الخميس ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم حسام الدين خلاصي

المعنى الآخر للسرير

في سريري أنكمش
كقطعة الجبن المنسية
في السقف أحدق
مثل المومياء
الخارجة للتو من هرمها
أكمش وأشد على الغطاء
خائفاً
كخوف خفاش ٍ من ضوءٍ
أرى ولا أسمع إلا قليلاً
جلدي كأرض أفريقية
تضررت بالعطش
عيناي غارتا
كصغيري دب مختبئان في كهف
إني باختصار بقايا جسد
قلبي يدق
لا بل يحاول أن يدق
لا أسمع صوته
آه كم كان يخفق عشقاً
صرت وحدي في سرير
في زنزانة من دون جدران
إني وحدي
تزورني الابتسامات
وتمسح رأسي أيدي باردة
كالطفل عدت
لا نفع لي
إلا اكتساب البركة
مرت سنيني
كبرق
كخيل
كغيمة
كضوء
كريح
كصمت
مرت سنيني
والآن وحدي
صعبة وحدة الموت
صعبة رفقة الوداع
قاسية تكات الساعة
تحفر في رأسي كالمطرقة
حبيبتي
سبقتني في الرحلة
وبقيت وحدي
ليس لي إلا ضجيج الأحفاد
أنام أكثر من النوم
وأصحو لأتأكد أني هنا
إني أشتاق إليك
فأنا وحدي
وحدي
وحدي
وحدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى