الثلاثاء ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم ريمون جرجي

ونبقى كما نحن ولا نتغير!!!!

مواقع الانترنت من أمامنا و " الايميلات التي تُدهشنا و الموبايلات التي بين أيادينا ، مع رسائل " الإس إم إس " التي تُعًيدنا و" سباحة الملفات عبر "البلوتوث" في أجوائنا، والفضائيات التي تسحرنا وتُغدق على أعيننا الكوارث والحروب التي ساهمت في تدني قيمة الحياة مع " الفيديو كليبات الفاجرة "، ويستمر العلم والتطور الاجتماعي بالمسير ، ونبقى نحن نتحدث عن تاريخنا وعن أمجاد أجدادنا.

يقول تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 بالفم الملآن: إن مجموع الكتب التي ترجمت إلى العربية خلال 12 قرناً من الزمن يكاد يوازي ما تترجم إسبانيا -أقل دول أوربا تقدماً- في خلال عام واحد، ونبقى نتحدث عن ثقافاتنا ومستقبلنا الزاهي،
ووفق تقرير الأمم المتحدة لعام 2004 أيضاً فإن إجمالي الناتج القومي لمجموع الدول العربية يعادل إجمالي دخل مملكة أسبانية وحدها التي ترتكز في اقتصادها على السياحة، مما يجعلنا نبصر هذه الفجوة الاقتصادية الكبيرة، رغم غنى دول العالم العربي بعنصر الطاقة،
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تخلف المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية في هذه الدول( ناجي طاهر، كلنا شركاء) .
ونبقى نحن كما نحن ولا نتغير، مبتعدون عن العقل مهتمون بالنقل، بينما يلاصق الإبداع كل تقدم وحضارة، ويلاصق التراجع كل تخلف أو تباهي.
ونبقى نحن كما نحن ولا نتغير، نشقى لتلافي فجوات الماضي و استقرار أوضاعنا الحالية، بينما هم يفكرون بمستقبل أبنائهم وأحفادهم، هم يخططون لأعوام عشرة قادمة بينما نحن نفكر لتجاوز مشاكل الأعوام السابقة،
والسؤال الكبير هو: إلى متى ؟

إلى متى نبقى هكذا ؟ ..... في بيوتنا، مدارسنا ، أماكن عملنا، وسائل تنقلنا، علاقاتنا مع اطفالنا، في تطلعاتنا، وحتى في أحلامناا؟
إلى متى نبقى هكذا ؟ ..... ( رغم أنه سؤال دائم يصلح لكل زمان ومكان ).
إلى متى ؟

 سنبقى متأخرين ؟
 ستبقى مصالحنا الفردية الخاصة أولى من مصالح الوطن؟
 نتذمر و نشتكي، دون أن نخطو خطوة واحدة صحيحة نحو إنهاء تقصيرنا وتحجيم مخالفاتنا؟
 نتهم حكوماتنا، ونتغافل عن ضعف مساعينا في تطبيق قوانينها؟
 نرفع أصواتنا عالياً لفضح الآخرين ونهمس عندما نخطئ أو نقصر؟
 ستبقى أقوالنا واقتراحاتنا تُقرأ ولا تُطرح على طاولة النقاش وتبقى مشاكلنا هي، هي، مع تعاقب السنين؟
 نمتاز بقوة التنظير لا بسرعة التنفيذ؟
 نبقى منغلقين، متقوقعين، متقولبين، مدافعين عن أفكار أو متفاخرين بآراء أكل الدهر عليها وشرب؟
 نواجه التحديث والتنقيح، ونقف ضد كل شيء جديد ونعتبره، خروج عن الأعراف والتقاليد ؟
 سنستخدم التكنولوجيا لأجل الضبط والمنع لا من أجل تطوير الفكر وإبداع الفرد؟
 سنخشى من ثقافة الديمقراطية خوفاً من إساءة استعمال البعض لها؟
 سنبقى نتخبط في مجتمعاتنا ومدارسنا أو في اختيار مناهجنا؟
 نصرخ ونهاجم ونلعن ونهدد ، ونتراجع عما قلناه في لحظات غضبنا؟
 ستبقى جرائم الشرف، والأخذ بالثأر، هي وسيلتنا لاسترجاع رجولتنا "الوهمية" ؟
 ستبقى شوارعنا حبلى بالمشاهد اللاحضارية ، والحركات اللا انسانية ؟
 نصرُ على الاستمرار في الهبوط ، بينما يفاخر الآخرون بالاستمرار في الصعود ؟
 نعرف أن أبناءنا يتراجعون دراسياً وأخلاقياً وفكرياً وأدبياً ونظل نتفرج .....؟
 نترك الفضائيات والانترنت و خدمات " الموبايل" وغيرها تحطم حياتنا وأخلاقنا دون أن نستنبط منها علاجاً لمشاكلنا؟
 ستبقى أنظار مهاجرينا تنظر إلينا بعين الشفقة لأحوالنا الاجتماعية وطغيان الأفكار البالية؟
 سنشهد ازدياد التفكير بالهجرة وتقديم طلباتها للسفارات، راضين بالمهانة، حالمين بمستقبل ناصع للأبناء ؟
 سنظل ندرك بأن الغرب يكرهنا ويحقد علينا ، ونستمر بالتذلل أمام سفاراته بفرح وسرور طمعاً بجنسية أو حتى بفيزا سياحية ؟
 نتصرف بكل ماتركته لنا الأجيال التي سبقتنا فنؤذيها آخذين منها دون أن نضيف إليها ؟
 سنبقى نُخرب بيئتنا ، ونهدر مياهنا، ونلوث شطآننا، ناسين أنها الإرث الذي سنهديه لأولادنا؟
 نعرف أن قوتنا في عيشنا وقبولنا لبعضنا، ونبقى نتلفظ بألفاظ ومصطلحات دسها الآخرون بيننا؟
 ننسى أننا نتنشق الهواء نفسه، ونشرب الماء نفسه، ونلتحف بسماء واحدة وندفن في تراب واحد؟
 نعرف كل ماذكرته هنا ونبقى ندور حول أنفسنا محاولين تلمس أطرافنا حين ينبغي تشغيل حواسنا؟

أما أيها السادة ....أما بعد !

ماذا استفدنا ؟ هل تعلمنا ؟ الم نتراخ ونتساهل؟ ألم يصبنا الإهمال واليأس ؟ ألا تكفينا مآسينا ؟ ألا نتعلم من ماضينا ؟ ألا نستشعر حاضرنا ؟ ألا نخاف على مستقبلنا ؟ ألا نعترف بأخطائنا ؟

رحمك الله يا أديبنا الكبير عبدالسلام العجيلي فنحن فعلاً جيل الدربكة كما قلتَ يوماً، و ما أدراكم ما هي الدربكة يا سادة.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى