الثلاثاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم ريمون جرجي

11 سبتمبر...... هو عيد ميلادي

اليوم هو 11 سبتمبر/ أيلول، وهو ذكرى أحداث هزت الولايات المتحدة في العمق، كما أنها هزت العالم أجمعه من خلال تداعيات لازال العالم كله يعاني منها وخصوصاً منطقتنا، ولكنه يبقى بالنسبة للكثيرين مثلي الذين وُلدوا في نفس اليوم هو ذكرى عيد الميلاد.

حيث وُلدتُ في يوم 11 سبتمبر / أيلول من عام 1968، ومنذ ذلك التاريخ ، أتلقى الورود أو الهدايا أو الكلمات، كتهنئة لي في كل عام.
حتى أتت أحداث نيويورك في عام 2001، في ذلك اليوم الذي وقعت فيه اعتداءات على مركزي التجارة العالمي والبنتاغون، وأوقعت حوالي الثلاثة آلاف قتيل، وأثبتت الاعترافات بأن تنظيم القاعدة الذي يترأسه السعودي أسامة بن لادن هو الذي نفذها .

أحداث 11/9 هي هجمات انتحارية تعرضت لها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، قام بتنفيذها 19 شخصا على صلة بمنظمة القاعدة. انقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. تم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات تجارية، ومن ثم توجيها لتصطدم بأهداف محددة، فطائرتين من طراز بوينج 767 اصطدمتا ببرجي مركز التجارة العالمي ( الشمالي والجنوبي ) ، وبعدها بنصف ساعة تقريباً، اصطدمت طائرة بوينغ أخرى بمبنى البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية ) ، و البنتاجون هو اكبر مبنى إداري في العالم يعمل فيه 23000 شخص يوميا، والطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.

وأنا لن أنس لحظات ذلك اليوم مطلقاً، حين ركبت فيها الطائرة من مدينتي حلب ، متوجهاً إلى ستوكهولم عاصمة السويد في زيارة سياحية لها، ولن أنس ما قاله لي موظف المطار هناك عندما لاحظ بأن يوم قدومي هو يوم عيد ميلادي، فأجبتهُ قائلاً : نعم فأنا قدمت للسويد لأحتفل بعيد ميلادي مع أخي وعائلته، ثم ختم جوازي بعدها قائلاً " كل عام وأنت بخير" تلك العبارة كانت آخر تهنئة تصلني دون الإشارة إلى أحداث نيويورك.

بعد ساعات بسيطة من خروجي من مطار "آرلاندا " توحدت القنوات الفضائية في كل العالم لتبث تلك الانفجارات الهائلة والآثار الفظيعة التي حدثت بواسطة طائرات في مكان آخر من العالم كان من الممكن أن أكون على متنها.

إذاً حولت تلك الاعتداءات في ذلك اليوم، إلى ذكرى أليمة راح ضحيتها الآلاف، وخلفت مآسي وآلام لعائلات بلغت أضعاف ذلك الرقم، ولن أتحدث عن الاستنتاجات الكثيرة التي نُشرت ورُبطت بالأحداث بعدها، كتعريف الرقم11 9 ، وسأكتفي بذكر رقم الطوارئ في أمريكا هو 911 يعرفه الأمريكان وكل من يشاهد الأفلام الأمريكية.
ولدى بحثي عن الأحداث التي وقعت في يوم 11 سبتمبر/ أيلول، أنقل باختزال بعضاً مما قرأته في " ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ":
في عام: 1840 - بريطانيا تقصف بيروت لإرغام علي محمد كبير على ترك سوريا.

1922 - إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين.

1931 - ألقى الإيطاليون القبض على المجاهد الليبي عمر المختار، وهو مصاب ينزف دماً.

1962 - أعلنت وكالة تاس السوفيتية لأول مرة عن الصواريخ السوفيتية التي زرعها السوفيت في الأراضي الكوبية.

1964 - ختام أعمال مؤتمر القمة العربي في الإسكندرية والذي دعا إليه الرئيس جمال عبدالناصر. وكان ثاني قمة عربية.

1971 - انضمام البحرين و قطر إلى جامعة الدول العربية.

2001 - هجوم بالطائرات استهدف مبنى التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية في ولاية واشنطن.

ومن مواليد 11 سبتمبر أيضاً:

في عام: 1816 - كارل زايس، عالم ألماني ومكتشف المجهر والعدسات البصرية.

1935 - جيرمان ستيبانوفيتش تيتوف، رائد فضاء سوفيتي.

1945 - فرانز بيكينباور، لاعب كرة قدم ألماني

1965 – شخصية سورية هامة لها تأثير كبير على تاريخ سوريا!!.

تم طبع أكثر من مائة و خمسون كتابا، عن أحداث 11 سبتمبر، وأفلام عديدة أشارت إليها، لعل أبرزها فيلم " فهرنهايت سبتمر 11" للمخرج الأمريكي مايكل مور، الذي أظهر فيه عدم إدراك الرئيس جورج بوش لمسؤولياته الرئاسية عندما أبلغه أمينه العام آندي كارد خبر تعرض أمريكا لهجوم فتجمد بوش لمدة سبع دقائق قبل أن ينطق بحرف، حينما كان يتحدث مع تلاميذ أحد الفصول الدراسية لمدرسة في فلوريدا التي كان يزورها في تلك اللحظة،
طبعاً أنا حزين لذلك العدد الكبير من الضحايا الذين ماتوا في تلك التفجيرات، وهم أبرياء لا ذنب لهم، قضوا بسبب أناس يرغبون بتزعم الكون وفرض السياسات، يتواجهون مع أناس يعتقدون أنهم بذلك يجاهدون في سبيل الله، رغم أنهم يتبعون شخصاً لم يوكله أحد في الدفاع عن الإسلام أولاً، وأن الأمريكان هم من صنعوه ودعموه للحرب في أفغانستان ثانياً، والآن نراه يدافع عن العراق وعن فلسطين من تورا بورا أو من قندهار، ولكن هل القاعدة فعلتها في نيويورك بحسن نية وكانت مخترقة ؟، وهل هناك نظرية مؤامرة كما ذكرتها الأفلام والكتب والمواقع الالكترونية عن ضلوع الإدارة الأمريكية بها؟
إن أغلب من قام بتلك الهجمات هم للأسف عرب من أبناء جلدتنا، وهم السبب في تحامل الغرب علينا، فمنذ ذلك اليوم ونحن العرب نتلقى التهديد والوعيد، نعاني من التقسيم والتفتيت، نواجه الفوضى الهدامة والفوضى الخلاقة، تحاصر دولنا عقوبات اقتصادية وسياسية، وتحكمنا قوانين دولية جديدة شعارها العولمة، والحبل على الغارب، فليس العراق ولبنان وفلسطين هم الختام.
ويبقى 11 سبتمبر / أيلول هو ذكرى ميلادي، ولو ترافق مع ذكرى أحداث نيويورك التي لا نعلم كم ذكرى ستماثلها مستقبلاً لتحقيق غايات سياسية ولا إنسانية خُطط لها في الخفاء بكل حنكة ودهاء.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى