السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم فادي فوزات شنان

الرَّقص حولَ أوراقِ الخريف

ها أنتَ ذا ...
ها أنتَ ترقصُ
واهنا ً
في مذبح الأحلام ْ !
ها أنتَ ذا ...
خدرانَ
تقضمُ
في هزيعِ العمرِ
روحَكَ
تستجيرُ من المدى ..
و تلوذ ُ في نوِّ القصيدة ِ
و القصيدة ُ
- مثلُ عمرك َ -
من حطام ْ !
 
هرِئتْ رؤاكَ ..
تسلَّختْ أحلامُ جفنيكَ ..
انتهتْ كلُّ البداياتِ التي خبأتَ ...
ها نضجتْ ظنونكَ
خلسة ً
حمَّى لهاثكَ و الرّدى
سفرا ترابٍ
أضْرَما
- دون انتباه ٍ منكَ -
أوراقا ً
بها اشتعلَ الخريفُ
على ضفافِك َ
و استَعَر ْ !
 
ها أنت ترقصُ ..
ملءَ وحدكَ
ملءَ غربتكَ العتيقةِ
في جنونٍ مطبقٍ ...
لم يبقَ في رئتيكَ متَّسَعٌ
تؤوبُ لصفوهِ ..
منك الصّحابُ
بلا اعتقادٍ
ينهمون
و يلمزون
إلى الهبوبِ
بلا اعتقادٍ ها أتى
يتلو صلاةَ عزائِكَ الخمْريِّ
في جنّازِ بسمتِكَ العفيفةِ
مترفاً ..
والله يعبُر في عروقِكَ راضياً
يُومي إلى عدنٍ
بأَنْ هُزّي محابِركِ السُّخامْ !
هي ذي يمينكَ
فوق عنقِكَ
مديةٌ مهديةٌ
وصَمَتْ جبينَكَ
وانْقضَى العمرُ الرَّديءُ
ولم تحِدْ
عن نصلِ دربٍ
أو قدَرْ !
 
نبتَتْ على أيامِكَ الخضلى
الصّحاري
و الفلوع
تَتَبَّعتْ حالاتِ خصبِكَ
والبراري
والرّياح
تناهبَتْ أسرارَ حزنِكَ
والضّواري
والظباء
بلا هوادةَ
أو هدىً
قضَّتْ عشيِّاتِ الخزامى
الغافلِ الأعوامِ في كفَّيكَ
وانكفأَ الغَمامْ !
 
يا ليتَ ما قايضْتَ خبزَكَ
بالذي أبليتَ ثوبَكَ دونهُ
وهريءُ نعلِكَ
يستبيحُ نسيجَ جلدِكَ
فوق دربٍ مومسٍ
فمُها قتادٌ أو وعَرْ !
 
ها أنت ذا ..
قصباً ضلوعُكَ
من هَشيمٍ ظامِئٍ
والرّوحُ محرقةً غَدَتْ ..
والرَّاحلون إلى المجرّةِ
أوقدوا
في عقرِ روحِكَ
حلمَهم ..
ورَموا بماضيكَ المعتَّقِ
عرضَ وجهِكَ
ليتهمْ ..
ليتَ احتراقَ اللّونِ في عينيكَ لو ...
بلْ ليتهم
ما لوَّحوا خلفَ المسافةِ
باصفرارٍ مدقعٍ ..
تركوا لك الأيامَ
تمسحُ ومْضَها
ولكَ الهزائم كلّها
وحنين أضلاعٍ زُؤامْ !
 
ذا أنتَ ذا ..
هل بعدُ ينمو
في حنايا قلبك العجفاءِ
- إذ حلّ -
الرّبيعُ
مسافراً
أو بعدُ يهْمي
في حدائِقِكَ المَطَرْ ؟!

النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى