الأربعاء ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم السيد نجم

حسام طفل صغير

حسام طفل صغير، واضح تماما أنه لم يكبر بعد. عاش سنوات عمره القليلة في أحضان أمه وأبيه وشقته الضيقة، لكنها تبدو له فسيحة جدا.
يمر اليوم بطوله ولا يستطيع أن يمر على جنباتها سيرا أو ركدا..

حسام عاش داخل ذلك المسكن القائم في إحدى أحياء القاهرة، وعلى الرغم من صغر سنه، صادق جيرانه كلهم، وعرف أحضان أمهات كثر غير حضن أمه.

لكنه دوما يعود في المساء، ولا ينام إلا على سريرها، بينها وبين أبيه. فتبرق عيني الأب، مبتسما يقول:
 وكأن الولد يعاند أبيه!

وحين سافر الأب، وترك الشقة الضيقة إلى البلاد البعيدة، بدا الولد "حسام" شاحب الوجه، نحيف القوام، هزيل الطلعة.

لا أحد يدرى.. هل ما حدث للولد الصغير بسبب سدة النفس، وعزوفة عن تناول الطعام؟ أم بسبب ما يستشعره من عصبية أمه غير المبررة –بالنسبة إليه على الأقل- أم لأن الأب ربما قد مات!

لا أحد يعرف..

والحقيقة، لا أحد يريد أن يعرف، حتى يخبر الولد "حسام" بالحقيقة. تلك الحقيقة التي ربما لو قالوها، قد لا يفهمها..

لو قالوا –مثلا- أن أبيه سافر وذهب إلى البلاد البعيدة كي يجمع مالا يشترى به شقة فسيحة.. أوسع كثيرا من شقته الضيقة..

لو قالوا له تلك المعلومة، أكيد لن يفهمها لأنه صغير، ويرى أن شقته الضيقة تبدو له فسيحة جدا، يمر اليوم بطوله، ولا يستطيع أن يغطى جنباتها سيرا أو ركدا.

هكذا شعر الجميع باليأس من سؤ حالة الولد الصغير "حسام"، كما تحير الأطباء معه.

هل تريدون أن تعرفوا السبب الحقيقي الذي لا يبحث عنه أحد؟

لا أظن!!

إذن صوبوا أفكاركم نحو الحقيقة الغائبة!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى