الثلاثاء ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عناق مواسي

رسالة امتنان

تعجبتْ لأمرها...

أمرُ صديقتها الذي بالكــــاد يصدق..

تمرمر فنجان قهوتها وغرقت حبات هاله في الألم، واختنق بخاره في حنجرتها، وأخذت تبكي بحرارة ومرارة حينما تسربلت بالحديث إزاء زوجها وسوء معاملته ونسيانه موعد زواجهما، وفي خضم اغروراقها بالبكاء بللتْ وريقات أفكارها بالتساؤلات، أيعقل؟؟؟
رجعتْ مسرعةً إلى بيتها تنتظر السويعات وهي تمر وتمر لترتمي بأحضان زوجها لأنه أثبت لها غيباً في هذه المرة ومن خلال حديثها مع صديقتها أنه رجل محب ومشارك...

انتظرته طويلاً ولما أتى إلى البيت كالمعتاد، في الوقت الذي توخته فما كان منها إلا أن تكتب له رسالة شكر وامتنان..

بانسياب كبير وبدافعية مطلقة بدأت تفيض أقلامها السائلة حباً على السطور وراحت ترصف حالة السعادة المسيطرة عليها فسيفساء كتابية...

" أحبك..

لأنك متفهم لطبيعة عملي، ولا تسألني عن واجبات إضافية، تهتم أن ترتب المنزل حينما لا يكون على أكمل وجه، لا ترغمني على كي قمصانك الغير متوفرة، تساعدني في تحضير وجبة العشاء، تلبس الأولاد بعد الاستحمام تهتم أن تحضر النواقص البيتية دون أن أسجلها لك على بطاقات مبعثرة هنا وهناك..

احترمك..

لأنك زوج داعم ولا تقف بطريق أحلامي لتحقق ما تبقى من أحلامك المتوهجة ولانك تؤجل انجازاتك ريثما أنا منها منتهية. وأثمن غالياً اهتمامك بأدق تفاصيل حياتنا معا، فأنت لا تنسى خلع حذائك في المدخل، ولا تنسى تعبئة قناني الماء الفارغة، ولا تنسى أن تطفئ النور حينما تغادر مكتبك، وتهتم أن تغلق هاتفك النقال عندما تكون في البيت، وتبقي أوراقك وجرائدك وسجائرك في السيارة، وتقضي أوقات فراغك معي ومع الأولاد تقرأ لهم القصص وتلعب معهم وتأخذنا في نزه قصيرة، ولا تتوانى عن ري الأزهار في الحديقة، كما أقدر يا حبيبي أنك تبادر لمفاجأتي بأشياء أحبها كثيراً وإحضار لي قالب شوكلاته في أواخر الليل أحلي بها مسائي فاحلم أحلاماً لذيذة، وتتذكر كل مواعيد لقاءاتنا بدقة باليوم والساعة والثانية...

عزيزي..

أراعي مشاعرك عندما تراعي مشاعري، وتهتم لتعبي، أول النهار في العمل وبعد النهار مع الأولاد.. وحينما ترتاد مخدعك تحترم استسلامي للتعب والنوم... ولا تطالبني بأداء وظائفي المسائية، وتحجم الرغبة عن مخيلتك في ظل انصرافي إلى عملي وتحضيري..

أشكرك لأنك في كل المرات تثبت لي أنك شريك حقيقي من عقد الزواج، حيث تواقيعنا معاً إلى بيت الزوجية حيث إنتاجنا معاً..

زوجتك.. "

بقيت البطاقة معلّقة على البراد حتى صباح الغد، وعندما أفاقت باكراً لتحضّر لأولادها وجبتهم الصباحية، وجدته قد كتب لها على ظهر البطاقة..

" أرجو أن تجهزي لي الملابس وحذائي الأسود، لأني على موعد مهم مع رئيس الشركة في الساعة التاسعة، وربما سأتأخر.................. "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى