الاثنين ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨

مصطلح النقد في (النقد والحداثة) لعبد السلام المسدّي

سعيد عبيد

مقدمة:

تتقدم الورقات الآتيات بدراسة مصطلحية تجريبية لمصطلح "النقد" في كتاب "النقد والحداثة" للدكتور عبد السلام المسدي الذي أغنى المكتبة النقدية والمصطلحية العربية بكثير من المؤلفات النفيسة، حتى أضحى من الباحثين الجادين الذين يجدر بالمرء أن يقف عند مفاهيمهم ومصطلحاتهم مليا.

تسلك هذه الدراسة منهجا وصفيا، وتحدد مبتدأ مادة بحثها ومنتهاها في "النقد والحداثة"، وتقتفي أثر "مصطلحات النقد العربي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين" للدكتور الشاهد البويشخي في العرض المصطلحي. وهكذا، وبعد وصف إجمالي للكتاب، عَرّفت المصطلح المدروس في اللغة والاصطلاح، ثم في الكتاب؛ وبعده درست صفاته وعيوبه، ثم علاقاته المختلفة، ثم ضمائمه، ثم مشتقاته، ثم القضايا ذات العلاقة به...خالصة - في النهاية - إلى ما يمكن استخلاصه من مجموع الدراسة.

وإذا كانت كافة الإحصاءات ستَرِدُ في محلها من الدراسة، فلا بأس أن نشير –في البداية- إلى أن الناقد قد استعمل مصطلح "النقد" مائة وستا وأربعين مرة (146) مطلقا أو مقيدا، بما نسبته 60,83% من مجموع حجم الاستعمال، وأربعة وتسعين (94) مرة بصيغة ما من صيغ المشتقات اللفظية من جذره، بما يعادل 39,19%. ولا شك أن هذه أرقام مهمة في كتاب صغير الحجم إذا استثنينا الملحق البيبليوغرافي منه؛ وهذا ما يسمح بدراسة المصطلح، والوقوف عند مختلف وجوه استعماله، والخلوص إلى نتائج.

وصف الكتاب:

كما يتبدى جليا من خلال عنوان مؤّلف عبد السلام المسدي "النقد والحداثة"، فإن هذا الكتاب النقدي الصادر عن دار الطليعة البيروتية عام 1983 في طبعته الأولى، والذي جمع بين التنظير والتطبيق النقديين، يعد من أوائل المؤلفات العربية التي جاءت تبشر بحداثة نقدية تصورّها أصحابُها بمثابة المخلّص، مخلّص النقد العربي من أحكام الذوق والسليقة والحدس، لصالح اصطناع المناهج النقدية الغربية، بحثا عن علمنة الخطاب النقدي، وسيرا على أثر باقي العلوم الإنسانية الأخرى.
وباستثناء المقدمة غير ذات البال، والملحق البيبليوغرافي الذي ذيل به الناقد كتابه، فإن السطور الآتيات ستقدم عرضا مجملا لأهم مضامين فصول الكتاب الخمسة.

1- الفصل الأول: الحداثة بين الأدب والنقد:

مدار هذا الفصل على أمرين اثنين، أولهما يتعلق بما دعاه المسدي "أعراض الحداثة"، وثانيهما "البنية المفهومية" لهذه الحداثة في الأدب والنقد، ومحاولته توصيفها وتدريجها إلى مراتب.

يستهل الناقد بحثه بتقديم تعريف للحداثة ينص على أنها مقولة ذهنية من المقولات التي يصوغها العقل، ثم يتخذها أداة للإدراك والتصنيف. وعلى هذا يفند الكاتب فكرة ارتباط الحداثة بالزمن الحديث، كما يفصل ما بين مفهومي "الحداثة" و"القراءة"، ويبيّن خطل بعض الثنائيات التي تعرفها ساحة النقاش النقد العربي، من مثل:"الحداثة والتراث" و"تاريخ الحداثة"...لأنها ثنائيات –في نظره- مُغالِطة.

بعد هذا التوضيح، يفصل المسدي رؤيته للحداثة في الأدب والنقد قائلا:"إن مقولة الحداثة تتأسس على ازدواج قاعدي، يركبه ازدواج فوقي. فالازدواج الأول طرفاه الأدب من حيث هو نص إبداعي، والنقد من حيث هو كلام في الأدب. والازدواج الثاني طرفاه مضمون ما يقال –سواء في النص الأدبي أم في النص النقدي- وصيغة ما يقال به هذا وذاك". وبعد أن يفصل الناقد أمر هذه العناصر الأربعة (مضمون الأدب ولغته، ومضمون النقد ولغته)، وكيفية تجلي الحداثة فيها، يقوم بحصر الاحتمالات الممكنة لتجليات الحداثة فيها، فيتحصل لديه ست عشرة (16) مرتبة، يستعرضها تنازليا بدءاً من المرتبة 16 التي تمثل –في الحقيقة- عتبة خارج الحداثة، لخلو تلك الأركان الأربعة جميعها من مقوم الحداثة ، إلى المرتبة الأولى التي هي "سنم الحداثة، وبؤرة الكثب في إبداعية النقد ساعة تلتف على إبداعية الأدب".

2- الفصل الثاني: اللسانيات ولغة الأدب:

سعى الناقد من خلال هذا الفصل إلى بيان التآزر الحاصل بين اللسانيات بمختلف مدارسها، وبين النقد الحديث، كما وضح بعض المرتكزات اللسانية التي أضحت تشكل أسس "نظرية الخطاب النقدي".

يقرر الباحث بداية أن اللسانيات أصبحت الرافد العام، بل الوحيد لناقد الأدب اليوم. ومن مظاهر تفاعل هذا العلم الوليد [آنئذ] مع النقد الحديث، تكسير ثنائية مرتبتي الكلام: مرتبة الاستعمال النفعي، ومرتبة التكريس الفني، وإقامة هذه اللسانيات تصنيفا جديدا مكانه، تصنيفا توليديا لا يتحدّدُ عددا بين الأدب وغير الأدب، وإنما يتحدد نوعا وكيفا... وهكذا أصبح الخطاب الأدبي مجرّد نوع من أنواع كثيرة من الخطاب: كالخطاب الديني والخطاب السياسي والخطاب التاريخي... غير أن المسدي لا يقتصر على بيان استلهام النقد من اللسانيات، وإنما يذكر استرفاده كذلك من "علم الدلالة"، عاقدا أملا كبيرا على مثل هذا التظافر في "بروز المنهج الاختباري المتكامل الذي يسمح بتجديد أدبية الخطاب الفني". ثم يفصل الناقد بعض المظاهر النقدية التي أثمرها تلاقي النقد مع هذه العلوم والمعارف الجديدة، كما يفصل الحديث في منطلقات ما دعاه "نظرية الخطاب النقدي" المتمخضة عن ذلك التلاقح.

3- الفصل الثالث: في تعريف الخطاب الأدبي:

خصص الباحث هذا الفصل باستعراض كثير من آراء الباحثين الأسلوبيين الغربيين حول تعريف الخطاب الأدبي ومكوناته: بالي واسبيتزر وريفاتير وكولين و ستاروبينسكي وجماعة MU وجاكوبسون وغيرهم... ورغم أن المسدي حاول –في البداية- استخلاص الجوهر الجامع بين مختلف تلك التيارات؛ فإن استعراضه بعد ذلك لآراءهم تميز بالتكرار والاستطراد. وهكذا يتطرق إلى مباحث مختلفة ذات رؤية أسلوبية :-اللغة ووجهاها العاطفي والاجتماعي- فرادة الأثر الفني- وحدة كل أثر وتماسكه –الانطلاق من الجزء نحو الأثر برمته- إدراج الأثر ضمن المجموعة التي ينتمي إليها- اعتبار الوظيفة الأسلوبية هي الموجهة للرسالة الأدبية...كما يناقش الناقد عدة مسائل ذات علاقة بالأسلوبية والنقد، كتعضيد العمل الأسلوبي بعلم الدلالة، وبالتاريخ، وكالتنبيه على ما بين الأسلوبية والبلاغة القديمة من التمايزات، وغيرهما...

4- الفصل الرابع: التظافر الأسلوبي وإبداعية الشعر، نموذجُ "ولد الهدى":

يذكر الناقد أن هذا الفصل هو معاضدة للتنظير بالتطبيق، دفاعا عن حداثة المعرفة النقدية وشرعيتها، وقبل الشروع في دراسة رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي ذات المطلع:

وُلِدَ الْهُدَى فَالْكَائِنَاتُ ضِيَاءُ
وَفَمُ الزَّمَانِ َْتَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ

يوضح الناقد الاتجاه الأسلوبي الذي سيرتئيه للدراسة؛ وهو ما يقترح تسميته "أسلوبية النماذج". بعد أن رفض كلا من الأسلوبيتين: التطبيقية (الاستقرائية)، والتنظيرية (الاستنباطية)؛ وبعد أن بيّن قصور كل من اتجاهي الأسلوبية التطبيقية: أسلوب التحليل الأصغر (أو"أسلوبية الوقائع")، وأسلوبية التحليل الأكبر (أو "أسلوبية الأثر" أو "أسلوبية الظواهر").

هكذا، يدرس المسدي قصيدة "ولد الهدى" بالرؤية الأسلوبية التي اقترحها، وانطلاقا من نموذج أسلوبي تركيبي سماه "التظافر"، و"نعني به أن تنتظم العناصر انتظاما مخصوصا" يتخذ صورا متعددة، كمثل ما تجسمه اللغة الصورية الآتية: (أ ب+أ ب) × (ب ج+ ب ج)، أو (س ص + س ص) × (س ص + س ص)، أو صور أخرى. بعد ذلك يشرع الناقد في التحليل الأسلوبي للنص المدروس، كاشفا عن ذلك "التظافر" على أربعة مستويات: المفاصل والمضامين والقنوات والبنى النحوية ، كل على حدة؛ ذاكرا في ختام التحليل أن الهدف منه البرهنة على فعالية "النموذج الأسلوبي" الثاوي وراء بنية الأثر الفني الصياغية، أكثر منه البحث عن مردود عملي.

5- الفصل الخامس: الأدب العربي ومقولة الأجناس الأدبية:

نموذج السيرة الذاتية في كتاب "الأيام"
يوضح المسدي منطلقاته النقدية النظرية في بداية هذا الفصل، ذاكرا أنه سينطلق في دراسته لأيام طه حسين من موقع عالم اللسان "الذي يهتم بكل تجليات الظاهرة اللغوية، مهما تنوعت صيغ الإفضاء، وهيآت التشكل، و صور الوظيفة" ، ويسمي هذا الضرب من النقد "نقدا إنشائيا" يحدد قواعده في ثلاثة معايير: - انطلاق العملية النقدية من البسيط إلى المركب، أي من الاستقراء إلى التأليف، ومن التفسير إلى التأويل. – إرساء قواعد النقد على معيار النص من حيث هو نقطة التقاء الكاتب والقارئ. – العمل بمبدإ تمازج الاختصاصات في المعرفة الإنسانية كلية. كما يصرح الناقد أنه سيستند إلى "علم النفس اللغوي" الذي "يدرس كيف تطفو مقاصد المتكلم ونواياه على سطح الخطاب، في شكل إشارات لسانية تنصهر في اللغة التي تتواضع على أنماطها وسَنن تأليفها مجموعة بشرية معينة يحولها الرابط اللغوي إلى مجموعة ثقافية، كما يدرس سبل توصل المتقبلين لذلك الخطاب إلى تأويل تلك الإشارات".

انطلاقا من تلك الرؤية، يعالج المسدي أيام طه حسين التي تماهت فيها الذات وأدبُها بفضل "أسلوب" في القص والتصوير صاغه صاحبه "على نمط من الإنشاء: تبدّدت فيه حواجز الدلالة، فغدا دالا ومدلولا، حتى إنك لتتخذ النص منطلقا، فيغدو لك مصبا "...وهكذا يربط الناقد بين خصائص أسلوب "الأيام"، وبين خصائص شخصية كاتبها (طه حسين) التي أهمها: الفضول وقوة الحساسية إلى درجة الحدة، وبين أهم حوافز تلك الشخصية وهي آفة العمى التي طبعت الذات بسماتها بعمق، وطبعت تصوير الكاتب في كتابه بنفس الحدة، فجاء على غراره يتجاذبه قطبان رئيسان: السعادة والشقاء.
وأخيرا يشير الناقد إلى مكمن حداثة نقد طه حسين، وأنه في اللغة الشعرية التي كان يكتب بها نقده؛ وهكذا فقد كان "يكتب الأدب وفي أدبه النقد، ويكتب النقد وصياغة نقده أدب".

كان ذلك –إذا- وصفا عاما شاملا لفصول الكتاب ومباحثه، مما لا يمكن اعتباره إلا عقبة تقع خارج دار الدراسة المصطلحية، ولكنها عتبة لا بد منها، تثبيتا للخطى، وتوضيحا للرؤية. وفيما يأتي أولى خطوات الدراسة المصطلحية لمصطلح "النقد"، وهي التعريف.

I) تعريف "النقد":

1 - في اللغة والاصطلاح:

جاء في اللسان: " نَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْدا، إذا نقره بأصابعه كما تُنقد الجوْزة. ونقد الطائر الفخَّ ينقده بمنقاره، أي ينقُره". و"نَقَدَ الرجل الشيء بنظره يَنْقُدُ نَقْدًا، ونَقَد إليه: اختلس النظر إليه. وفي حديث أبي الدرداء (ض): "إِذَا نَقَدْتَ النَّاسَ نَقَدُوكَ، وإن تركتهم تركوك"، معنى نقدتهم أي عِبتهم واغتبتهم"... ونَقَدْتُهُ الدراهم،و نقَدتُ له الدراهمَ، وانْتَقَدْتُهَا، إذا أخرجتُ منها الزيف". والنَّقْدُ والتَِّنْقَادُ: تمييز الدراهم و إخراج الزيف منها؛ أنشد سيبويه:

تَنْفِي يَدَاهَا الْحَصَى فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ
نَفْيَ الدَّنَانِيرِ تَنْقَادُ الصَّيَارِيفِ

وإذا كان "القاموس المحيط" لا يضيف شيئا إلى ما ذكره اللسان قديما، فإن "المعجم الوسيط" ذكر ما ذكره اللسان، وزاد: "النقد فن تمييز جيد الكلام من رديئه، وصحيحه من فاسده؛ يقال: نقد النثر، ونقد الشعر، أظهر ما فيهما من عيب". وهذا قريب من المعنى الاصطلاحي الحديث للمصطلح. لكن قبل أن نتطرق إلى هذا، نشير إلى أنه يبدو أن مدار كلمة "نقد" في اللغة على النظر والاختبار وإخراج الزيف؛ ولعل المأخذ الاصطلاحي كان من هذا. وإذا كان مؤلفو "المعجم الوسيط" قد صاغوا تعريفا مجملا للمصطلح، فإن صاحب "المعجم الأدبي" يفصله، فيقول: النقد "هو فن تحليل الآثار الأدبية، والتعرف إلى العناصر المكوّنة لها، للانتهاء إلى إصدار حكم يتعلق بمبلغها من الإجادة. وهو يصفها أيضا وصفا كاملا معنى ومبنى، ويتوقف عند المنابع البعيدة والمباشرة، والفكرة الرئيسية، والمخطط، والصلة بين الأقسام، وميزات الأسلوب، وكل مركبات الآثار الأدبية." وهذا المفهوم مرتكز على إسناد وظائف ثلاث إلى المصطلح، هي: التحليل والوصف والحكم. وقريب منه ما ذكره "معجم المصطلحات الأدبية": من أنه: "1) فن تقويم الأعمال الفنية والأدبية، وتحليلها تحليلا قائما على أساس علمي"؛ وأنه كذلك: 2) "الفحص العلمي للنصوص الأدبية من حيث مصدرُها وصحة نصها وإنشاؤها وصفاتها وتاريخُها".
أما المعاجم الغربية –وأخص بالذكر الفرنسية- فلا تبتعد عن هذا المفهوم. فـ" Le petit Larousse" يحدد النقد بأنه "فن تحليل الأعمال الأدبية والفنية وتقويمها". و "Le petit Robert" يحدده بأنه "فن تقويم الأعمال الفكرية والأدبية والفنية، من أجل تمييز غثها من سمينها"؛ كما يشرح فعل يَنْقُدُ "بالآتي: يحلل، يناقش، يدرس، يختبر، يحكُم. وهذا شبيه –إلى حد بعيد- بما ذكرته المعاجم العربية، ومرتبط كذلك بمدار جذر [ن ق د] لغة.

2) في كتاب "النقد والحداثة":

في معرض حديثه عن الازدواجين اللذين تتمظهر فيهما الحداثة، قال المسدي:

* "الازدواج الأول طرفاه الأدب من حيث هو نص إبداعي، والنقد من حيث هو كلام في الأدب". وإذا كان هذا هو اللبنة الأساس في تصور الكتاب لـ"النقد"، فإنه ذكر توابع أخرى تجلي مفهوم المصطلح أكثر؛ منها:

* "إن النقد هو مجمع التقاء توالُدين: توالد الوظيفة الانعكاسية، وتوالد الوظيفة الشعرية".

* "ارتهن النقد –على صعيد فلسفة - القِيم ببعدي الوسيلة والغاية".

* أصبح النقد –في حكمه على وظيفة الأدب – مرتكزا على الدلالات المستخدمة في مواضيع الإبداع الفني".

* "إذا استطاع النقد أن يبتكر خطابه المستحدث ... أفيتسنى أن يقف الابتكار عند حد الدوال دون أن يعم نسيج العبارة"؟

* "يتحدث النقد عن الأدب: وإذ هو يتحدث عنه، يصوغ قولا هو من جنس الأدب".

مما سلف يتحصل لدينا أن النقد "كلام في الأدب، مصوغ بلغة الأدب؛ وهو نتيجة التقاء توالد الوظيفتين: الانعكاسية والشعرية، و مرتهن ببعدي الوسيلة والغاية. وهدفه هو الحكم على وظيفة الأدب ذاته".

II) صفات مصطلح "النقد" في الكتاب:

ورد مصطلح النقد في كتاب "النقد والحداثة" موصوفا في واحد وأربعين(41) موضعا، بما يعادل نسبة 26,11% من مجموع ألفاظ المصطلح مطلقا ومقيدا؛ في 38 موضعا موصوفا بصفة واحدة، وفي ثلاثة مواضع موصوفا بصفتين. كما ورد مرة واحدة موصوفا به. وقد وجدنا أن الصفات التي وصف بها المصطلح يمكن تصنيفها إلى صفات مصنِّفة، وهي الغالبة، وأخرى قليلة مبيِّّنة أو حاكمة.

1- الصفات المصنّفة:

أ) صفات دالة على الجنس: (النقد العربي –النقد الأدبي –النقد النظري)....

1- النقد العربي؛ وقد وردت مرتين اثنتين:

* "هذا الاعتراض المنهجي، لا يعني –قطعا- الاعتراض على منزع الحداثة في النقد العربي".

* "إذا عدنا إلى نقدنا العربي المعاصر... أيقنّا من معضلاته الإجرائية اصطدام مقولة الأجناس الأدبية بإشكالية التعامل مع التراث الإبداعي".

2- النقد الأدبي: وقد وردت ثماني مرات، ومن نصوصها قول المسدي:

* "إن النقد الأدبي –في تصوراته المختلفة- لا يُعنى بالملفوظ النصي، إلا من حيث هو صورة للمادة الأدبية".

* "على هذا التكامل بين علوم اللسان والنقد الأدبي يعلق اليوم كل الأمل في بروز المنهج الاختباري المتكامل".

3- النقد المعرفي: وردت هاته الصفة مرة واحدة غير مُرادٍ بها مفهوم "النقد" كما عرفناه من حيث هو "كلام في الأدب"؛ ولكن أريد بهذا المركب مفهوم شبيه بمفهوم نقد النقد في قول المسدي:

* ولكننا نجري نقدنا المعرفي على أساس ترصد الهدف الآجل"، وهو في مقام نقد الأسلوبية.

ب: صفات دالة على النوع:

1 النقد الحديث: وقد ذهبت هذه الصفة بحصة الأسد من بين الصفات الأخر في الكتاب، فوصف بها المصطلح سبع عشرة مرة (17)، منها:

* "من المعلوم أن التيار الغالب على مناهج النقد الحديث قد ارتسم لنفسه خطة تحويل النقد إلى معرفة صحيحة، حتى أصبح رواده يطلقون عليه "علم الأدب".

* "لا يواجهُ النقد الحديث مشكلا أدقَّ من تحديد لحظة التعامل مع النص".

* "نظرية الخطاب الأدبي في النقد الحديث تنطلق... من الإقرار بحتمية الاستكشاف اللساني في فحص الحدث الإبداعي".
* "هذا التعريف الجُملي للظاهرة اللغوية هو الذي تبنَّاه النقد الحديث".

2- النقد النظري: ورد هذا المركب مرة يتيمة في قول الكاتب:

* "به يسهمون [أي الأسلوبيون] مع رواد النقد النظري في تحديد أدبية الأدب".

3- النقد المعاصر: ووردت مرتين كالآتي:

"إذا عدنا إلى نقدنا المعاصر وما يسعى إليه رواده من حداثة في الوصف والاستنطاق...".

* حداثة الصياغة هي "مكمن الخصوصية في نقدنا المعاصر".

ج) صفات دالة على مدارس النقد:

1- النقد الإنشائي: ورد مرتين، هما كالآتي:

* "إذا استخلصنا ثمار هذا العلم [علم النفس اللغوي]... استطعنا الحصول على نقد يمكن أن نسميه بـ"النقد الإنشائي".

2- النقد النفساني: ورد كذلك مرتين في النصين الآتين:

* "ظن البعض أنه [أي علم النفس اللغوي] لن يثمر مع الأدب إلا نقدا نفسانيا".

* "يتضح الفارق والفيصل بين النقد النفساني المتعارف، وما ندعو إليه..."

3- النقد الاجتماعي: جاء في نص واحد هو:

* "فحصل بذلك انقلاب أصولي من القمة إلى القاعدة، أو قُل من المنتج إلى المستهلك على حد عبارة "النقد الاجتماعي".

2- الصفات المبنية: يمكن أن ندرج هنا نصين تم الوصف في أوَّلِهِمَا عن طريق الجُملة الفعلية، وهما:

* عند حديثه عن النقد في المرتبة السابعة من مراتب الحداثة الست عشرة، قال المسدي:"نكون عندئذ ... حُيال نقد خطابه مبتكر، ولكن مقولاته سلفية".

* "فالأسلوبية ضرب من النقد القائم على التعاطف مع الأثر، ومع صاحب الأثر".

3- الصفات الحاكمة: ولا يمثل هذا النوع من الصفات إلا صفة واحدة هي عبارة عن عيب وصف به النقد في النص الآتي:
*" إن نقدا يغرق في تاريخ الأفكار، فيبالغ في الاهتمام بجزئيات دلالية مكرسا آثارا ثانوية على حساب الآثار الخالدة، لهو نقد منحرف".

III) علاقات مصطلح "النقد" في الكتاب:

1- علاقات الائتلاف: ولا يمثلها إلا تآلف واحد هو:

** النقد والأدب: مما جاء فيه النقد والأدب مؤتلفين قول الناقد:

* " يتحدث النقد عن الأدب، وإذ هو يتحدث عنه يصوغ قولا هو من جنس الأدب".

* في أدبية الخطاب النقدي "يُفحص الأدب نقدا، فيصاغ النقد بما هو من لغة الأدب".

2- علاقات الاختلاف: من العجيب أن الذي يمثل هذه العلاقة هي الثنائية المؤتلفة نفسها (النقد والأدب) مع ثنائية (النقد والنص):

* 1- النقد والأدب: من النصوص التي تجمع بينهما في علاقة اختلاف وجدل قول المسدي في المرتبة الثالثة عشرة:
* "عندئذ يسبق الأدب ويتوانى النقدُ".

* "يأخذ فيها [المرتبة 13] الأدب زمام المبادرة، فيجرُّ النقد جرّا نحوه حتى يراجع مفاهيمه وصياغاته".
* وفي المرتبة الخامسة: "فيها ينبري الأدب منتصرا للحداثة دلالة وتشكيلا، فيقوم النقد باسم الحداثة معترضا على نمط المضامين المطروقة، فيحصل الاختلاف".

2- النقد والنص: "حينئذ [إذا لم يجدد النقد مقولاته لفهم النص الحداثي] ينقطع النقد عن النص".

3- علاقات التداخل: ومن صورها في الكتاب علاقات السببية والتمازج والاستمداد والجزئية وغيرها مما أحسب أني رصدته في ما يأتي:

1- علاقة السببية: ونشير إلى ورود نص واحد في كل صورة من صور هذه العلاقة الآتية:
أ- النقد والأثر الفني: يقول المسدي:

* "إذ علينا أن ننطلق من الأثر الفني الملموس...حتى نستخرج منه حاجتنا في النقد".
ب- النقد ومضمون الأدب ولغته:

* "من خلالهما [المضمون واللغة] ننفذ إلى النقد".
ج- النقد وعلم العلامات:

* "مما هيأ للنقد مقومات التجدد والحداثة "علم العلامات"".
ذ- النقد والأسلوبية:

* "إن الأسلوبية مصبُّها النقدُ، وبه قوام وجودِها".
2- علاقة التمازج:

أ- السيرة والأدب والنقد: يقول الناقد:

* "فجاءت "الأيام" ثوبُها السيرةُ، وقوامُها الأدب، ومهجتها النقدُ".

ب- الخَلْق والنقد والرواية: يقول عن "أيام" طه حسين كذلك:

* "فيه الخلق، وفيه النقد، وفيه الرواية".

3- علاقة الاستمداد: وتجمع بين النقد (المستمِد) والحداثة (المُمِدّ) في نصين:

* "عندما يتبصر النقد بحضور الحداثة، فيعلن عن ذلك الحضور، فإن ذلك لا يكون كافيا ليتحول النقد بنفسه إلى حداثة".

* "والحداثة في النقد مما تحت الضرب الثاني" (أي هي تحديد على مستوى المنهج).

4- علاقة الجزئية: وورد في ذلك نص واحد يجمع بين النقد ومقولاته:

* "ولكن النقد –في هذه الحال- لا يجد سبيله إلى ابتكار جهاز أدائي يكون على درجة التطور الذي بلغته مقولاتُه".

5- علاقة الآلية: وفيها يعتبر الناقد القارئ آلة النقد؛ يقول:

* "تحول النقد إلى اتخاذ القارئ معيارا في تقييم الأدب".

6- علاقة المطابقة: وورد فيها نص وحيد كذلك يطابق بين النقد وباقي العلوم:

* "وينطبق على النقد –في هذا الباب- ما يصدق على العلوم عامة".

7- علاقة التفاوت بين النقد والفكر والإبداع، وفيه نص وحيد هو قوله:

* "ولكن يظل النقد في منزلة دنيا بالنسبة إلى التطور الحاصل على مستوى الفكر والإبداع".

تلك هي علاقات المصطلح المدروس "النقد" بغيره من المصطلحات ائتلافا أو اختلافا أو تداخلا وتكاملا؛ أما الآن، فسنمرُّ إلى رصد ضمائم المصطلح (ما ضم إلى المصطلح، أو ما ضم المصطلح إليه)؛ وبما أننا سبق لنا أن استعرضنا ضمائم الوصف لدى الحديث عن صفات مُصطلح "النقد" نعوتا وعيوبا، فإننا سنقتصر في هذا الباب على ضمائم الإضافة والعطف اللذين قُيد بهما المصطلح المدروس في كتاب "النقد والحداثة".

IV) ضمائم مصطلح "النقد" في الكتاب:

1- ضمائم الإضافة:

ورد المصطلح المدروس في إطار التركيب الإضافي اثنتين وستين (62) مرة، بما نسبته 39,49% من مجموع ورود المصطلح في الكتاب عامة؛ وهذه أعلى نسبة. وقد استعمل الكاتب المصطلح مضافا في أحد عشر (11) موضعا، بينما استعمله في الباقي مضافا إليه حسب التفصيل الآتي:

*1: إضافة مصطلح النقد إلى غيره: في الأحد عشر موضعا التي أضيف فيها المصطلح إلى غيره، كانت الإضافة إلى:
أ) لفظ النَّاقد والنُّقاد: وذلك في أربعة مواضع:

* "ليس من شك في أن حديث الناقد عن نقده قبل تقويم نقده من البدع التي أوحت بها طرائق الحداثة".

* "ويكتب [طه حسين] النقد، وصياغة نقده أدبٌ".

* "فذهب فيها [أي بدعة حديث الناقد عن نقده] مذاهب جمحت ببعضهم، فأصبح حديثهم عن منهج نقدهم وهم ينقدون، أكثر إغراءً من مضمون فعلهم النقدي".

ب) لفظ الأدب: وذلك في موضعين:

* "من نقد الأدب إلى أدب النقد".

* "من نص الأدب إلى نقد الأدب".

ج) لفظ النقد نفسِه: في موضع واحد:

* "فإذا بالحداثة –في آخر مطافها- راسية على نص النص الذي هو مفتاح نقد النقد".

د) لفظ العرب: ممثّلاً في "نا" الدالة على الجماعة في موضعين:

* "إذا عدنا إلى نقدنا العربي المعاصر وما يسعى إليه رواده من حداثة في الوصف والاستنطاق...".

* حداثة الصياغة هي " مكمن الخصوصية في نقدنا المعاصر".

هـ) لفظ "نا" الدال على الناقد (المسدي) نفسه؛ وذلك في موضع واحد:

* "ولكننا نُجري نقدنا المعرفي على أساس ترصُّد الهدف الآجِلِ".

* الألفاظ المضافة إلى مصطلح النقد:

أ) ألفاظ دالة على مكوّنات النقد:

 رُكْنا النقد: وردت هذه الإضافة مرات ثلاثا، منها:

* "ترتكز [المرتبة 13] على ازدواج في حضور الحداثة في ركني الأدب، مع ازدواج غيابها في ركني النقد".

* المرتبة العاشرة جَنيستُها "المرتبة الثانية عشرة فيما يخصُّ دعامة النقد بركنيه: المفهومي والأدائي".

 دعامة النقد: وذكرت هذه الإضافة ثلاث مرات في صفحة واحدة؛ وأول نصوصها فيها:

* المرتبة العاشرة جنيستها "المرتبة الثانية عشرة فيما يخصُّ دعامة النقد بركنيه المفهومي والأدائي".

 مضمون النقد: وردت مرتين في نصين:

* "لا ينبني مضمون النقد على نقض للحداثة".

* "وفيها تظهر الحداثة في لغة الأدب ومضمون النقد، وتختفي في مضمون الأدب..." [أي المرتبة الثامنة].
- لغة النقد: ووردت مرتين كذلك في:

* " الذي نعنيه بحداثة الصياغة هو طبيعة الخصائص التي تتم بها لغة النقد".

* " وفيها تظهر الحداثة في لغة الأدب ومضمون النقد، وتختفي في مضمون الأدب ولغة النقد" [المرتبة 8].
 مقولات النقد: وردت مرتين أيضا:

* "تبرز [الحداثة] في لغته [الأدب]، بروزها في مقولات النقد وخطابه".

* المرتبة السادسة عشرة "تكون الأركان الأربعة فيها خالية جميعا من مقوّم الحداثة: في دلالة الأدب ولغته، ومقولات النقد وصياغته".

 ألفاظ أخرى: أضيفت إلى النقد ألفاظ أخر هي مكونات من مكوناته، من مثل "الصياغة" و"القواعد" و"الخطاب" و"الحقول" و"المناهج".

ب) ألفاظ دالة على أعمال النقد: وهي ستة، ورد في كلٍّ منها نص واحد، كالآتي:
* عمليات النقد: "...مقاصد متنوعة تبدأ من أبسط عمليات النقد سواء في الاستمتاع والذوق... وترتقي إلى صيغ التجريد في المبادئ والأحكام".

* مشاغل النقد: "كان تفاعل اللسانيات مع مشاغل النقد خصيبا".

* تصنيفات النقد: "عندئذ يصبح للأديب سلطان على الناقد في حمله على مراجعة ضوابطه كلما تمرد النص الإبداعي على تصنيفات النقد".

* إجراء النقد: "من الاحتمالات...إسقاط مفهوم الحداثة على كل نص يبتعد ميلاده عن لحظة إجراء النقد".

* أحكام النقد: "فيُستخلص [أدَبُ الأغاني] نقيّاً دون أن يداخِلَهُ فن التراجم وأحكام النقد".

* مقاصد النقد: "تركُنا لهذا النمط من التعليل [التفسير التكويني] لخروجه عن مقاصد النقد".

ج) ألفاظ دالة على تصور الناقد: وهي ثلاث، أولاها وردت مرتين، والثانية والثالثة مرة واحدة:

* زاوية النقد :"فلنتقصّ هذه العلاقات من زاوية الأدب أولا، ثم من زاوية النقد ثانيا".

* "أما مجهر النظر الآخر، فمركوز على زاوية النقد".

* وعي النقد: "ولكنْ لالتباس المستحدث بالمتقادم، خَفِيَ السلك الرابط، فغاب عن وعي النقد".

* رؤية النقد " تُحدد رؤية النقد من موقع حيرة نوعية هي حيرة عالم اللسان".

* وجهة النقد: "وجهة النقد تنصب في تساؤل علمي".

د) ألفاظ دالة على إبداعية النقد: وهي ثلاث كذلك، وردت في نصوص مفردة:

* إبداعية النقد: المرتبة الأولى "هي سنم الحداثة، وبؤرة الكثب في إبداعية النقد".

* أدب النقد: "من نقد الأدب إلى أدب النقد". (وردت الجملة هكذا مستقلة بعد عارضة).

* نص النقد: "من أدب النقد إلى نص النقد". (وردت الجملة هكذا مستقلة بعد عارضة كذلك).

هـ) ألفاظ دالة على حداثة النقد: من الغريب أن المصطلحَ الذي عطف على "النقد" في عنوان الكتابِ نفسه: "الحداثة" لم يذكر مضافا إلى "النقد" إلا في ثلاثة مواضع، هي كالآتي:

* "هذا ما يخص حداثة النقد من حيث المضمون، أما الوجه الآخر فيتصل بحداثة النقد من حيث الصياغة."

* في المرتبة الرابعة "تتقابل حداثة النقد مع سلفية النص".

و) ألفاظ أُخَر مضافة إلى مصطلح "النقد":

* تاريخ: "التحولات المعرفية الحاصلة في تاريخ النقد الأدبي قد اقتفت أثر التحولات المعرفية الحاصلة في فلسفة التاريخ".
* أمر: "تداخل المناهج في يومنا... تعقد به أمر النقد".

* قيود : "فن من الخاطرة ترسل على عواهنها، فلا هي تتقيد بقيود النقد...".

* حواجز : "... بمايهتك حواجز النقد، فيذعنه إليه".
* هوية: "من الكشف إلى التشخيص إلى المعالجة، تتكامل هوية النقد".
* لسان: "تحديد قدْر الحداثة على لسان النقد قد اقتصر أمره على تقرير أمر الظاهرة الحداثية".
* أمام: "ليس أمام النقد... إلا إحدى سبيلين".
* مجال: "فيثبتون [أي الأسلوبيون] شرعية حضورهم في مجال النقد عموما".

* مستوى: المرتبة الرابعة "تجتمع فيها كثافة حداثية على مستوى النقد".

* نقد: "فإذا بالحداثة في آخر مطافها راسية على نص النص الذي هو مفتاح نقد النقد".
2- ضمائم العطف:

ورد مصطلح "النقد" في تركيب عطفي ست عشرة (16) مرة، بما نسبته 10,19%، منها إحدى عشرة مرة معطوفا، وخمس مرات معطوفا عليه غيرُه؛ وتفصيل ذلك كالآتي:
أ‌) ما عُطف عليه "النقدُ": هي ثمانية ألفاظ، نوردها فيما يأتي:
** الأدب: عطف هذا على "النقد" في خمسة نصوص؛ منها:
* "يعرض بين يديك منهجا يزيح الحواجز العائقات، سواء ما قام منها قسرا بين الأدب والنقد، أو..."
* "في الفصل الأول عكفنا على قضية الحداثة بين الأدب والنقد".
** الفن: وذلك في نص وحيد، كمثل باقي الألفاظ التي ستُرى بعده:
* "بديهي أن يعم هذا الانقلاب الفكري والاختباري حقل العلوم الإنسانية سواء في ذلك الأدب والفن والنقد".
** النص:
* "إن النظر في إشكاليات الأدب والنص والنقد من موقع عالم اللسان... قد أوقفنا على حقيقة...".
** خَلْق:
* "إن الإنتاج الأدبي... يستند إلى صنفين حسب المنظور المتقادم... وذانك الصنفان هما "خلق" و"نقد"".
** إبداع:
* "كان طه حسين –على أمد من السنين- رمز الحداثة العربية فكرا وإبداعا ونقدا".
** الوصف:
* "فحدث بذلك تغير جذري عميق في مناهج الوصف والنقد والتدريس".
** المواصفة:
* "ما يقرره عالِم اللسان...هو الذي يقي عملية الخلق الشعري من الإجهاض عند المواصفة والنقد".
ب) ما عطف على "النقد": هي خمسة ألفاظ، كل منها ذكر معطوفا على "النقد" في نص واحد، وهي:
** المعرفة:
* "أين تثوي قرائن القيمة في هذا التناظر بين النقد والمعرفة؟".
** علم اللسان:
* "علينا... أن نمد الجسر بين النقد وعلم اللسان عن طريق علم الأسلوب".
** اللسانيات:
* "لنا أن نتنبّأ بما سيكون للبحوث الأسلوبية من فضل على النقد الأدبي واللسانيات معا".
** التدريس:
* فيحدث بذلك تغير جذري عميق في مناهج الوصف والنقد والتدريس".
** سخرية:
* "أفلا ترى أن صاحبنا [طه حسين] كان يؤثر نقدا وسخرية و تندُّرا وتوبيخا على أن يترك زُهدا فيه؟"
(V مشتقات "النقد " في الكتاب :
إذا كان مصطلح " النقد" قد ورد- معرفا ومنكرا- في ستة وأربعين ومائة (146) موضع، بما نسبته 60.80%، فإن المشتقات اللفظية الاصطلاحية من ذلك المصطلح قد وردت في أربعة وتسعين (94) موضعا، بما يعادل 39.16%؛ وهذه نسبة مهمة تقتضي منا ألا نغفلها عند دراستنا المصطلحية هاته. أما تلك المشتقات فهي "النقدي" معرفا ومنكرا، و"النقدية" معرفا ومنكرا، و"الناقد" و"النُّقاد" و"ينقدون"؛ وأما تفصيل ورودها فكالآتي :
1- نقدي- النقدي:

ورد هذا المصطلح معرفا ومنكرا إحدى وأربعين (41) مرة، بنسبة 43.61% من مجموع المشتقات، معرفا أربعا وثلاثين (34) مرة، ومنكرا سبع (7) مرات. ونظرا إلى الطبيعة الصرفية لهذا المصطلح، باعتباره اسما منسوبا، فإنه استعمل نعتا في جميع نصوص وروده ما خلا مرة واحدة ورد فيها حالا، وهي قول الناقد : "سواء أكان "أثرا" في المعنى المتداول نقديا، أو نصا في المفهوم المدرسي المتعارف". أما باقي حالات الورود، فكان الموصوف فيها ما يأتي :
أ)* الخطاب : وقد وصف بمصطلح : "النقدي" في خمسة عشر(15) موضعا-وهو الأغلب- وهذه بعض نصوصه :
* المرتبة الأولى "يكون قطب الرحى فيها أدبية الخطاب النقدي"
* في المرتبة السادسة" تقف الحداثة عند عتبة الخطاب النقدي لا تخترقه."
* " إن تجديد لغة الخطاب النقدي كثيرا ما يكون مرحلة حاسمة في توليد المفاهيم."
* "إن الخطاب النقدي الذي هو حديث عن أدبية اللغة، يمكن أن يصاغ هو عينه بلغة أدبية".
ب)* النص : ورد موصوفا بمصطلح "النقدي" ست مرات، منها :
* "على طرفيها(ثنائية المعنى والمبنى) ترتكز ثنائية النص الأدبي والنص النقدي".
* "تعين على القارئ- وهو يجاهد نفسه للتمثل الحقيقي والتبصر الذهني- أن يقرأ النص النقدي أكثر من مرة."
ج)* العمل : وصف هذا اللفظ بالمشتق المدروس ثلاث مرات، من مثل :
* الحدس "ومضة ذهنية نصيب بما سوي الطريق في العمل النقدي"
د)* الفعل : وصف هذا اللفظ كذلك "بالنقدي" في مواضع ثلاثة، من مثل :
* " كل فعل نقدي لا بد صائر... إلى البحث في طرائق الحس ومسالك الإدراك."
ه)* المضمون : وصف "بالنقدي" مرتين، هذا نموذج لهما :
* " إن لحداثة المضمون النقدي سُلَّما".
و) * الإدراك : وصفت "بالنقدي" مرتين كذلك كما في :
* "تسنى للعمل النقدي أن يمكن القارئ من إدراك انتظام خصائص اللغة الفنية إدراكا نقديا".
ز)* الجهاز : ورد موصوفا "بالنقدي" مرتين كذلك، كما في :
* "حتى يتسنى... إعادة بنائه طبقا لعناصر الجهاز النقدي المبتكر".
ح) ألفاظ أخراة : وصفت بمصطلح "النقدي" ألفاظ أخراة كثيرة، في نصوص فريدة، وتلك الألفاظ هي : "التحليل" و"التناول" و"المصطلح" و"حوارنا" و"الصراع" و"المأثور" و "التقدير".
2- نقدية – النقدية :
هذا المشتق هو مؤنث المشتق السابق؛ وقد ورد في الكتاب اثنتين وثلاثين مرة (32)، مما نسبته 34.03% من مجموع المشتقات. ورد في ست وعشرين (26) مرة معرفة، وفي ست(6) مرات نكرة. وعلى غرار المصطلح المشتق السالف، فإن هذا المصطلح المنسوب المؤنث قد ورد صفة في كل حالات وروده بلا استثناء. والألفاظ التي وصفت بهذا المشتق- معرفا ومنكرا- هي كالآتي :
أ)- العملية : وقد وصف اللفظ "بالنقدية" عشر مرات؛ ومن نصوص ذلك :
* "فالعملية النقدية... مهما تنوعت، وأيا كانت مقاصدها، لا تخرج عن قانون قاعدي...".
* "وخلال هذا السعي، تنسج العملية النقدية لنفسها بنية جديدة."
* "عُدت العملية النقدية سلطة معرفية."
ب) الحداثة: أما هذا اللفظ فوصف "بالنقدية" في ستة مواضع، منها :
* " لا يمكن البتة أن تقوم حداثة نقدية إلا متى جدد النقد مقولاته".
* " لا يتحول [النقد] إلى حداثة نقدية إلا عندما يستحدث جهازا معرفيا يباشر به النص... كما لم يباشره السابقون."
ج) النظرية: وصف هذا اللفظ مفردا وجمعا (النظريات) بالمصطلح المشتق، في ثلاثة نصوص، منها:
* "تأتي النظرية النقدية- في هذا المقام- لتعلق على دراسة الخصائص اللغوية."
* " تحاول النظريات النقدية استلهام خصائص الظاهرة اللغوية في موضوعها ومادتها."
د) الرؤية : ووصف هذا اللفظ مفردا وجمعا (الرؤى) بـ"النقدية" ثلاث مرات كذلك، كما في :
* " جاء هذا الفصل حاملا لبرنامج رؤية نقدية".
* " تنجلي في هذه المرتبة [الأولى] كثافة الحداثة، فتصبح مَجمع الرؤى النقدية".
هـ) ألفاظ أخرى : وصَف المشتق : "النقدية" عشرة ألفاظ مختلفة مرة واحدة في نصوص فريدة؛ وتلك الألفاظ هي : "المباشرة" و"المؤسسة" و"اللغة" و"البنية" و"القضية" و"المحاورة" و" المقولات" و"المساجلات" و"المواضعات" و"التيارات" .
3) الناقد : ورد هذا المشتق – وهو اسم فاعل مفرد – سبع عشرة مرة (17)، بما يعادل نسبة : 18.08% من مجموع المشتقات الواردة في الكتاب. وقد كانت حالات "الناقد" على الشكل الآتي : مطلقا في اثني عشر موضعا (12)، ومقيدا في خمس (5) مرات حسب البيان الذي يأتي:

أ) مصطلح "الناقد" مطلقا:

ورد المصطلح سبع مرات مطلقا مرفوعا على الفاعلية، وأربع مرات مجرورا، في ثلاث منها باللام، ومرة واحدة منصوبا على المفعولية. وفيما يأتي نموذج نص لكل حالة :
• "هذا الاعتراض المنهجي .... ينشد تأسيس مبدإ الاستكشاف الذاتي الذي يتسلح فيه الناقد بسلاح الحداثة" .
• "الذي قد يشفع للناقد في عرض منطلقاته قبل المواصفة الفعلية إنما هو تداخل المناهج" .
• "إن هذه الثنائية النوعية التي يجتمع فيها الاستقراء الخارجي للأحداث، مع الاستبطان الداخلي للانفعالات والأحاسيس هي التي تدفع الناقد إلى استشفاف الالتحام...".
ب) مصطلح "الناقد" مقيدا :
من بين المرات الخمس التي ورد فيها المشتق المدروس مقيدا، مرات ثلاث ورد في تركيب إضافي (مرتان مضافا إليه، ومرة مضافا)، ومرة واحدة في تركيب وصفي، وأخرى في تركيب عطفي. وفيما يأتي نموذج لكل حالة :
• "ليس من شك أن حديث الناقد عن طبيعة نقده قبل تقديم نقده من البدع التي أوحت بها طرائق الحداثة" .
• "على أن الناقد الحريص على فك الحواجز بين تقسيمات الاختصاص قد يغريه أن..." .
• "هذا النقد ثمرة كفاءة الناقد وتجاربه" .
4) النُّقاد: لم يرد هذا المشتق غير مرات ثلاث في النصوص الآتية :
* "تنشأ بين عامة النقاد، بل وفيما بين خاصتهم من أهل الذكر مساجلات تنقلب إلى خصومات" .
* "عديدون هم النقاد الذين غفلوا عن تلك الحقائق الأولية."
* " تحدَّى عالم اللسان التصنيف الثنائي الذي كان لدى النقاد مسلمةً بديهية".
5) ينقدون: ورد مصطلح النقد بصيغته الفعلية مرة فريدة في الكتاب كله، مضارعا مسندا إلى واو الجماعة العائدة على النقاد، وذلك في النص الآتي:
* "فأصبح حديثهم عن منهج نقدهم وهم ينقدون، أكثر إغراء من مضمون فعلهم النقدي" .
(VI القضايا ذات العلاقة بـ"النقد" في الكتاب:
كثيرة هي القضايا المتعلقة بالنقد في "النقد والحداثة"؛ و فيما يأتي ذكر لأهمها:

أ) النقد و الحداثة:

يرى عبد السلام المسدي أن "بنية الحداثة تذعن لثنائية الأدب و النقد " ، لذلك وجب أن تتمظهر فيهما معا:" تلك هي قضية الحداثة من زاوية الأدب، وهو الزوج الثنائي الأول [المضمون والصياغة]؛ أما مجهر النظر الآخر فمركوز على زاوية النقد" بركينه : "المقولات النقدية" و"الخطاب النقدي" اللذين وردا باعتبارهما عمودين من أعمدة الحداثة الأربعة .إن الناقد يرى أن هذه الحداثة يجب أن تنال النقد مضمونا وشكلا؛ فـ"لا يمكن البتة أن تقوم حداثة نقدية إلا متى جدد النقد مقولاته" وما أسماه أيضا "نظامه المفهومي"؛ كما أن تلك الحداثة لا يتم لها معنى إذا لم تدعم "بحداثة النقد من حيث الصياغة" ؛وإلا فإن النقد [غير الحداثي] "سينقطع [...] عن النص،فيفقد علة وجوده أساسا".
كما يرى المسدي أن حداثة النقد ينبغي أن تنال منهجه ونظريته، وليس فقط مضمونه ولغته؛ يقول : "على كل من انتصر إلى [كذا] حداثة المعرفة النقدية، أن يستجيب فيسعى إلى معاضدة التحليل النقدي بالتأسيس النظري" .

ب) حداثة النقد مراتب :

جعل المسدي حداثة الأدب والنقد عامة ست عشرة (16) مرتبة، ولم يجعلها صعيدا واحدا؛ فـ"تحديد قدر الحداثة على لسان النقد [...] اقتصر أمره على تقرير أمر الظاهرة الحداثية" .وهكذا تقف المرتبتان : الأولى والسادسة عشرة على طرفي نقيض فيما يخص تقدير قدر الحداثة فيهما. فإذا كان حال المرتبة السادسة عشرة أن تكون الأركان الأربعة فيها خالية جميعا من مقوم الحداثة : في دلالة الأدب ولغته، ومقولات النقد وصياغته"، فإن المرتبة الأولى "هي سنم الحداثة وبؤرة الكثب في إبداعية النقد" . وبين هاتين المرتبتين مراتب أخر نضرب لبعضها مثلا ؛ فالمرتبة الثامنة (الوسطى) تظهر فيها "الحداثة في لغة الأدب ومضمون النقد، وتختفي في مضمون الأدب ولغة النقد"؛ وفي المرتبة الثالثة عشرة "يسبق الأدب ويتوانى النقد" ، و هكذا دواليك ...

ج) شعرية النقد :

يرى الناقد أن "منتهى درجة الحداثة النقدية في مرتبة الصياغة" ، وهذه الصياغة التي يصفها تارة بالشعرية، و تارة أخرى بالأدبية هي "مكمن الخصوصية في نقدنا المعاصر" . وتتحقق تلك الجمالية النقدية في نظر المسدي بأن "يفحص الأدب نقدا، فيصاغ النقد بما هو من لغة الأدب" ؛ لننتقل من "نقد الأدب إلى أدب النقد" ؛ وهذا ما يسمح باتخاذ "النص النقدي موضوعا لعملية نقدية جديدة".
وأدبية النقد هاته من الأهمية بمكان عند الناقد، إلى درجة أنه يعلل حداثة نقد طه حسين بها، إذ يقول : "أفلا يكون منتهى الإبداع أنه [طه حسين] كان يكتب الأدب، وفي أدبه النقد؛ ويكتب النقد، وصياغة نقده أدب".

د) وظائف النقد:

يتبنى المسدي مفهوما واسعا لوظائف النقد، يجمع بين أدوار شتى؛ يقول مثلا: " من "الكشف" إلى "التشخيص" إلى "المعالجة" تتكامل هوية النقد"؛ وفي تعريفه مفهومَ القراءة يذكر أنها "تبدأ من أبسط عمليات النقد سواء في الاستمتاع والذوق، أو في الموازنة والتثمين، وترتقي إلى صيغ التجريد في المبادئ والأحكام؛ وبينهما مراتب متباينة تبدأ من أيسر السبل بالنقل والترجمة، وتنتهي إلى استقراء المواريث وانبعاثها بمجهر الفكر الحديث" . وهكذا تتسع دائرة مهمات النقد.
غير أن الناقد يعود ويذكر بأن "جوهر القضية النقدية [...] مهما تنوعت، وأيا كانت مقاصدها، لا تخرج عن قانون قاعدي هو الضابط المعرفي لها؛ وهي أنها محاولة لفك الارتباط بين الدوال والمدلولات" . كما يستثنى ما يبحث في الأديب نفسه من وظائف النقد، ونرى ذلك في تعليله تركه التفسير التكويني بـ "خروجه عن مقاصد النقد؛ إذ النقد محمول على الأدب، وليس محمله الأديب".

هـ) جدلية العلاقة بين النقد والأدب:

يتصور الناقد أن العلاقة بين النقد والأدب جدلية، بحيث تستلزم حداثة الثاني حداثة الأول؛ ومن النصوص الدالة على ذلك قوله : " وهو [ أي الأدب الحداثي] ما يجر النقد إلى تحويل وجهة مقاييسه بالضرورة" ، وقوله : "وعندئذ [أي حين تفرض حداثة الأدب نفسها على النقد]، يصبح للأديب سلطان على الناقد في حمله على مراجعة ضوابطه". ومن أمثلة ذلك الحداثةُ لدى المرتبة الثالثة عشرة، حين "يأخذ فيها الأدب زمام المبادرة، فيجر النقد جرا نحوه حتى يراجع مقاييسه وصياغاته".

و) النقد والأسلوبية واللسانيات وعلم الدلالة :

يلح المسدي على ضرورة استفادة النقد الحديث من هذه العلوم الثلاثة، علم الأسلوب وعلم اللسان وعلم الدلالة (وعلم العلامات)، لما في ذلك من إخصاب ثر للنقد. ومن النصوص الدالة على ذلك قوله: "إن الأسلوبية مصبها النقد، وبه قوام وجودها"؛ وقوله :"على هذا التفاعل بين علوم اللسان والنقد الأدبي يعلق اليوم كل الأمل"؛ وقوله : "أصبح النقد الأدبي في أمس الحاجة إلى تتبع مكتشفات اللغويين في مختلف مشاربها واختصاصاتها؛ وقوله : "علينا أن نمد الجسر بين النقد و علم اللسان عن طريق علم الأسلوب، فنرفض التجزئة"؛ وقوله كذلك عن علم العلامات والدلالية : "مما هيأ للنقد مقومات التجدد والحداثة علم العلامات"؛ وقوله أيضا :"إن إخصاب علم الدلالة للنقد الأدبي قد تَدعَّمَ". فهي-إذا- وحدة واجتماع، لا تفرق وتشتت.

ذ ) قضايا أخرى:

* النقد والحدس :رغم إيمان المسدي بأن النقد الحديث أقرب إلى العلم، حيث سماه "علم الأدب"، فإنه يؤمن كذلك بدور الحدس في العملية النقدية، وأهميته في تلمس سواء السبيل، يقول : الحدس"ومضة ذهنية نصيب بها سوِيَّ الطريق في العمل النقدي".
* النقد والقارئ :يشيد الناقد بدور القارئ الهام في النقد الحديث، إلى درجة اعتباره معيارا؛ يقول :"تحول النقد إلى اتخاذ القارئ معيارا في تقييم الأدب".
* النقد والعلوم الإنسانية : يرى عبد السلام المسدي أن النقد بعض من كل، وهذا الكل هو العلوم الإنسانية عامة، فإن أصاب الكل تغيير، لحق التغيير بالجزء (النقد) كذلك، يقول : "بديهي أن يعم هذا الانقلاب الفكري والاختباري في حقل العلوم الإنسانية، سواء في ذلك الأدب والفن والنقد وما إليها جميعا"؛ ويقول كذلك : "وينطبق على النقد-ما يصدق على العلوم عامة".

خاتمــــة

:
إذا كانت دراسة مصطلح "النقد" في مؤلف واحد من مؤلفات المسدي، مجرد خطوة أولى لدراسته في كافة مؤلفاته، ثم في كافة مؤلفات النقد العربي قديمة وحديثة بمنهج وصفي تاريخي؛ فإن هذه الخطوة الابتدائية قد تسمح لنا بإبداء بعض الملاحظات، وتركيب بعض الخلاصات عقب الفراغ منها، وهي كالآتي:

  1. يتبنى المسدي مفهوما واسعا وشاملا للنقد، سواء من حيث وسائله (الحدس/التحليل العلمي)، أم من حيث وظائفه(التحليل/الوصف/التقويم والحكم).
  2. رغم كثرة أوصاف المصطلح وضمائمه وعلائقه داخل الكتاب، فإن تكراره مقرونا بمصطلح الحداثة(كالعنوان)، جاء ضعيفا من الناحية الكمية، عكس ما قد يوحي به العنوان.
  3. قيام الناقد بتدريج مفهوم النقد إلى مراتب، حسب حداثته.
  4. النقد الحداثي –عند الناقد- ما سعى إلى تجديد مقولاته ولغته معا.
  5. علاقة النقد بالأدب علاقة جدلية.
  6. محاولة الناقد كسر ما بين النقد والعلوم اللغوية والإنسانية من حواجز.
    تلكم أهم ما أمكن رصده من ملاحظات وخلاصات، وفوق كل ذي علم عليم. اهـ.

المراجع

:

1- النقد والحداثة (مع دليل ببليوغرافي) –د.عبد السلام المسدي- دار الطليعة –بيروت- ط1 -1983.

2 نفسه –ص:10.
3 نفسه –ص:12.
4 نفسه –ص:22
5 نفسه –ص:29.
6 نفسه –ص:33.
7 نفسه –ص:35/36.
8 نفسه –ص:36 وما بعدها.
9 نفسه –ص:76.
10 نفسه –ص: 72/73/74.
11 نفسه –ص: 79 وما بعدها.
12 نفسه –ص: 83.
13 نفسه –ص:103.
14 نفسه –ص:105.
15 نفسه –ص: 134.
16 لسان العرب –ابن منظور –اعتنى بتصحيحه أمين محمد عبد الوهاب
ومحمد الصادق العبيدي –دار إحياء التراث –بيروت –ط3- 1419-1999.
17 القاموس المحيط –الفيروزآبادي –ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقاعي
دار الفكر –بيروت –ط 1420-1999.
18 المعجم الوسيط –د. إبراهيم أنيس وآخرون –ط 2 –دون تاريخ.
19 المعجم الأدبي –جبور عبد النور –دار العلم للملايين-بيروت-ط 2- 1984.
20 معجم المصطلحات الأدبية: إنجليزي فرنسي عربي
مجدي وهبة-مكتبة لبنان –بيروت – دون تاريخ.
21 Le petit Larousse, les éditions françaises –Bordas, 1998.
22 Le petit Robert 1, Paul ROBERT - Montrèal – CANADA, 1987.
23 النقد والحداثة –ص:12.
24 نفسه –ص:21.
25 نفسه: ص: 16.
2 نفسه –ص:13.
27 نفسه –ص:18.
28 نفسه –ص:29.
29
30 هي التي تعبر فيها اللغة عن نفسها بنفسها بطاقة إبداعية (20).
31 "يشتق من النص الأدبي نصا نقديّا" –ص:29.
32 نفسه –ص: 109.
33 نفسه –ص: 108.
34 نفسه –ص: 103.
35 نفسه –ص: 35-36. وانظر كذلك الصفحات 71 و 35 و 32.
36 نفسه –ص: 75.
37 نفسه –ص: 107.
38 نفسه –ص:102.
39 نفسه –ص: 42.
وانظر كذلك الصفحات 120 و105 و40 و39 و38 و36 و34 و28 و5.
40 نفسه –ص: 71.
41 نفسه .
42 نفسه.
43 نفسه – ص 17.
44 نفسه- ص 105.
45 نفسه.
46 نفسه –ص: 106.
47نفسه -ص: 104.
48 نفسه –ص: 27.
49 نفسه –ص: 42.
50 نفسه –ص: 47.
51 نفسه –ص: 29.
52 نفسه –ص: 21.
53 نفسه –ص: 24.
54 نفسه.
55 نفسه –ص: 27.
56 نفسه –ص: 24.
57 نفسه –ص: 47.
58 نفسه –ص: 12.
59 نفسه – ص: 35.
60 نفسه –ص: 53.
61 نفسه –ص: 134.
62 نفسه –ص: 119.
63 نفسه –ص: 24.
64 نفسه –ص: 16.
65 نفسه –ص: 25.
66 نفسه –ص: 104.
67 نفسه –ص: 16.
68 نفسه –ص: 24.
69 نفسه –ص: 102.
70 نفسه –ص: 134.
71 نفسه –ص: 102.
72 نفسه –ص:29.
73 نفسه –ص: 6، ومعه يدخل نص الصفحة 59 الواردة فيه لفظة "نقده".
74 نفسه –ص: 29.
75 نفسه –ص: 108.
76 نفسه –ص: 17.
77 نفسه –ص: 75.
78 نفسه –ص: 24.
79 نفسه –ص: 26.
80 النقد والحداثة –ص: 26.
81 نفسه –ص: 27.
82 نفسه –ص: 26
83 نفسه ص: 17.
84 نفسه –ص: 26.
85 نفسه –ص: 29.
86 نفسه –ص: 22.
87 نفسه.
88 نفسه –ص: 104.
89 نفسه –ص: 29.
90 نفسه –ص: 106-107.
91 نفسه، وص: 6.
92 نفسه –ص: 10.
93 نفسه –ص: 33.
94 نفسه –ص: نفسه –ص: 13.
95 نفسه –ص: 28.
96 نفسه111.
97 نفسه –ص: 134.
98 نصفه –ص: 13.
99 نفسه –ص: 14.
100 نفسه –ص: 17.
101 نفسه –ص: 106.
102 نفسه -ص 36.
103 نفسه –ص: 29.
104 نفسه.
105 نفسه أيضا.
106 نفسه –ص: 17.
107 نفسه –ص: 28.
108 نفسه –ص: 104.
109 نفسه –ص: 102.
110 نفسه –ص: 134.
111 نفسه –ص: 13.
112 نفسه –ص: ص: 16.
113 نفسه –ص: 23.
114 نفسه –ص: 24.
115 نفسه –ص: 74.
116 نفسه –ص: 28.
117 نفسه –ص: 29.
118 نفسه –ص: 5.
119 نفسه و ص17 و12 و10.
120 نفسه –ص: 32.
121 نفسه –ص: 18.
122 نفسه –ص: 119.
123 نفسه –ص: 133.
124 نفسه –ص: 32.
125 نفسه –ص: 42.
126 نفسه –ص: 15.
127 نفسه 46
128 نفسه –ص: 59.
129 نفسه –ص: 32.
130 نفسه –ص: 123.
131 نفسه – ص 42.
132 نفسه- ص 29.
133 نفسه- ص 27.
134 نفسه – ص 25- 26.
135 نفسه- ص 20، وانظر 11 و 12 و 17 و 21 و 22 و 29.
136 نفسه – ص 12.
137 نفسه – ص 102، وانظر 12و 11و 29.
138 نفسه – ص 48، وانظر 103 و 37.
139 نفسه – ص 15 و انظر 16 و ؟
140 نفسه – ص 17، وانظر 102-103.
141 نفسه- ص 37، و انظر 52.
142 نفسه – ص 17، وانظر 23.
143 نفسه – ص 71.
144 نفسه – ص 104.
145 نفسه – ص 113-114.
146 نفسه – ص 115.
147 نفسه – ص 24.
148 نفسه – ص 134.
149 نفسه – ص 42.
150 نفسه – ص 15.
151 نفسه.
152 نفسه، و انظر 20و 104 و92 و 102.
153 نفسه- ص 16.
154 نفسه، وانظر 21 و71.
155 نفسه- ص 36.
156 نفسه- ص 33.
157 نفسه – ص 5.
158 نفسه – ص 29.
159 نفسه – ص 17.
160 نفسه.
161 نفسه – ص.
162 نفس – ص 15.
163 نفسه.
164 نفسه – ص .106.
165 نفسه – ص 22.
166 نفسه – ص 13.
167 نفسه – ص 35.
168 نفسه – ص 5-6.
169 النقد والحداثة – ص 109، وانظر 102 و103 و37 و16 و 17 و107.
170 نفسه – ص 102، وانظر 13 و118 و119.
171 نفسه – ص 115.
172 نفسه – ص 102، وانظر 103 و48.
173 نفسه – ص 115
174 نفسه – ص 48.
175 نفسه – ص 10.
176 نفسه – ص 108.
177 نفسه – ص 33.
178 نفسه – ص 102.
179 نفسه – ص 12.
180 نفسه – ص 14.
181 نفسه – ص 22.
182 نفسه – ص 16.
183 نفسه.
184 نفسه – ص 17.
185 نفسه – ص 24.
186 نفسه – ص 71.
187 نفسه – ص 23.
188 نفسه – ص 22.
189 نفسه – ص 29.
190 نفسه – ص 26.
191 نفسه – ص 24.
192 نفسه – ص 21.
193 نفسه – ص 17.
194 النقد والحداثة – ص 21.
195 نفسه – ص 29.
196 نفسه – ص.
197 نفسه – 134.
198 نفسه – ص16.
199 نفسه – ص10.
200 نفسه – ص 15.
201 نفسه – ص 134.
202 نفسه – ص 27.
203 نفسه – ص 13.
204 نفسه – ص 24.
205 نفسه – ص 53.
206 نفسه – ص35-36.
207 النقد والحداثة – ص 32.
208 نفسه – ص 46.
209 نفسه – ص 35.
210 نفسه.
211 نفسه – ص 107.
212 نفسه – ص 48.
213 نفسه – ص 104.
214 نفسه – ص 32.
215 نفسه – ص 16.
سعيد عبيد

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى