الجمعة ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٤
بقلم صلاح الدين الغزال

إحتدام الجذوتين ـ القسم الثالث ـ لدى ليلى وقصائد أخرى

لَدَى لَيْلَى

قَلْبِي وَعَقْـلِي لَدَى لَيْـلَى أَسِيرَانِ

وَالْمَوْتُ وَالْعَيْشُ بَعْدَ الْبَيْنِ صِنْوَانِ

قَدْ أَدْبَرَ الْلَيْـلُ وَالأَحْـزَانُ تَغْمُرُنِي

وَالصُّبْـحُ فِـي تَرَحٍ آتٍ فَأَشْجَانِي

مَا خُلْتُهُ أَبَـداً قَلْبِـي يَهِيـمُ بِهَـا

حَتَّى يُوَارِي الثَّرَى وَالْقَبْـرُ جُثْمَانِي

أَحْبَبْتُهَـا حُبَّ قَيْـسٍ قَدْ يَنُـوءُ بِهِ

هَذَا النُّحُـولُ وَدَمْعِـي شَاهِـدٌ ثَانِ

مَا مِثْلُهَـا وَلَدَتْ حَـوَّاءُ أَوْ سَمِعَتْ

فَوْقَ الْبَسَيْطَـةِ مِنْ قَـاصٍ وَلاَ دَانِ

كَصَوْتِهَـا أُذُنِي إِذْ عِنْدَمَـا نَطَقَـتْ

قَدْ خُلْتُهَـا مَلَكـاً فِي ثَـوْبِ إِنْسَانِ

مِنْ بَعْدِمَا رَحَلَتْ مَلَّ الْكَـرَى هُدُبِي

وَزَلْزَلَ الْبَوْحُ فِي الأَعْمَـاقِ كِتْمَانِي

مَا عَـادَ يُطْرِبُنِي لَحْـنٌ وَلاَ هَـدَأَتْ

نَفْسِي وَلاَ خَمَدَتْ فِي الصَّدْرِ نِيرَانِي

أَسْتَنْجِدُ الصَّبْـرَ عَلَّ الصَّبْرَ يَمْنَحُنِي

بَعْضَ السُّلُـوِّ فَمَا لاَقَيْـتُ أَعْيَـانِي

قَدْ كِدْتُ أَزْهَـقُ عِنْدَ الْبَيْنِ مِنْ كَمَدٍ

وَكَلَّ مِنْ أَسَـفٍ صَبْـرِي وَسُلْوَانِي

وَلاَمَنِـي سَفَهـاً قَوْمِـي إِذَ انْتَحَبَتْ

يَوْمَ النَّـوَى مُقْلَتِي وَالذَّرْفُ أَعْمَانِي

وَلاَ قَمِيـصَ سَيُلْقِيهِ الْبَشِـيرُ غَـداً

مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَيُجْلِـي بَعْضَ أَحْزَانِي

أَمَّا الَّذِينَ هَوَوْا قَبْلِـي فَقَدْ عَلِمُـوا

أَنِّي بِهَـا كَلِـفٌ وَالْوَجْـدُ أَضْنَانِي

لاَنُـوا لِعِلْمِهِمُ حَـالِي وَقَدْ هَمَسُـوا

مِمَّا أُقَاسِي وَشَـوْقِي طَـيُّ وِجْدَانِي

ذَاكَ الْمُعَنَّى بِهَـا مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِـهِ

أَضْحَى كَـأَنَّ بِـهِ مَسَّـاً مِنَ الْجَانِ

بنغازي 7/5/1998م

نشرت بجريدة الحرية/تونس


اسْتِغَاثَةُ الْيَمَامَة

لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا

وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ

وَهَـذَا الْيَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ

وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي

لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا

بِشِسْعِ النَّعَـلِ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ

وَلَمْ نَقْرَعْ لأَجْلِ الْحَـرْبِ طَبْـلاً

وَأَسْلَسْنَـا الْقِيَـادَ إِلَى الْمَوَالِي

وَصِرْنَا بَعْدَ نَيْـلِ الْغَيْـرِ مِنَّـا

نَهَابُ الْمَـوْتَ مِنْ قَبْـلِ النِّزَالِ

غَدَا جَسَّـاسُ سَيِّدَنَـا جَمِيعـاً

وَحَالَ الْخَوْفُ عَنْ خَوْضِ الْقِتَالِ

فَزِعْنَـا وَالسَّنَــابِكُ تَعْتَلِينَـا

إِلَى الْقَلَـمِ الْمُذَهَّـبِ لاَ النِّبَـالِ

تَمَرَّغْنَـا تُرَابَ الْخِـزْيِ دَهْراً

وَأَشْعَـبُ أَمَّنَـا عِنْـدَ النَّـوَالِ

نَعُبُّ الْخَـوْفَ مِنْ بَعْدِ اعْتِدَادٍ

بِمِـلْءِ أَكُفِّنَـا تَحْـتَ النِّعَـالِ

وَنِلْنَـا بِالسُّيُـوفِ وَقَدْ تَدَاعَتْ

عَلَـى الأَغْمَـادِ دَرْبـاً لِلزَّوَالِ

فَسُحْقـاً لِلْمَـلاَذِ أَدَاةَ حَـرْبٍ

وَبُورِكَتِ الْحِجَارَةُ فِي الْوِصَالِ

صَرَخْنَاكَ الْمُهَلْهِـلُ قُـمْ أَغِثْنَا

فَقَتْلُ صَغِـيرِنَا (بِالشِّسْعِ غَالِ)

وَدَعْ عَنْـكَ انْفِعَـالاَتِي وَسَلْنِي

عَنِ الْحَـقِّ المُضَيَّـعِ بِالْجِدَالِ

يَضِيقُ الْجِـلْدُ بِي مِمَّا أُلاَقِـي

وَأَفْقَدَنِي صَدَى الصَّمْتِ احْتِمَالِي

فَبَابُ الْفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى

وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ الْلَيَالِي

وَهَذِي الْقُدْسُ تَصْرُخُكُمْ جَمِيعاً

وَمَسْجِدُهَا الْمُزَرْكَـشُ بِالنِّصَالِ

لَقَدْ أَضْحَى الْحِمَى نَهْباً مُضَاعاً

وَأَحْوَجَنِـي الْكَـلامُ إِلَى الْفِعَالِ

يَمُـوتُ صِغَـارُنَا غَدْراً وَتَبْقَى

غِمَـارُ الْحَـرْبِ جَامِدَةً حِيَالِي

أَتَرْضَوْنَ الْحَضِيضَ الْيَوْمَ نُزْلاً

بُعَيْـدَ بُلُوْغِكُمْ قِمَـمِ الْجِبَـالِ

دِمَاءُ كُلَيْبِكُـمْ ضَـاعَتْ هَبَـاءً

وَحَيُّكُـمُ مِـنَ الأَبْطَـالِ خَـالِ

وَلَكِنْ قَدْ يَكُـونُ هُنَـاكَ حَمْـلٌ

بِأَحْشَـاءِ الْجَلِيـلَةِ فِي اكْتِمَالِ

سَيَنْهَضُ رَغْمَ رَيْنِ الْخَوْفِ فِينَا

وَيَكْشِفُ خَوْرَ أَصْحَابِ الْمَعَالِي

فَلاَ يُبْقِي لَدَى الأَسْبَـاطِ كَيْـلاً

وَيَمْسَحُ دَمْـعَ رَبَّـاتِ الْحِجَالِ

بنغازي 29/12/2000م

نشرت بصحيفة القاهرة/مصر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى