الجمعة ٣٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

أيها العابرون

أيّها العابرونَ آنَ الأُفولُ
ودَنا وعدُكم وحانَ الرحيلُ
 
كمْ شرِبتُمْ مِنَ الدماء قَراحاً
وزهَوْتُم وجرحُ شعبي يسيلُ
 
كم سَلبتُم مِنَ الطفولةِ حُلماً
صاحَ في عتمةِ الدجى أنْ تزولوا
 
غرباءٌ يا قومُ أنتم وليست
في فلسطينَ للغريبِ أصولُ
 
عندما تنطقُ الطلولُ وتحكي
قصَّةَ اللاجئينَ تلكَ الطلولُ
 
وتئنُّ القبورُ في كلِّ ناحٍ
صارخاتٍ بوجهِكم مستحيلُ
 
وتفيقُ الآلامُ والصبحُ يسعى
نحوَنا والليلُ فيكُم يطولُ
 
ويثورُ الترابُ في وجهِ وغدٍ
يحرقُ الوغدَ أيكُهُ والخميلُ
 
ويهبُّ الزيتونُ من رقدَةِ العمرِ
ويُشفي النفوسَ فينا الصليلُ
 
فارحلوا للجحيم قسراً وفيها
ليس إلاّ هوانُكم والعويلُ
 
واحملوا العارَ والوباءَ وساماً
لكُمُ كلّما يرفُّ الأصيلُ
 
وارجعوا حيثُ جئتموها قطيعاً
وقطيعاً واغتصاباً لا يطولُ
 
هذه الأرضُ لن تؤولَ إليكم
والسلامُ السلامُ في أن تزولوا
 
هذه الأرضُ أرضُنا وبلادي
شوكةٌ في عيونكم تستحيلُ
 
فلَكِ المجدُ يا فلسطينُ يجثو
باحترامٍ فلن يَليكِ الدّخيلُ
 
واذكروا وِقفةَ الأشاوسِ يوماً
في جنينَ القسّامِ حينَ تصولُ
 
فبلادي منَ العِرابِ اللواتي
لم يلجْ قلبَها سِوانا حَليلُ
 
قد رَويْنا ربوعَها بدماءٍ
وهَمَى دمعُها الغزيرُ الطليلُ
 
ونَسَجنا ترابَها مِن رُعافٍ
فتَساقَى الكؤوسَ أَيكٌ وغِيلُ
 
فهْيَ مهدُ الجدودِ من عهدِ عادٍ
يُنبتُ العُربَ ربعُها المأهولُ
 
تنطقُ الضادَ والعروبةُ حاكَتْ
سهلَها والجبالُ فيها الدليلُ
 
فانظروا الجرمقَ الأشَمَّ كشيخٍ
يَعربيٍّ مِن بني قومي سليلُ
 
وسَلوا الكرملَ الأغَرَّ وحيفا
كيفَ أرخى السُّدولَ فيها الجليلُ
 
مُنذّ أن كانت البلادُ بلادي
ليسَ يغفو بظلِّها المستحيلُ
 
وحَباها الرّحمنُ شامةَ طُهرٍ
قدسَها , إذ سرى إليها الرسولُ
 
ولَكَم ساءَها فِراقُ بنيها
ووجوهٌ غريبةٌ وعذولُ
 
فاستغاثت تئنُّ في كلِّ صبحٍ
وبكى ربعُها وأنَّ العليلُ
 
كلَّما هبَّ حقدُكم باضطِّرامٍ
تطفيءُ الحقدَ نارُها والسيولُ
 
فأساطيرُ جيشكم قد تلاشت
فتولوا قطعانَكم ثمَّ زولوا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى