السبت ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم محمد نديم علي

حفنة من تراب الوطن

من أغاني تغريبة الحرفوش الصغير
وفي موسم الخوف
تصمت كل الطيور
وفي موسم الجوع
تهجر،هذي النخيل، التمورُ.
و في موسم الزيف ..
يغدو الكلام ركاما من الوحل
يعلو على شرفات البراءة
يغتال فيها أريج الحياة
ويطمس أحلامنا الطائرة.
 
فلملم وريقاتك اليابسات .
وألـْق ِ حروفك َ في اليم طوعا.
وخذ من قصيدك
شيئاً من الخبز للجائعين.
وبعضاً من الزهر للعاشقين
وهمساً من الفرحة الغامرة.
 
لـِتَسـْريَ في الليل نحو الخيام
بخطو وئيد وقلب وليد .....
إلى حافة الموت كي تلتقيهمْ :
• أباً صار في الحالمين، قعيدا ..
• و طفلاً عليلا.
• وجدته،
• أشعل الحزنُ في مقلتيها
بروقَ سحاباته ِ الماطرة.
 
فأسْكـِتْ مواويلك المزعجات.
وأيقظ حنينك من غفوته.ْ
ورتل مزاميرك المبهجات.ِ
وجرد يراعك سيفا وضوءً ودفئا ولونا
لترسمَ شمسا بليل الحرافيش والمعدمين.
لتخبرَ كل الدروب علينا
بأنـَّا أتينا لتحضن خطوتنا الحائرة.
 
وأنصت قليلا لبوح الضفاف
ونوح العجائز في الأمسياتِ ..
وأجـِّل قليلا بوادر ضحكتك العابرة.
 
فما أطفأ الحرفُ جوع َ الفؤاد ِ
ولا هو يسقي السرابُ الترابَ.
(فحبي ... بلادي، وسعدي ... بلادي، وحزني ... بلادي
وزادي ... بلادي، ومائي ... بلادي ...)
فهذا الفؤاد ترعرع سنبلة للصبابة
في حفنة من تراب الوطن.
من أغاني تغريبة الحرفوش الصغير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى