الخميس ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٤
بقلم إباء اسماعيل

حِوار الضوء

الحوار معك يثيرُ فتنة الدّهشة
في بياض طفولتي..
في ضوء اللحظة ،
ينقلب استعارةً للفرح
وصورةً لطائرٍ متمرّد،
يبحث عن عشّه في غيمةٍ
تدخلها الشّمس دون عناء..
وتستحمُّ فيها طيور الضوء
كما لو أنّها ملائكةٌ بيضاء
ترفرف في حدائق الخلود!..
وإيقاع قصيدةٍ حرَّة
إلى أزهى غيمات الحَداثة
تهطل قطراتها في بحر الكلمات
اللانهائيّ الأمواج..
* *
كم تخيفني اشتعالاتي
وأنا أكتشف مرآة ذاتي فيكَ
متَفْعلةً وفاعِله!..
مرآة أكوام روحي
تتبعثر بشفافيّة الوضوح
اللامرئي!..
فأراك
وعيناي مشْرَعتان
ضوءاً من سَفَرٍ وأحلامٍ تتراقصُ
على صفحتَي جفنيّ..َ
وطفل الخُرافة
يسكن سبّابتي،
يركضُ فوق شفتيّ
بحريّة رضيعٍ
ارتمى لتوّه على صدر أمّه..
ترتعش نافذَتا شفتيَّ
من ريح الإقتحام
لِحواسيَ العشر!

أين تبشيرتُك لي
بالخروج من صراخ أحلامي
إلى ورودٍ مذهّبةٍ
بنجوم سِحر النّدى
يَقطرسَماراً أنيقاً
مِن جَبينك الصاحي الماطِر،
كلُقيا الشمس والمطر
في قبلة قوس قزح الملونة
بآنيّتها الأبديّة
على مفترق سماء الكون
العاشقه!
انظُر في زواريب عينيّ
العتيقة كتاريخ أمنياتك
الغير مُحَقّقة..
طرقات عينّي،
المؤرّخة شوارعها
بأسماء الغربة
وألوانها
وأبطالها
وفتوحاتها..
الغارقة في اندماجها
بتباشير الممكن
واللامعقول..
آنَ لك أن تخترع
اسفنجيّة لغةٍ جديدة
كي تتشرّب مفردات أحجاري
المائيّة،
برؤىً غير منظورة..
أَلمْ أرى طفولتك الغجريّة
نائمةً
على فِراش سبّابتي
وطرقات عينَّي كانت
مقفلة في عتمٍ
يسكن مابين نوم الصّحو
وصحو النّوم!
بينما الأحلام كانت
تفرش بيوت أفكارنا
بحرفينٍ متناقضين
متحابّين
متخاصمين
متّحدَينِ في قوّة( الرّاء)
ونعومة (الألف)
في ائتلافهما
تناقضهما
احتراقهما
ثم استكانتهما المستديرة
في متاهة الأبد!

الحوار معك قرنفلة حمراءْ،
تداعب نداها مسامات روحي
وتثير إشعاعاتها
حواسِّي الطفوليّة.
ترتعش أنوثة صباحاتي،
حين أدخل في متاهات
حواري معك!
وقهوتي الصّباحيّة المرّة،
تستعر مرارتها غموضاً
وجنوناً..
حينَ أهجّيكَ
حرفاً بعد نبضٍ
إيقاعاً بعد حرف
ونطفةً بعد احتراق!!!
وأكتشف بأنّك
في فضاء مخيّلتي،
حلماً من نورٍ
لم أكتشفهُ بعدْ!

وعَدَْتني،
أن يخترق حواري معك،
أبَديّة السكون المطلق..
إقتَرِب من عشب جنوني
لأملأ الصفحة الأولى
من صفحات ذاكرتنا الجديدة..
سأدخلكَ نجمة بيضاء،
وأحترفُكَ لغةً للضوءِ
الذي ينشد قصائده الرجوليّة
على امتداد صفحات الأنوثة
الخارقةَ الفرح ،
من موتِ الإنكسارْ !..


مشاركة منتدى

  • كلمات تحمل روحا جميلة تعكس فضاءات مترامية الأطراف الى اللامحدود .. جميلة ورائعة هذه التعابير ، وهذه الصور التي تتوحد مع نبض الكلمات ...

    استاذتي المبدعة / اباء اسماعيل

    كم هو جميل هذا البوح بحروف مشرقة تسطع بحقيقة الأشياء في زمن العتمة ...

    اسجل اعجابي بما خطه قلمك النابض كما عهدناه دائما .

    زياد مشهور مبسلط
    كاتب وشاعر فلسطيني

    عرض مباشر : http://www.hdrmut.com/ziyad

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى