الأحد ٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم
الجَليدُ السّاخِن
(1)هِيَ كَالجَليدِ بُرودُها وَسُكونُهافي صَمتِها بَل كُلُّهالَكِنَّها في الأَصلِبُركانٌ يَثورُ مُكابِراً في جَوفِهامَهلاً أَرىحِمَماً مِنَ الدَّمعِ الخَجولِتَجاسَرَت وَتَقاطَرتمَا بَينَ أَشواقٍ وَإِخفاقٍوَتَأبينٍ لِروحِ الطِّفلِأَن ماتَت ضَحِيَّةَ عَينِها(2)وَتُحيلُ كُلَّ مَصائِبِ الدُّنيانَصيباً مُزمِناوَكَأَنَّما الأَقدارُ تَنفيهاوَتَبغَضُ بَعضَهاوَهي الَّتي قَد ضَيَّعَتأَحلامَها بِغَبائِها وَبِغَدرِهالَمَّا تَخَلّى قَلبُهاوَالآنَ أَرمُقُهابِجانِبِ سَيِّدٍ لِلحُسنِأَرصُدُهُ وَأَغبِطُهُوَأَخشى أَن تَدورَ عَليهِ دائِرَةٌفَتُذهِبَ عَنهُ رَونَقَهُوَتَقتُلَ فيهِ مَعناًرُبَّما إِن ماتَ لا يَحيا بِها(3)وَسَأَذكُرُ اليَومَ الَّذيلَمَّا رَفَعتُ أَسِنَّةَ الأَقلامِ مُنتَشِياًفَقُلتُ لَكُم إِذَنقولوا لَهاأَنّي قُتِلتُ بِحُبِّهاوَبِأَنَّني لازِلتُ أَذكُرُ صَوتَهاوَبِأَنَّني لا لَستُ أَعرِفُ شَكلَهالَكِنَّهافي القَلبِ تَنبِضُ وَحدَها(4)عَبثاً سَأَلتُوَفي الفُؤادِ تَزاحَمَت وَتَقاتَلَتوَتَناحَرَت أَفكارُ مَنوُئِدَت بِجَفنَيهِ السَّعادَةمَن يا تُرى تِلكَ الَّتيلَمَّا أَراها يَمَّمَتشَطرَ الصَّديقِ أَغارُ مِنإِنصاتِهِ لِحَديثِها، تَرتيلِهامِن كُلِّ شُكرٍ أَو إِشادةأَهي الَّتي؟!!قالوا نَعَم الآنَ تَعرِفُ شَكلَهافَدَعَوتُ أَن وَفِّقهُما وَاجمَعهُمافَكفى قُلوبٌ قُتِّلَتوَتَعَذَّبَت مِن أَجلِها(5)لا تَحسَبوني ساخِطاً أَو حاقِداًأَو شامِتاً أَو ساخِراًفَالآنَ تَفعَلُبَعضَ ما قالَت مُحالاً عِندَهاهَل جَرَّبَتضَعفَ المُحِبِّ لِوَهلَةٍأَو جَرَّبَتشَوقَ المُحِبِّ لِنَظرَةٍ أَو هَمسَةٍيا لَيتَها ما جَرَّبَتلَو أَنَّها قَد جَرَّبَتسُهداً يُمَزِّقُ جَفنَها(6)أَتَصَدَّعَ الآنَ الجَليدُبِنارِ شَوقٍ خالِدٍأَم ذِكرَياتُ الحُبِّ وَالآمالِفي جُنحِ الضَنى سَتَلُفُّهالِلخَيرِ يا رَبَّ الأَماني دُلَّهاوَلِكُلِّ مَن باتَ اللَيالي باكِياًوَلِكُل مَن أَضناهُ شَوقٌ قاتِلٌوَلِكُلِّ مَن قَرَأَ القَصيدَلِكُلِّ مَن قَد وَدَّنيأَو وَدَّهاادعوا لَها