الأحد ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨

النبوءات الأخيرة للكاهن الأعظم

بقلم: محمد صلاح غانم
(نبوءة)
تَقُولُِ النبُوءَةُ: أَني..
وحِينَ أُحَاولُ..
أن أعْبُرَ الحُلمَ نَحْوَكِ.
سيَخرُجُ ذاكَ الفتَى..
وَاضِعَاً..
تَاجَهُ/الريشَ فَوْقَ رُؤُوسِ المَدى.ِ
يُصَوِبُ سَهْمَيْنِ نَحْوِي..
فَلَسْتُ أَضلُ الطريقَ إليكِ..
وليسَ يضلُ الطريقَ إلى.
أراني..
أحاولُ أنْ أعبرَ الحلمَ نحوكِ..
أرى..
تاجَهُ/الريشَ..
فوقَ رؤوسِ المدى..
فانحنيتُ..
تَأَنَيْتُ..
ثُمَ اصطَنَعْتُ لنَفْسِيَّ..
مِنَ البَوْحِ دِرْعَاً.
 
(نبوءةٌ أخرى)
أًَيَا قلبُ..
قلُ لي..
لماذا تُرِكْتُ بهذَا الخَضَارِ..؟
لماذا..
أَيَا قلبُ أسكنتَني..
بوادٍ غيرِ ذِي بحرٍ..؟
تقولُ..
بأن سوفَ تهوِي إلىَّ..
جيوشُ النوارسِ!!
أحقاً..
سوفَ تجيءُ النوارسُ..؟!
أتقدرُ حقاً..
بأنْ تقنعُ الموجَ..
كي يستعدَ..
ليحبوَّ إليَّ..؟؟!!
 
رأيتُ النوارسَ..
غنيتُ فرحاً..
سألقاكَ يا بحرُ عندَ المساءِ.
وقبلَ المساءِ..
أيقنتُ أن لا عاصمَ اليومَ منْ.
 
(نبوءةٌ ثالثة)
ما بينَ جرأةِ نظرتي..
وملامحِ الخجلِ التي..
تقتاتُ
أحشاءَ الرؤى
تأتي النبوءةُ
أنَّهُ
الوقتُ حانَ
فحرري..
هذي الضفائ
من قيودِ الأشرطةْ.
الوقتُ حانَ
فحزمي
نهديكِ في رفقٍ..
ألقيهما
في اليمِ
إني أنتظرْ.
عشرينَ عاماً
أنتظرْ.
 
(نبوءةٌ رابعة)
تجَمْعُوا
وأَجْمَعُوا
أن اسلبوها قلبَهَا
ذاكَ الشقيْ.
ألقُوهُ في جبٍ مِنْ الذكرَى.
- إن ماتَ في الصحراءِ مَرْحَى.
- إنْ لمْ يَمُتْ؟؟
- يلقاهُ بعضُ القومِ
ليسَ بشَأْنِنَا.
- فلنَسْتَرِحْ
إنا قطعنا ألفَ عامٍ
دونَمَا عشبٍ وماءْ.
- فلنَسْتَرِحْ
- إذهبْ بدلوِكَ يا فتى.
ألقيتُ دلوي
فانهالَ سحرُ الضوءِ
في عينيَّ.
ناديتُ
أن يا قومِ مَرْحَى..
قلبٌ.. يضئُ غيابَتي.
شربَ الرفاقُ جميعُهُم
حتى إرتووا
وتجشأوا
قالوا
نبيعُ القلبَ في سوقِ النخاسةِ.
وافقتهم.
مكروا
مكرتُ
وكنتُ خيرَ الماكرينْ.
ناموا جميعاً..
فانتصبتُ..
سرقتُهُ..
خبأتُهُ..
في جيبِ سروالي.
وأخذتُ أعدو..
عَلَّنِي..
أنجو بِهِ..
إني أراهُمْ سُجَّداً.
 
(نبوءةٌ خامسة)
فلترقُدِي
يا مريميةَ في ضلوعي.
حتى إذا جاءَ المخاضُ
وفاجأَ الجُرحَ العتيقَ
فلا تبالي.
إني..
أخبئُ داخل ولودِ.
فتخيري
ولترقدي
هزي إليكِ بجذعِهَا
تساقط الرطبَ الجني
ولا تبالي.
ولتنجبي.
قلباً يجوبُ الكونَ
يحملُ..
بينَ طياتِ الملامحِ..
ألفَ وطنٍ للنبوءةْ
القومُ إن لاموكِ
لا تتعجبي.
القومُ إن سألوكِ.
عن أوراقِكِ الزرقاءِ
والحمراءِ
والصفراءِ
سوفَ يجيبُ عنكِ
فلا تبالي.
فقط إتركيهِ
يعيدُ تكوينَ الحجارةِ في الصدورِ
ولا تبالي
هو قادرٌ
ومغامرٌ
هو مدركٌ
أن الرسالةَ للعنادلِ
عكسَ ما تتصورينْ.
فقطْ اتركيهِ ولا تُبَالي.
 
(نبوءةٌ سادسة)
بِجِرَابِنَا خُبْزَتَانِ وشربَةُ ماءْ.
أطعمِيهُمْ
غلفيهُمْ ببعضِ الحنانِ
لعلي أعودُ إليكِ
بسبعٍ منَ السنبلاتِ
لعلي أعودُ إليكِ
لآخذَ بالثأْرِ يوماً
فإني آنستُ ناراً
وداعاً سأمضي.
رجفتُ
فجاءَ النداءُ قوياً
بألا تخافْ.
فإني أنا مانحُ الطمأنينةِ للأولياءِ
تلقيتُ أمراً..
أن اخلعْ نعليكَ
ثمَ استعد لتلقيَّ عصاكَ
فقررتُ
أن أعصيَّ الأمرَ دونَ جدالْ.
لعليَّ
أعودُ إليكِ
بسبعٍ منَ السنبلاتِ.
لعلي..
أعودُ إليكِ
لآخذَ بالثأرِ يوماً.
وحينَ رجعتُ
وجدتُ الجميعَ يموتونَ موت
وكانَ الجرابُ هناكَ
بهِ خبزتانِ.. وشربةُ ماءْ.
 
(نبوءةٌ سابعة)
من بينِكُمْ سيكونُ خائنْ.
فتقدموا
فدمي معتقْ.
لا تخجلوا
إني أراكُمْ تملأونَ كئوسَكُمْ.
فلتشربوا
من بينِكُمْ سيكونُ خائنْ.
وغداً
يصيحُ الديكُ يعلنُ..
أن وقتَ الصلبِ حانْ.
وستنكرونَ صداقتي.
وستصلبينْ.
جسدٌ رقيقٌ
يجمعُ الطيرَ المشتتَ في السماءْ.
فلتصمدي
في التيهِ لن أبكيكِ يوماً.
أنتِ التي
دوماً رفضتِ المنَ والسلوي.
كيفَ استبحتيني
بعجلٍ من ذهبْ ؟
أفَبَعْدَ ذلكَ
تطلبينَ
بأن أطالبَها –السماءَ-
بأن تطالبَ ربَهَا
بالصفحِ عنكِ !
عيشي إذاً
مثَل الرعاعِ.
تستنشقينَ الأُكسجينَ بغيرِ حقْ.
 
(نبوءةٌ ثامنة)
- إفعلْ
تقولينَ: إفعلْ
وسوف تجدني
من الصابرينْ
- محالٌ
فهل تستقيمُ سمائي
أنا إنْ قَتَلْتُكِ؟؟
يا للهراءْ.
- أناديكَ إفعلْ.
- كفاكِ نداءاً
لا أستطيعْ.
- أمرتُ فنفذْ.
- لا استطيعْ.
- تقدمْ.
وهاكَ السلاحَ
تقدمْ.
إليكَ بقلب
فمزقْ.
تقدمتُ نحوكِ
أحقاً
سأقتلُ قلبَكِ؟!
تقدمتُ أكثرْ.
أحقاً تموتينَ؟!
- جربْ.
دنوتُ
دنوتُ
إلى أن نفذتِ كسيفٍ بقلبي.
 
(نبوءةٌ تاسعة)
لا تَسْأَمِي.
إني أراني قادماَ
نحوَ إفتراشِ سماءَكِ الغيميةِ التكوينِ..
يا غجريةً
تضعُ الشموسَ أساوراً في رسغِهَا.
أنتِ التي
في بطنِ هذا الحوتِ ألقيتينَنِي.
لكنَنِي
سأظلُ منتظراَ مفاجأةَ المخاضِ.
لا لن أملَ
فلحظةُ الميلادِ
أعرفُ كنهَهَا
حتمي
أزليةٌ
دمويةٌ
لكنها
دوماً تشعُ هديةً
شمساً تضافُ إلى ضياءِكِ
فارفعي كفيكِ
والتمسي الضياءْ
إني
إجيءُ إليكِ في لهفٍ
فسبحانَ الذي أسرى
 
(نبوءةٌ أخيرة)
أراني أموتُ
بكأسٍ من الخمرِ عندَ المساءِ.
وعندَ الصباحِ
ستأتي الطيورُ.
تمثلُ هذي الطيورُ برأسي
أصبراً معي تستطيعُ الطيورْ؟!
ترى هل تموتُ الطيورُ مساءاً؟؟
دعونا نجربْ.
إليَّ
بكأسٍ منَ الخمرِ
علي أجيبُ السؤالَ الأخيرَ.
وأنجُو منَ الإختبارِ.
 
(هامش)
تقولُ النبوءةُ:
أني
سأبقى وحيداً بقبري
لعشرينَ عاماً
وقالوا
ثلاثينَ عاماً سأبقى.
وقالوا
وقالوا
هُوَ القبرُ
من ذا سَيُحْصِي السنينْ؟!.
بقلم: محمد صلاح غانم

النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى