الثلاثاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم نوزاد جعدان جعدان

يا بلادي

عنْ بلادي لا تَسَلْنِي
في فؤادي سَكَنتْني
يا بلادي هل أراكِ
بعدَ أنْ ناءَ شراعي..!!
هل أراكِ يا مرادي ..!!
يا حبيبةْ..!!
يا بعيدة ْ..!!
لوّحِ المنديلَ لوّحْ
أبيضٌ يا غيمُ أبيضْ
**
كَتِفُ القاربِ طافَ
وهلالٌ في السماءِ
ماتَ منْ كحلِ الليالي
صارَ درباً في الظلامِ
جذّف المجذاف جذّف..!!
أوقفتْنا هزّةُ القاربِ
كانَ القرشُ تائهْ
باحثاٌ عنْ أيّ قرشٍ
عائدٍ أو منْ دياره ْ
قدْ طعنّاهُ برمحٍ
قالَ: شكرا..!!
النوى لحدٌ بشوكٍ
دونَ أن يرتاحَ جسمٌ
في بعَادِ الأهل موتٌ
إنَّّ أقسى الموتِ غربةْ
عنْ ديارٍ في رباها
لحنُ عمرٍ وطفولةْ
رحلةٌ في الدمعِ.. أبحرْ
مالحٌ يا دمعُ مالحْ..!!
اتخذنا من غريبٍ
شاطئاً.. والبحرُ خائنْ
والمراسي في رمالٍ
بالذهابِ والإيابِ..ضيّعتْنا..
طالحٌ يا رملُ طالحْ..!!
تلّةٌ بانتْ قريبةْ
بصرٌ ظنّ الطريقَ
بالبساطِ الأحمرِ مدَّ فجذّفْ
لا تُصدّق يا صديقي
تكذبُ العينُ كثيرا
اِسألِ الأحلامَ عنها ..
يا صباحاً جاءَ يطفئْ
اسألِ الليلَ بأيّ نوعِ خيطٍ
من قماشِ الكبتِ طرَّزْ
فلبسْنا الحلمَ ثوباً
دونَ كمٍّ ..فوقَ ركبةْ
فاضحٌ يا ثوبُ فاضحْ..!!
ترقصُ الأسماكُ ترتعْ
أيّها الملّاحُ هيّا..!!
فرمى الصيّادُ صنّارتهُ والطعم ُ يجذبْ
هيتَ لكْ يا من تصدّقْ
صادَ أسماكاً كثيرة ْ
كلُّ شيءٍ قد تبدّلْ
فالفريسة ْ
في دقيقة ْ
من بلادٍ لبلادٍ استقرّتْ
أوقفَ الجوعَ غريبٌ
جارحٌ يا صيدُ جارحْ
صوتُ آهٍ في الحناجرْ
في غروبٍ كالخناجرْ
حرقةٌ في صوتِ نايّ
منْ نواكِ ..منْ نشيدٍ ..منْ قراكِ
يا بلادي.. يا بلادي
مجّد الحزنَ مجّدْ
سرمديٌّ أيها الحزنُ المؤبدْ
**
باحثٌ في غربتي عنْ
غادةٍ للحبّ نحيا
ربَّما أنسى رؤاكِ
خائباً عدتُ مكاني
فالجمالُ في حماكِ
يا بلادي يا بلادي
**
في الجوى صوتُ أنينِ
ذبحةُ القربانِ وَدّعْ
غيمةٌ أبكتْ سمائي
زارَها نفحُ هواكِ
حلوةُ الموطنِ ألقتْ
شالَها ..هيّجَ بحري
صائداً إسفينَ ذكرى
قلتُ هيّا يا قراري
وجهتي نهرُ الفراتِ
بينَ أحضانِ الحبيبِ
راحةُ الموتِ فهيّا
يا بلادي هل أراكِ
قمراٌ أحيا سمائي..!!!
هلْ تريني يا مرادي
زهرةٌ تحيا رباكِ..!!
بعدَ أن ضيّعتُ قبري
راجعٌ ابحثُ عنكِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى