الاثنين ٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

غورو دت تجربة سينمائية ناضجة وشخصية متهورة

هل أنت شيوعي ؟ لا،أنا رسام كرتون ،هذه العبارة نطقها بطل فيلم (السيد والسيدة 55) و بذلك يكون نجمنا من أواخر الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم رسامو كرتون و أول من استخدم العدسات الأنا فورمية في السينما الهندية.

فهو ممثل ساحرو شاعر حساس ومخرج عبقري وهو شخص لا يقبل الهزيمة بأي شكل وعندما شعر بالهزيمة قرر وضع حد لحياته ،كل هذه الصفات أو أكثر ستجدها في نجمنا، فلنبحر سوية مع سفينة (غورو دت) مرورا بالموانئ و الأمواج والعواصف التي واجهت رحلته السينمائية.

الولادة و النشأة:

ولد (غورو دت شيف شانكر بادكون) في التاسع من تموز عام 1925 في (مانجلور) في مايسور (تقع في الجنوب الهندي تشتهر بأنها منطقة تهتم بالعلم) لأب(شيف شانكر) موظف في البنك ذو ذوق أدبي رفيع وميال لكتابة القصائد و أم(فاسانتي)ربة منزل و تتعلم أصول الموسيقى التقليدية التي ولدت غورو وهي في 14 من عمرها وله ابن عم (بال كرشنا بنغال) الذي كان رساما معروفا ،كان غورو معروفا منذ الصغر بحبه للرقص و صاحب طفولة شقية ولكن من دون انحراف،اسمه في البداية كان فاسانت كومار إلا أن احد أقربائه استبدل اسمه إلى اسم أكثر حظا هو غورو.
الخلافات بين الأبوين و العداوة مع الأخوال و عم مجنون و موت أخيه الصغير بعمر 7 أشهر
جميعهم تركوا أثرا كبيرا عليه وعلى أفلامه لاحقا .
.
تلقى دراسته في كال كوتا ثم تقدم إلى الجامعة وجاء نبأ قبوله إلا أن الظروف
العائلية الصعبة أجبرته أن يعمل كعامل بدالة في طاحونة، ولكن قلبه كان يتوضع في مكان آخر
ألا وهو الرقص.

جاءت فرصته و قدم رقصة أفعى في صورة بنغالية بقيت خالدة في أذهان الجماهير و دفعوا مقابلها 5 روبيات كمكافأة له، حينها فكر غورو أن يلتحق بمدربي الرقص أودي شنكر ،الأستاذ علاء الدين خان،علي أكبر خان و رافي شانكر الذين كان اجتماعهم في مكان فريد ليتدرب تحت إشراف هؤلاء الجبابرة .
في عام 1944 أغلق مركز الرقص بسبب ظروف الحرب ،و لكنه وجد عملا في بومباي في استوديوهات برابهات، فحياة السفر الدائم و الهجرة من الريف إلى المدينة
أثرت عليه و على أفلامه مستقبلا ،فخيال المدينة الكبير في كل مكان في أفلامه.

بدء العمل وحياة المصاعب:

عمل في استوديوهات برابهات كمصمم رقصات في فيلم (هم ايك هين ) فكشف عن نجوميته ونجومية نجم آخر هو(في شانت رام) الذي أطلق بعدها فيلمه (كالا ماندير).
وأيضا عمل كمساعد مخرج في الأفلام التالية((هم ايك هين)) ،( لاك راني)، (موهان) التي كانت سطحية نوعا ما إلا انه استفاد كثيرا من عمله مع العظيم (بابوراوبينتر)
كمساعد مخرج.
وجد غورو نفسه خارج العمل عام1947 و بدأ حظه يتعثر و يثبط من عزيمته كل ذلك انعكس
لاحقا في فيلمه (بياسا).

كتب مذكراته وقتها عندما كان في منزله عاطلا عن العمل كتب عن مشاكله المادية و الخلافات العائلية الشديدة وحياة العاطل عن العمل حيث بدأ بالقراءة والمطالعة بشراهة وبدا ملما بالأدب الانكليزي و كتب قصصا قصيرة أسبوعية مصورة لمجلات محلية و يقال أنه كتب وقتها الخطوط الأولية لفيلمه بياسا و الذي كان عنوانه في البداية الكفاح ثم تغير إلى بياسا(العطش) كل ذلك دفعه ليبحث عن شيء يدفعه إلى النجاح فبعد عدة أشهر من الملل ،ابتسم الحظ له و بدأ عمله في استوديوهات بومباي كمساعد مخرج في فيلم (سكهول جيرل)عام1949.

رهان الشباب و صداقته مع ديف أناند:

في فترة عمله في استوديوهات برابهات صحيح انه لم يستفيد منها كثيرا في طموحه الإخراجي
و التمثيلي الا انه تعرف على اثنين اعتبرا جزءا لا يتجزأ من حياته هما الممثلان رحمان الذي مثل في معظم أفلام غورو و النجم ديف أناند.
يتذكر ديف و يقول:

(( قابلت غورو في برابهات، تشاركنا في اللباس و أعطيته قمصاني و لبست قمصانه حتى
أننا تشاركنا في الأحلام أيضا و مرة من المرات أثناء تصوير فيلم (هام أيك هين) بحثت عن قميصي و لم أجده و عند التصوير رأيت مصمم الرقصات الشاب غورو يرتديه فسألته :لماذا لبست قميصي أجابني لأني غسلت قميصي الأساسي و لا أملك بديلا و يستطرد قائلا:
أنا و غورو و رحمان كنا نقود الدراجة سوية حول شوارع بونا و كانت أعمارنا متقاربة جدا
فكنا ثلاثيا رائعا و تواعدنا وقتها إذا لعب الحظ دوره ليخرج غورو فيلما فسأكون أنا بطله
أما إذا حالفني الحظ و أنتجت فيلما فسيكون غورو هو المخرج، إلا أن صداقته مع ديف بدأ يعكر صفوها بعض الفتور و ذلك بسبب أخ ديف( تشيتان اناند) المنتج و المخرج و الاختلافات بينه و بين غورو على الأمور الإبداعية .

صداقته مع المخرج جيان موخرجي:

انضم غورو إلى جيان المخرج المشهور في الأربعينات الذي صنع منه فيلمه (قسمت)
مخرجا معروفا و اسما مألوفا ، فحياة جيان و سقطاته في بداية الخمسينات علمت غورو أشياء لم ينساها.
كان جيان شبيها بغورو يغني خارج السرب و عن المألوف سابحا ضد التيار ،كان فتى ألمعيا
و مفكرا قويا و وجها بارزا في استوديوهات بومباي و لعل مكتبته الكبيرة و ذخيرته الفنية الواسعة و عقله الرحب جعل الناس ينظرون إلى فيلم غورو (كاجز كي بهول) بأنها مأخوذة
من قصة حياته.

عمل غورو معه كمساعد مخرج في فيلم (سانجرام) عام1950 فبدا غورو قريبا جدا منه.
وعلى طول الأيام كان ديف يؤسس نفسه و أصبح وجها بارزا فأسس شركة (ناف كيتان(
التي أنتجت أول أفلامها باسم ( افسار) إلا انه اخفق إخفاقا شديدا كان من بطولة ديف.

بداية ولادة غورو كمخرج و تنفيذ ديف لوعده :

مع بداية عام 1951 قرعت الطبول معلنة ولادة فيلم جميل لغورو وبداية لمشواره الإخراجي
فكان فيلمه (بازي) من إنتاج و بطولة ديف أناند، و كالبانا كارتيك، و جيتا بالي و بذلك يكون ديف قد نفذ وعده على عكس ديف ماطل غورو بتنفيذ وعده و عندما نفذ وعده في فيلم سي أي دي الذي كان من إنتاجه لم يقم بإخراجه بل قام راج خوشلا بإخراجه.
غير فيلم( بازي) من مجرى حياة غورو بعد عرضه و تسو يقه فاعتبر نموذجا و أبا روحيا بتفجيره سيلا من أفلام الجرائم التي سارت على خطاه.
استخدامه الجميل للكاميرا و الإضاءة الساحرة جعلاه فيلما يتفوق على أفلام هوليود و خاصة
أغنية (سونو ساجر كيا جاي) في مشهد تحذير البطلة البطل عن قدوم مصاص الدماء.
فاستخدمها ببراعة رائعة دفعت الفيلم إلى الأمام دون ان يكون وظيفتها التسلية فقط.
تلاه فيلم (جال)لكن مع نجاح اكبر و استحواذ على شباك التذاكر ،في تلك الفترة أعجب غورو بالمطربة جيتا روي خلال تسجيل أغنية ووقعا في الحب ليتزوجا في26ايارعام1953 و أنجب منها ثلاثة أطفال هم(أرون-تارون-نينا) و تماما كأخيه (أتما رام) زواجه لم يكن سعيدا فعلى عكس عمله الصارم والشديد كانت حياته الزوجية غير منضبطة ،كان يشرب بشدة و يدخن بجنون، حتى الفترة الأخيرة من حياته قضاها في منزل وحيدا وبعيدا عن العائلة .

غورو ملك الظلال وتحفه الفنية:

فرصة غورو القوية جاءت من فيلم (أر بار) عام1954 كممثل ومخرج ومنتج مستندا
إلى رواية بوليسية و موسيقى رائعة ابتدعها المايسترو (أو بي ناريان)، هذا الفيلم أطلق ممثلتين هما شاكيلا و شياما.
ففي (بازي) كانت (كالبانا) في دور تقليدي بينما (جيتا بالي) كانت حبيبة ديف أناند، أما في (أر بار) شياما كانت محبوبة البطل بينما شاكيلا في دور ثانوي إلى ان عززت مكانتها و ظهرت كبطلة رئيسية لاحقا في فيلم (سي أي دي)في حين كان الوجه الجديد وحيدة رحمان في دور ثانوي.
صقل غورو موهبته كمخرج و مهاراته الفنية في فيلم (أر بار)وبقي في قمة الأفلام على الرغم من الحبكة القصصية المكررة إلا أن العبرة هي في طريقة معالجته القصة ففيها قوة عظيمة متوضعة في شخصيات صغيرة (ساقي الخمر،ابن الشارع، بائع الجرائد)فكل الشخصيات كان حوارها يعكس طبيعتها ومستوى ثقافتها.

تعتبر أحد أفضل أفلامه (السيد والسيدة)55 عام1955، (بياسا) 1957، (كاجز كي بهول)1959 و لكن يعتبر فيلمه بياسا التحفة الفنية الحقيقية له فهو تعطش للحب وتميز و إنجاز روحي من خلال رواية مارات شاندرا الذي يصور العلاقة بين مومس و شاعر، فاللغة البوهيمية و الفلسفة البراهمية الثقافية المزاجية أثرت فيه كثيرا، فالفيلم مملوء بالطلقات الشاعرية و المزاج المظلم ليسمو فوق المألوف و يحقق نجاحا كبيرا في المجمل ومثلما بطل فيلم بياسا يحقق شهرة بعد مماته أيضا غورو يحقق شهرة بعد مماته و بذلك تحققت نبوءة نجمنا .
بياسا أطلق نجمتين كانتا مالا سنها و وحيدة رحمان التي دخلت على حياته كخنجر جارح في قلبه لتمزقه رويدا رويدا.
فالفكر الواسع من خلال صورة سوداوية مستندة على فلسفة نهليستية و استخدامه الرائع للإضاءة و الظلال جعل الفيلم تحفة فنية من خلال شاعر لا يعترف بكتاباته لا أخوه ولا الناشرين.
بياسا صرخة عالية و غضب واضح ضد شعراء الحب فهو يدعوهم للكتابة عن الفقر والظلم و الجهل.

نهاية مسيرته الإخراجية:

كان أخر فيلم يخرجه غورو هو كاجز كي بهول الفيلم الكئيب الذي فشل في شباك التذاكر على الرغم من تأثيراته السينمائية العالية الجودة، فصورة البطلة وحيدة وهي تركض خلف غورو
بقيت لقطة يتصيدها المصورون حتى أمست رمزا يستخدم في كثير من الأفلام ومنها هم
فإبداعه بالانتقال من اللقطات الجميلة برؤية رومنطقية انفعالية جعل فيلمه من أجمل أفلامه
من ناحية التقنية و حركة الكاميرا و حتى إدارة فريق العمل و الإطارات وظفت بشكل جميل محافظا على العلاقة المرهفة المشبعة بالأحاسيس،الفيلم يجعل المشاهد مشغوفا بالفيلم و مهتما بطريقة انفعالية و جميلة فالمحيط و أجواء الإستديو تجعلانه فيلما قويا فأغنية (كيا هاسين سي توم) خير شاهد على ذلك .

وفوق كل ذلك الأغاني لها وزن جميل و صيغة جديدة وكلمات الأغاني تذكرنا بأشعار طاغور
ليجعلاه من أجمل أفلامه على الرغم من ضعف السيناريو و السوداوية الطاغية و اللحظات الكئيبة النرجسية.
بعد إخفاق فيلمه كاجز كي بهول في شباك التذاكر انصرف غورو عن الإخراج ليكون مشروعه الإخراجي الأخير.
بعدها أنتج فيلم عن حياة المسلمين الاجتماعية في الهند و لعب بطولته حاذ الفيلم على رضا الجماهير و الأغاني أحدثت ثورة عاطفية لينضم إلى قافلة كنوز غورو ،كان اسم الفيلم
(تشود هافين كا تشاند)عام1960.

فيلم لا يُعرف مخرجه:

أكمل مسيرته الفنية بإنتاج الأفلام و التمثيل فأنتج فيلم (ساهيب بيوي أور غلام)
عام1962 للكاتب اربار ألفي ، الفيلم حصد الجائزة الفضية في مهرجان الاتحاد الصحفيين البنغال بالإضافة إلى عرضه في مهرجان برلين و ليكون الفيلم الهندي الرسمي الذي يعرض في ذاك المهرجان .

استخدمت الإضاءة بطريقة رائعة خاصة في أغنية(ساقية أج موجيه نيند نهي)
و لكن المشكلة أن الفيلم فتح قضية مستعصية هل شبح غورو من اخرج الفيلم أم أنه إخراج اربار ألفي الذي يظهر اسمه في شارة الفيلم و لكن انظر إلى اللقطات و احكم بنفسك!!!
الفيلم نجح نجاحا كبيرا و لكنه لم يستطع أن يوقف حياة غورو عن السقوط تدريجيا في الهاوية
و حتى محاولات عودة الوفاق مع زوجته باءت بالفشل.

نهاية حياة المبدع غورو:

بدأت المشاكل تزداد بينه و بين زوجته و خاصة عندما تعلق بالموهبة الشابة وحيدة رحمان
و بدأت صفحات حياته تكتب خاتمتها بإدمانه الكحول وسيلة لنسيان حزنه ففي 10ت1عام1964 استيقظت الهند على صوت فاجعة هزتها وهزت العالم كان نبأ انتحار غورو إثر تناوله جرعة زائدة من الحبوب المنومة ، قابله ديف قبل أيام من وفاته و عبر غورو عن رغبته بضم ديف إلى فريق عمله القادم وافق ديف وسأله عن السيناريو فبدا غورو شاحب الظل و لم يرجع بعدها أبدا..
ولكن بعض الشك يحوم حول القضية فهل كان انتحارا ؟؟ّّ أم حادثا؟؟أم..!!؟؟

عبقرية غورو دت:

بغض النظر عن بعض أفلامه أضاف غورو ثورة جديدة في التقنيات و قواعد ثابتة للسينما الهندية ، فهو يملك براعة فريدة ليدمج أو يوحد الأغاني و يوظفها في للفيلم لتبقى خادما أمينا و جزء لا يتجزأ من الفيلم.
فهو يقحم مصطلحات و كلمات مناسبة لمستوى الشخصيات و يتصور المواقع التي سيصورها في أغانيه فقد استعمل أغاني تعتمد على الحوار أكثر من الموسيقى لهذا السبب كانت الأغاني مناسبة لمكان التصوير و الشخصيات فقوة إحساسه العالية للموسيقى تجعله يصور الأغاني و يتخذ اللقطات المناسبة عدا عن استخدامه الرائع للإضاءة و المؤثرات الصوتية و الظلال بتأثير سحري ليخلق رومانسية عالية الجودة تعكسها عينيه.
أحدث انقلابا سينمائيا في اللقطات القريبة بين صفوف الهنود، كان يقرب الكاميرا من وجوه الممثلين ليحصل على أفضل الحالات الشعورية و استخدم عدسات عيارها اقل من 50 مم مع عمق بؤري عالي ليحصل على لقطات محكمة، كان يقول على الممثل ان يستخدم 80 بالمائة من عينيه و 20 بالمائة من باقي أعضاء جسمه، فالعين عنده أهم جزء من الجسم فتجربته كممثل و مخرج جعله يقدم أفضل الممثلين و يطلق المواهب الحقيقية.

قي إحدى المرات عندما كان يصور أغنية من أفلامه فتح سطح المبنى و الإضاءة كانت تعكس الضوء من عاكسين عاكس موضوع على موقع منحدر و أخرى مثبتة على قدم قطة ،من العاكس الأخر كان الضوء يحول الزاوية المطلوبة لتصنع منظورا مشرقا مع بعض الغبار و الدخان المستخدم.
و في تجربة أخرى كانت الإضاءة على جميع أعضاء جسم الممثلة الرئيسية بينما الراقصات الأخريات السيئات السلوك فلم تكن الإضاءة على وجوههم أبدا فقط على أقدامهم .

أحدث غورو أسلوبا جديدا لتاريخ السينما الهندية تحت طرق مختلفة مع عين نقدية و مراقبة للمجتمع كانت أفلامه تضم التراجيديا و الكوميديا و أحيا روح المنافسة في زمن كان المخرجون يطيلون فترات استراحتهم إلا أنهم عندما كان يسمعون باسمه فكان يد ك مضجعهم
و يقومون لصنع أفلام جديدة.

فنجمنا قلب الطاولة على السينمائيين الهنود التقليدين و أظهر مواصفات جديدة لأبطاله و كسر الحدود الثابتة لبطل الفيلم ، اللغز و الدخان الذي يغطي انتحار غورو الموهبة الشابة التي ماتت قبل أوانها ذو 39 ربيعا شكلت خوفا للمخرجين الكلاسيكيين خشية تكرار الحاد ث.
صديقه راج خوشلا يتوقع بأنه شعر بوصوله إلى حياة حرفية بعد(بياسا)،(كاجز كي بهول)
و لم يستطع إيجاد شيء أفضل يقدمه مما ولد فراغا داخل حياته ربما الفراغ كان من الأسباب ليضع حدا لحياته فمماته كان خسارة لا تعوض للسينما الهندية، فعندما كان يشعر بعدم رضاه عن فيلم ينجزه كان يصرف النظر عنه بغض النظر عن الأموال التي هدرت، فكم من الأموال و الجهد هدر في سبيل تحقيق غايته.

عندما تقرأ بتمعن سيناريوهات أفلامه و تكتشف ما بين السطور ستصل إلى مقولة واحدة هي
(( الفن العظيم يأتي من المعاناة العظيمة)) بمعنى المعاناة تولد الإبداع فلو أنه أصغى جيدا إلى
إلى الأغنية المعبرة في فيلمه الذي لم يكتمل (بهارين بير بي اييجا))
[حتى لو تغير البستاني فإن الحديقة لن تتوقف عن إعطاء الزهور و إطلاق عبيرها ]
لما كان فعل ذلك .

شبيه شارلي شابلن:

تماما كما كره شارلي شابلن دخول الصوت إلى السينما و أعتبرها انتهاكا لحرمة فن البانتوميم و تخريبا لسحر الصمت ، كره غورو دخول الألوان إلى السينما و اعتبرها تحريفا لفن يعتمد على الظلال البيضاء و السوداء .

من أقواله:

(إن كان هدفنا شباك التذاكر فإن صعوبة الفيلم تزداد ولن نستطيع تحقيق غايتنا و نصوغها بشكل يحقق شباك التذاكر).
(الخروج عن الصيغة التقليدية بالنسبة لنا هي مغامرة و سباق محكوم عليه بالهزيمة فهذه الزاوية تكسر أجنحتنا ).
(أنا أعتقد أنه من عمل ضد التيار يقدم باقة زهور ثم يأتي أحدهم و يكسر المزهرية).
(الانتصارات كسكتة قلبية فاذا صنعت فيلما و انتظرت النتائج فهو يحيرك و يربكك لدرجة لا يمكن التنبؤ بها و تصل للحافة لدرجة أنك ترتعش خوفا من عمل فيلم آخر).

قالوا عنه:

1-المخرج راج خوشلا :

((طموحه لم يكن فقط أن ينجز فيلما جيدا أو أن يكون أحد المخرجين الكبار إنما طموحه هو صنع فيلم عظيم و مختلف، أراد أن يكون أعظم مخرج و أشياء كاملة و فيلما ناضجا تصفق له الجماهير، كان هاجسه الإخراجي مسيطرا عليه بشكل كامل)).
(( كان رجلا طموحا جدا و لكن الطموح عاطفة يمكن أن تحطم و قادته إلى الحافة التي كتبت نهايته)).

2-الكاتب اربار ألفي صديقه المقرب :

(( بصراحة لم يكن يقنعه أي فيلم من أفلامه كان دائم الشعور بأن شيء ما ينقص فيلمه)).

3-النجم ديف أناند :

(( لم يكن يستطيع الشعور أو التصديق بالفشل )).

4-ناديرا صديقه و جاره:

(( كان الحزن و الكآبة يلبسانه عندما كان يشعر بأنه لم يعطي علاقاته الشخصية حقها و أفلامه حقها )).

5-ابنه أرون في الذكرى الأربعين لرحيل والده عام 2004 قال:

((أبي كان يعاني من مشاكل الأرق و قلة النوم لذا كان يتعاطى حبوب منومة ، ربما الكمية الزائدة من الحبوب و شربه الكثير للكحول و خليطهما جعلاه يلقى حتفه ففي اليوم الذي قبله التقى والدي براج كابور و مالا سنها و صديقه ديف)).

6-أخته الصغرى لاليتلي:

(( كان في صغره يستعمل خيالات أصابعه ليرسم أشكالا على الحائط مستندا على إضاءة قنديل)).

جوائزه:

جائزة أفضل فيلم في مهرجان فيلم فير عن فيلم ( ساهيب بيوي أور غلام) الذي كان من إنتاجه.

هوامش و مصادر البحث:

www.rediff.com by: Dinesh Raheja
 

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى