الخميس ١٣ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم حسن أحمد عمر

الولى والمريد

((كم أنا سعيد بزيارة رسول الله عليه الصلاة والسلام والحج إلى الكعبة الشريفة، إنه الأمل الذى راودنى طول العمر حتى تعديت سن الستين ولولا دعوات سيدى الشيخ الولى العارف بالله أبو المعارف لما كتب الله لى الحج ولما رأيت الكعبة الشريفة ولا زرت حبيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم.))

كانت هذه الخواطر تجول فى عقل الشيخ سعيد المسعود وهو فى الباخرة التى اقلعت بهم منذ ليلة أمس متجهة نحو جدة حيث يذهب بعدها لأداء مناسك الحج، ويحقق حلم عمره الذى عاش يراوده حتى تخطى الستين، لقد كانت البهجة والسعادة تغمرانه ويكاد يطير من الفرحة .

أثناء طوافه حول الكعبة رأى الشيخ الولى أبو المعارف يطوف جنباً إلى جنب معه، لم يصدق نفسه، تحرك نحوه فى الزحام الشديد، كاد يسقط ويموت عدة مرات وعينه شاخصة نحو الشيخ الولى، وعقله ذاهل، إذ كيف يترك الرجل فى بلده وقد سلم عليه وودعه بنفسه ثم يفاجأ به هنا يحج معه ؟؟ إن هذا لشىء عجيب... سبحان الله العظيم، بركاتك يا مولانا الشيخ أبو المعارف.. هكذا كان يحدث نفسه وهو لا يزال متجهاً نحو الشيخ فى ذهول شديد.. وعندما أوشك على الإقتراب منه والإمساك بيديه لتقبيلها.. لم يجده ووجد شخصاً آخر.. فأسقط فى يده..

وبينما كان يدعو الله على جبل عرفات شاهد الشيخ الولى للمرة الثانية.. ولكن على بعد منه فأسرع نحوه بسرعة فرحاً محاولاً أن يقبل يداه ويحتضنه.. وإذا به يحتضن رجلاً إفريقياً وليس الشيخ الولى.. فرجع أسفاً وقال سبحان الله ألهذه الدرجة تكون كرامات مولاى أبو المعارف؟؟ صحيح يا ناس أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..

وهكذا بدلاً من أن يقضى مناسك حجه عابداً لربه الذى خلقه.. قضاها ذاكراً لشيخه الولى وكراماته وظل يحكى هن هذه الكرامة لكل من كان معه وهو مذهول أشد الذهول مما رآه.. فلقد تأكد فعلاً أن الشيخ أبو المعارف هو ولى الله،ان سره باتع وأن الله اختاره ولياً من أهل الخطوة.

أمضى سعيد المسعود كل المناسك وجهز نفسه للرحيل، بعد أن صار الحاج سعيد المسعود واشترى هدية قيمة للشيخ أبو المعارف. وعندما رجع إلى بلده لم يدخل بيته قبل أن يسلم على الشيخ أبو المعارف فأسرع سعيد نحو الولى وكان يجلس مع عدد كبير من المريدين والفقراء واصحاب الحاجات فاحتضنه بقوة وراح يقبل يديه بحرارة شديدة، وقص عليه أمام مريديه ما رآه فى الحج فنظر إليه الشيخ الولى فى عجب وثقة قائلاً: سعيد يا بنى حذارى من إفشاء السر ودع الملك للمالك.

فرد قائلاً وهو يجهش بالبكاء: سمعاً وطاعة يا سيدى الولى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى