الاثنين ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم زياد يوسف صيدم

رجال في الميزان

المصلحة:

طلب ودها بعد بحث واستفسار.. قالت له اعلم بأنك تطمع في أملاكي وثروتي كالبقية..فأجابها لست مثلهم؟ فمنك المال ومنى النفوذ وسنصنع ثنائي رهيب!! أجابته ولهذا أوافق الزواج منك بشرط أن تكون العصمة في يدي..فابتسم ومضيا في طريقهما معا... وأول جملة نطقها لها كانت: الطيور على أشكالها تقع.. فلعلعت في السماء ضحكاتهما الصفراء!

***

صداقة مميزة:

تعرف عليها في مدرج المحاضرات..تعمقت بينهما صداقة خاصة..كانت تحدثه عن خطيبها عندما تريد العودة سريعا أو عندما لا تستطيع المكوث طويلا بصحبته..وفى ليلة دارت الأرض بهما بعد أن أثقلا في شرب النبيذ..دعاها إلى جواره فتمنعت واحمرت وجنتاها..وبعد إلحاح وانتظار لم يطل برقت عيناها بلمعان كاد أن يخترق الجدار..

قبل أن يغرقا الاثنين همست له: ستكون المرة الأخيرة بيننا ولن تتكرر!..أجابها لا.. ستكونين لي وحدي، أنت حبيبتي..أصرت على قولها وانسحبت مبتعدة تستر جسمها العريان بملاية السرير وهى تكرر شرطها.. انتفض من الفراش وتناول ملابسه بسرعة، وألقى إليها بملابسها ثم ضمها إلى صدره وطبع على جبينها قبلة هامسا لها: سنبقى أصدقاء ما بقينا أحياء فلست أنت من تكوني عشيقة.. فوافقته والذهول في عينيها.. وهى تحتضنه بشدة وانشرح صدرها وابتسم ثغرها، وهى على باب الشقة تستعد للخروج ذكرته بمحاضرة غدا وبأنها ستكون في انتظاره كالعادة حاجزة له مكانه الدائم إلى جوارها..

***

نزوة:

تعرف عليها بطريق الصدفة في حفلة عامة، كانت تتحدث بلغته حيث جمعتهما الغربة..تهلل قلبه بما سمع فبادر إليها فتقبلته سميرا لها تلك الليلة..

بعد انتهاء الحفل منتصف الليل..عرض عليها أن يوصلها حرصا عليها.. أجابته لا يمكن فصاحبها عربي غيور.. ولكنها أخذت رقم تليفونه..

انقضا يومان فاتصلت به وخرجا في نزهة استمرت حتى المساء.. حيث أعلمته سرا بان صاحبها سيغادر خلال أقل من شهر لقضاء إجازته جوار أهله، وهى ستمكث وحيدة واقترحت أن تنتقل إلى شقته وعلى هذا كان الاتفاق بينهما قبل أن يذهب كل في طريقه..

على آخر الشهر من ذاك الصيف دق تليفونه وإذ بها هي:مرحبا يا عزيزي اشتقت إليك.. أهلا عزيزتي وأنا بالمثل وأكثر.. ثم بادرت قائلة أتذكر اتفاقنا؟ قال: بلى وما زلت منتظرا بشوق وهل من جديد في الأمر يا عزيزتي؟..أجابت: نعم لقد سافر ثقيل الدم لشهر على الأقل.. وقهقهت قائلة: هل تراني من شرفة منزلك؟..أسرع إلى الشرفة وأطل إلى ناصية الشارع فكانت هي ممسكة بحقيبتها تلوح بيدها في الهواء بعد أن رأته ووجهها يشع سعادة وسرور.. لم يقل عن رضى وسعادة غمرته فجأة!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى