الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

الصَّنَمُ الَّذي أَحبَبتُهُ

(1)
وَتَخاذَلَ
الصَّنَمُ الَّذي أَحبَبتُهُ
وَرَضيتُهُ
وَظَنَنتُ أَنَّ الحُبَّ يَوماً
حَرَّكَت أَشواقُهُ
وَحَنينُهُ وَجُنونُهُ
شَيئاًَ مِنَ الصَّنَمِ الَّذي أَحبَبتُهُ
 
(2)
خَسِرَ الرَّهانَ الحُبُّ
لَمّا صِغتُهُ
مِن نَبضِ قَلبٍ صادِقٍ
مِن دَمعِ عَينِ نازِفٍ
أَنفاسُ صَدرٍ ساخِنٍ
خَسرَ الرَّهانَ
فَكُلُّ مَا قَد صِغتُهُ
أَو صاغَهُ وَأَضاعَهُ
مَا حَرَّكَ الصَّنَمَ الَّذي أَحبَبتُهُ
 
(3)
صَنَمٌ بِهِ حُسنٌ وَقَلبٌ نابِضٌ
وَيُحِبُّني وَأُحِبُّهُ
لَكِنَّهُ يَأبى عَليَّ سَعادَتي
وَنَعيمَهُ
وَيُصِرُّ أَن نَبقى عَلى أَحزانِنا
وَيَسومُني عَذبَ العَذابِ
وَلا أُطيقُ فِراقَهُ
 
(4)
يا أَيُّها الصَّنَمُ الَّذي أَحبَبتُهُ
مَهلا،ً
فَقَد أَقسَمتُ أَلّا
أَستَبيحَ سَعادَتي وَوِسادَتي
سَأَظَلُّ في حُزني وَفي سُهدي
إِلى أَن أَستَعيدَ مَحَبَّتي
وَأَرى الوَفاءَ وَقَد تَجَلّى بَينَنا
وَأَراهُ قَد أَودى
بِكُلِّ مَهانَتي وَمَذَلَّتي
وَأُحَرِّكُ الصَّنَمَ الَّذي أَحبَبتُهُ
 
(5)
يا صاحِبي
لَمَّا تراني هائِماً أَو ضائِعاً
في حُبِّهِ
وَإِلى سِوايَ تَراهُ يَقبَلُ خِطبَةً
وَيُزَفُّ في حُلَلٍ وَما ضَيَعتُهُ
لَكِنَّهُ
قَد أَسلَمَ المِسكينَ لِلقَصّابِ
وَالسِّكّينُ في كَفَّيهِ
تَنْزَعُ روحَهُ
ها قَد تَحَرَّكَ طائِشاً
وَأَبادَ نَفسي وَحدَهُ
مَرحى فَقَد أَصبَحتُ
كَالصَّنَمِ الَّذي أَحبَبتُهُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى