الوطن ْ،والقصائد التي لا تبنيللتأريخ معاقلاً،لا ينبغي لها أن تشرب الظلالولا تزدري رطب الجنوب ْ!وحدها يا سيدي:القصائد تبصر المخابئ الظليلةومتاهات الحروف ْ،وحدها التي تنثر العبيرفوق ناصية الوطن ْ،وتمسح الجروح بوابقمن نديفْ،وحدها التي تزرع السنابلوالطيوبْ،على بيادر من حبوب ْ!!!