الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم إباء اسماعيل

ملامح مدينة

هكذا دائماً أنا
أختفي في الصوت والصورة
كما غيمةٍ مسافرة إلى بلاد الشمس
وأنت شمسي التي غَيَّبتْني
في حضورها ..

أسمعك أكثر في الليالي الماطرة
تدقُّ حصون أيّامي
وترحل فيّ بعيداً .. بعيداً
أدخل في جنائنك المعلّقة
كعروسة بحرٍ هائمة،
حيّرتها أشجارك الباسقة
المعلّقة في غيوم البحرالخرافيّ
الذي لاتُحدُّ أمواجه
بأيٍّ من شواطىء الرمال المتحرّكة
الممتدّة من برارينا البيضاء اللامحدودة،
ولا بوجود زعانفي الربيعيّة ترتعش
في مياه شفتيك المعدنية
إذ تفوح ببخارها الشافي
من قروح الزمن المتشرّد فينا

كما أننا والبقاء،
قصيدةٌ واحدة
لاتنفصم عُراها
ولاتُحدّ مساراتها
بأسمائنا ورؤانا الخافية الأبعاد ..
كذا وجودنا البشري ينتشر
في اتّجاهاته اللامحدودة ..
لأنّه بشريٌ المصير،
فهو مقرونٌ بآفاقه الإنسانيّة
الشّامخة الألوية
في سماءاتٍ غير منظورة..
كلُّ لواءٍ ينسج مقاييسه
وفقاً لتربته وأشيائه
فليتحدّد وليتوحّد
كما الكرة الأرضية!

هكذا دائماً أنا،
أختفي في الصوت والصورة
ولاتُحدُّ جغرافّتي الروحيّة
بأيّ زمنٍ يتسابق مع
أشيائه ومخلوقاته،
بقِوى الفعل وردّ الفعلِ،
ولا بأيِّ مكانٍ
لايفقه سرّ وجوده
إلاّ بما فيه وما عليه .

ستراني بالتأكيد فقط
حين تكتشف أضواؤك الخافتة
خيوط الظلام العنكبوتية
المنتشرة في جذوري العميقة.
وتمتصُّها كنحلةٍ وجدت لتوّها
زهرتها المفضّلة
في صخرةٍ يسكنها الظلام!
هكذا أنا مدينتك المستوية ،
على عرش الإباء..!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى