السبت ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم فايز أبو شمالة

52 رصاصة في جيب عباس

ماكياج رقيق على وجه السيد عباس السياسي، هذا ما يمكنني استخلاصه من الفيلم الأمريكي "52 رصاصة في قلب تونس"، لأن الرصاص الأمريكي الثقافي والحقيقي لا ينطلق إلا على رأس المقاومة الفلسطينية؛ التي مثلها الشهيد "أبي جهاد" قبل أكثر من عشرين عاماً، والذي مثلها قبل ذلك الشهيد "أبو علي إياد" والتي تمثلها الفصائل الفلسطينية التي لما تزل تحمل السلاح في قطاع غزة، والضفة الغربية، والشتات.

الفيلم الأمريكي "52 رصاصة في قلب تونس" يتناسى دور الشهيد "أبي جهاد" البطولي، والأسباب التي أوصله إلى الشهادة، ويركز على السيد عباس، ليظهره بطلاً بلا منازعٍ للشعب الفلسطيني، وأن الرجل قد نجا بالحظ من التصفية الجسدية التي أعدها له رئيس الأركان "باراك"؛ القائد اليهودي الذي سع ليقتل بضربة واحدة عباس وأبي جهاد، لأن خطر الرجلين قد تساوى على الكيان الصهيوني، ولكن المسئولين في مؤسسة الموساد الإسرائيلية رفضوا تحمل المسئولية، واعترضوا على تنفيذ المهمة، خشية ردود الفعل، لذلك تمت تصفية "أبي جهاد" فقط في العملية الصهيونية، لينجو البطل عباس رغم أنف "باراك"، ويصير بعد ذلك رئيسا فلسطينياً، لما يزل يتحدى "باراك" في الحلبة السياسية!.

هل وافقتم معي إنها دعاية هوليودية أمريكية رخيصة؟ هل صدقتم أنه إعلام أمريكي لا ينطلي على عاقل، لأن الصهيوني الذي أراد تصفية "أبي جهاد" في تونس عرف لماذا أراد تصفيته، والصهيوني الذي سمح للسيد عباس أن يدخل إلى الضفة الغربية ملوحاً برايات النصر، عرف لماذا سمح له بذلك، والصهيوني الذي قام بتصفية "أبي عمار" فيما بعد، عرف لماذا قام بتصفيته، وكان يعرف من الذي سيرثه، وما المطلوب منه!.

من حق البعض أن يتشكك في استنتاجي السابق، وأن يطعن فيه مستشهداً بما قاله "داني أيالون" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي وصف السيد عباس بالإرهابي السياسي الرافض للسلام والساعي لعزل إسرائيل دوليا. وهذا الكلام القاسي بحق السيد عباس تلفظ فيه من قبل الإرهاب الصهيوني "ليبرمان"

ولكن من حقي أن أرد على ذلك بتصريحات الداهية اليهودي "شمعون بيرس" الذي يقول فيها: لن يتوفر لإسرائيل شخصية أنظف تعاملاً، وأنقى سيرة، وأصفى سريرة، وأخلص عملاً من السيد عباس إلا السيد سلام فياض، هذا الكلام اليهودي الصافي كرره "أهود أولمرت" في خطاب له في "الجيسي ستريت" في مارس 2012، حين قال: إن السيد عباس هو الشريك الفلسطيني الوحيد لعملية السلام، ولا مثيل لهذا الرجل في الشخصيات الفلسطينية، والذي لم يتحدث طوال فترة رئاسته عن دعم المقاومة الفلسطينية!.

فهل حقاً لم يتحدث السيد عباس طوال فترة رئاسته عن دعم المقاومة الفلسطينية كما يدعي "أهود أولمرت"؟

إن الإجابة على السؤال السابق هي التي تحدد أي التصريحات الصهيونية أصدق، وهي التي تحدد باطل إدعائي، أو صواب استنتاجي عن الفيلم "52 رصاصة في قلب تونس".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى