الحق

عقني الشعر وجف القـــلم ُ

وقسا القيد ورق المعصـــــمُ

وصحت نفسي من غفوتــها

لم تجد غير الأسى يبتســـمُ

بدأت تبحث عن غايتــــها

وهي لا تعلم ماذا تعلـــــــمُ

قلبت أوراقها باكــــــــــية

كل ما قد كتبت لا تفهــمُ

وعليها اليوم ان تشرحــــها

مرة واحدة أو ترجــــمُ

كل حرف كل ما قد كتبـت

كل حرف صاح ماذا أرسـمُ

كلها تبحث عن غايتـــــها

وهي في ما بينها تختصــمُ

رب ألف هو ألف خصمــــه

رب باء مع باء تشتــــــــمُ

كل حرف يطلب الحق لـــه

وهي لا تعرف ماذا تزعـــمُ

هو حق واحد لاغـــــــــيره

وهو حرف واحد لا تفهـــــمُ

ليس فيما كتبــــت تعرفـــه

كلما ظنت تلاشى الوهــــمُ

لم يخط الحــــرف يوما قلم

أو بـه يجرأ باللفظ فـــــــمُ

هو في كــــل لسان ذاتــــــه

عربي أم لســــان أعجــــمُ

هو عند الناس موجود و لا

يختفي يوما و لكن قد عموا

أظلموا حتى غدوا في ظلمـــــة

هي كالسجن وقالوا مبهـمُ

كيف لا يبصر من قام بــــــه

كل ما في الكون حتى العدمُ

ما لهــــذا الكون يحلو فجأة

فإذا الصخــرة فيه تبســــمُ

كلــــه قصة حب و هـــــوى

كله في همسة منسجـــــــــمُ

ثم يغدو تارة مضطربــــــــــا

بعضه يبكي و بعض يلطـــمُ

أهو يبكي الصخر أم يضحك أم

هو وهم أم ترانا نحلـــــــمُ

ليس حلما ليس وهما إنما

هو مما ندعيه أعظــــــــــمُ

هو هذا الكون مرآة لنا

ليس في المرآة ما يتهـــــــمُ

هي في الصبح نراها تبســـــم

وإذا جن ظلام تظلــــــــــمُ

نحن من يضحك أو من يلطــم

إن سر الكون هذا فأفهموا

ويل من نام عن الأمر فلــــــم

ير إلا ما يــــراه النـــــــومُ

فجأة هب من النوم فلــــــــم

يـــر إلا والقضا محتـــدمُ

فإذا الحق الذي يحتكــــــــم

أي أمر بــعد هذا يـــــــبرمُ

عندها الصورة تأتي معنا

يــوم لا ينفع فيها النـــــدمُ

حسم الأمر و للحق انتـــــهى

ويل من جاءوا ولما يعلمــــوا

انه اللــــــه وكل ظلــــــــــه

تعجــز الأفكار وهو الأعظم