الأربعاء ٢١ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم سليم أحمد حسن الموسى

دمـــوع الأحــــرار

في 20 / 12 / 1991، كتبـت هذه القصيدة،
أثناء " أم المعارك "،في بغـداد، واليــــوم،
وحين حاولت الكتابة عن " غــــزة "، عـدتُ
بالذاكرة إلى هذه القصيدة، فلم أجد خيرا منها
يعبر عن صدق مشاعري....

كـلُّ مـا في الأمــر، اســتبدلوا اسم غـــــــــزة
ببغــــــــداد.. وأرجو أن لا نضطر لوضع اسم
جديد في قادم الأيام..

صعبٌ جـدًا أن يبـكي رجــلٌ حـُــر..
لكنّ الأصعـبَ أن يقتلـَـه القهـــــر..
وهــو ضعــيف أعــــــزل..
لا يمــــلكُ أيّ ســــــــلاح،
لا يـــــدري مــاذا يفعــــل.؟
لا يسمعه أحـدٌ إن صــاحْ..!
 
يــــــــــــــــــا نــاس.......
يا كـلّ العــرب بكل مكان..
يـا أمـّة أحمـد.. يا عــالم..
يـا زمنـًا ضاعــت فيــــه النـــخوة..!
يـا زمنـًا ضاعت فيه القيم الحـلوة..!
وانقلبـت فيـه جميع موازين الـدنيا..
وانعـــدَمـت فيـه الــرؤيـا..
وقــــلّ حيـــاءُ النـــــــاس..
 
يــا زمنــًا يـُنـذرُ بنهـاية هـذا الكون.!
فالحـــــرُّ ضعيـــــف..
ولئيــم النــاس وظالمهـم..
يتسـلـّم كرسيَ الحكم الدكتاتــــوريِّ..!
لهــــذا العـــــــــــالم..
يـأمرُ.. ينـــهـى.. يفعـلُ مـا شـــاء..!
 
لا حـول ولا قـوّة إلاّ باللـــّــه..
بغـداد الحـــــــرّة ُ.. جــائعـة ٌ..
والحــرّة ُ لا تأكلُ بالشـرف وبالثــديْ..
وتصــونُ كــرامـَتـَها أبـــــدًا..
نفــــديها بالــــروح.
 
تطلـــبُ بغــــدادُ حليبـــًا للأطـــفــــال..!
وغــذاءً للأطفـــال..
ودواءً للأطفـــــال..
وتـُنـادي الأحـرارَ بأمـّتها العــــــربية..
وتـُنــادي أحــــرارَ العــــالم..
لكنّ الصـوت يضـــيعُ هبـاءْ..
فالشـــرطيّ الأمـــريكيّ..
حــاكم هــذا العــــــــالم..
يأمرُ.. ينهـــى.. يفعــــلُ مــا شـــــاء..
وســـتصمدُ بغـــــــــداد..
لـــــن تــرضى بالــــذلِّ..
فبغــــدادُ الحــــــــرّة ُ نبـــــعُ إبـــــــاء.
 
آآآآآه... يـا بغـــــــداد..
يظلـِمـُــك الأهــــــــــلُ،
وظلــمُ الأهــل شـديــد..
وأنـا لا أمـلكُ يـــا بغـــــدادُ..
ســـوى نبـــض القلــــــــب،
وروحــــي ودمـوعي..
ودموعي من أغلى الأشـياء..
آآآآآآآه ٍ يـــــــا بغـــداد..
مــا أصعـبَ أن يبكي رجلٌ حُــرّ..
لكنّ الأصعبَ أن يقتـله القهــــر.
وأنــا لا أبكــي بغـــــداد..
بـل أبـكي أمتنا العـــربية..
أبكي حالتنـا.. نخوتنـا.. وكـرامتنـا..
والإيمــــان الضــــائعَ.. والحــــرية..
واقـــــول..
صــبرًا بغـــداد..
صـــبرًا غــزّة..
صـــبرًا.........
فالفـــرجُ قــريبٌ إن شـاءَ الله..
الفـــرجُ قـريـب..
 
* * *

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى