الأحد ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٢
من التراث الشعبي الفلسطيني

إم عيشة

الراوية: وحدوا الله
الحضور: لا إله إلا الله

كان هان هالزلمة. هالزلمة عنده هالبنت. وهو وهالمره وما عندهن إلا هالبنت، اسمها عيشة.
يوم اجوا ناس من ثاني بلد يخطبوا عيشة. خطبوها وأخذوها وراحوا. مرّت الايام، حبلت وولدت عيشة، جابت ولد.
قالها: "مالك؟"
قالتله: "عيشة جايبة ولد. بدنا نروح عليها. شو بدنا نوخذلها؟"
أخذولها لفة قماش، أخذولها ابريق زيت.
بعدين، قالت: "يا أبو عيشة، بدنا نوخذ لعيشة شاة أو نعجة".
مشيوا، لاقوا هالراعي معاه النعجات.
قاله: "يا عمي، بالله انك تبيعنا شاة اللي تكون مليحة للذبيحة. بس بدها تكون كويسة، يكون الدهن ينقط من مناخيرها".
جابلها أول شاة، قالتله: "لأ. بدنا يكون الدهن ينقط من مناخيرها".
راح وانّه جايبلها هالنعجة برابيرها [1] طايحات، وشو؟ بتدودح [2] والا بتقول: "ايوا. هاي اللي بدنا اياها".
قالها: "طيب".
أخذوا هالشاة ومشوا. لما قربوا على بلد عيشة، اتطلعوا، والا الأرظ مشقوقة، فيها سلع [3].
قالتله: "أبو عيشة".
قالها: "نعم".
قالتله: "والله وطيات [4] عيشة عطشانات. هات تندير عليها ابريق الزيت نسقيها". داروه.
قبل ما يصلوا البلد، والا هالشجرة هيذا [5] بترج من الهوا.
قالتله: "أبو عيشة".
قالها: "نعم".
قالتله: "والله هاظا كلب عيشة جوعان. هات نطعمه هالزوادة". أطعموه اياها.
وصلوا. دخلت. قالت لبنتها: "والله يما جبنالك زيت وقماش ولحم. بس لقينا وطياتك عطشانات سقيناهم الزيتات، ولقينا زتونتك سقعانة لفيناها بالقماش، ولقينا كلبتك جوعانة أطعمناها اللحمات".
قالتلها: "طيب يما. اصحكوا تقولوا لحدا. اللي بسألكو، قولوا "اللي جبناه، جبناه". وتخلوش حدا يعرف شو سويتوا".
قعدوا يومين ثلاثة، قالتله: "إنت روح يا ابو عيشة بتدير بالك عالجاجات، وعالبيت، وأنا بظل أخرى أكم من يوم أعاون عيشة عشنها وحدانية وصار عندها ولد".
بعد ما روح أبو عيشة، قالت لإمها: "يما إنت ظلي قبال الولد، ديري بالك عليه، وأنا بروح أجيبلي شوية حطبات". ودشرت هالولد عند إمها، وسرحت عالحطب. وظلت إمها عند الولد. صار الولد يعيط، قالت إمها "مسكين هالولد. والله كنه راسه برعاه، [6] فيه قمل". راحت سخنت دست المية، تصار يغلي ودبت هالولد فيه، وقامته وحطته بهالسرير.
اجت عيشة، قالتلها: "شايفة ابنك كان يعيط من القمل والوسخ اللي عليه. هيني غسلته ونيمته وهاي من حين ما نيمته وهو حاطط راسه ونايم".
هالحين هالولد بصحى، أخرى نتفة بصحى. فقدت الولد والا هو ميت.
قالتلها: "يا ملعون أبوك يما. هذا الولد ميت. هسع [7]بروّح جوزي من الخليل بذبحك. أما إنت، أحسن روحي روّحي".
روّحت، لقيت جوزها مسكر عحاله الباب.
: "هيه يا ابو عيشة، افتح!"
قالها: "لأ، بتقتليني".
قالتله: "افتح!"
قالها: "لأ، بتقتليني".
قالتله: "شو سوّيت".
قالها: "قلت للبقرة إطعميني، مقبلتش. قمت ذبحتها".
قالتله: فداك، افتح!"
قالها: "بتذبحيني".
قالتله: "ليش؟ شو سويت؟"
قالها: "الجمل قاعد يلوك. قلتله إطعمني، مقبلش. يشن علي [8] حطيت ورقة القرنبيط على زبرتي. قام يخمشني، يوكل ورقة القرنبيط ويوكل زبرتي".
قالتله: "كل شي فداك فداك، غير بيظاتك واخصاك!"
طار الطير، وتصبحوا على خير.



[1برابير: مخاط

[2بتدودح:تتعثر في المشي

[3سلع:شق ارض متسققة بفعل الجفاف

[4وطيات : جمع وطأة وتعني الارض

[5هيذا:هكذا

[6راسه برعاه : مصاب بحكه في راسهٍٍ

[7هسع: الان

[8يشن علي: يتطلع علي


مشاركة منتدى

  • ان هذا التراث دليل علي الشعب الفلسطيني مجتمع فارغ لا يفكر إلا من الحزام ونازل واتق الله في مسلمي فلسطين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى