مع سرجون بولس - بعض ذكريات
ليست هذه مقالة بقدر ما هي تحية وقبلة يا سرجون.
ما زلت في خاطري في جلسة كأسية ، يومها عرفت أنك غريب والمتنبي من عراقك يقول: " إن النفيس غريب حيثما كانا ".
أذكر أنني أبديت لك دهشتي من عنوان مجموعتك الأولى
الوصول إلى مدينة أين ( 1985 ).
وقلت لك أعجبني العنوان المدهش، وذكرت لك أ ن هناك مجموعة عبرية بعنوان ( السفر إلى جزيرة يمكن ) لمريم شتكليس .
فأبديت إعجابك بالعنوان.
أعرف أنني سهرت معك، وضحكت معك، وقرأنا، وداعبنا الفتيات الإنجليزيات ، وهن يتضاحكن.
ولا أؤكد أنك كنت أنت الذي جئت إلى مجلس كان فيه درويش والقاسم وعفيفي
وغالي شكري وزكريا تامر ووو
وألقيت عليهم درسًا، لأنهم - كما قلت - " القلب النابض للأمة العربية – ومع ذلك فهم يسلكون الحيادية إزاء ما يحدث في حلبتشاه من مجازر .
لا أستطيع أن أتيقن الآن، لكني أتذكر الخطيب الغاضب في صورتك وملامحك، وأقدّر أن اللاذقاني يستطيع أن يتذكر إن كنت أنت إياه ، لأن محيي الدين كان كثير حركة وبركة..
وفي هذه الملاحظات اسمح لي أن أنقل من كتابك: الحياة قرب الأكروبول ، دار توبقال 1988
ومن قصيدتك " التوطئة :"
" وقيل إنك عشت في الغابات والمدنوخالطت البرابرة، أصبحت ضيف المسافة: أضواء تدعوكفي كل زاوية أجنبية في مرماك، راغبة تنال...هل وجدت نهر آبائك؟أينما استدرت ُ.والتقطت عشبة مجهولة عند ضفافهفأكلتها، لا ماء فجأة ولا بيت، إنما قدم تسعى وطريقها؟أصبحتُ قدمًا لا تعرف طريقها.لأنك متَّ وحييتَ وضحكت وبكيت؟لقد قاتلتُ قليلاً ثم نسيت.إذن نجوت أخيرًا، أم تراك اليوم آنسًا بالكميـــن؟
فهل مت يا سرجون برغم أنك أكلت عشبة جلجامش؟