الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم أشرف شهاب

المذيع عاطف كامل: سقف الحرية يرتفع فى التليفزيون المصرى

قدم عاطف كامل من خلال عمله كمذيع تليفزيونى نموذجا للصحفى الذى يمكن أن يعمل فى تقديم برامج ناجحة فى التليفزيون. وعلى مدار سنوات عديدة قدم عاطف كامل برنامجه "لو بطلنا نحلم" الذى عالج فيه قضايا ومشكلات المجتمع المصرى. مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود التقى عاطف كامل ودار بينهما الحوار التالى:

ديوان العرب: كيف غيرت مسار حياتك المهنية من صحفى إلى مذيع بالتليفزيون؟

عاطف كامل: كان ذلك بمحض الصدفة، وعلى يد الإعلامية الناجحة السيدة سهير الإتربى. وكان ذلك قبل سبع سنوات على وجه التحديد. وقتها كنت أجرى معها حوارا، فلفتت نظرى إلى أننى يمكننى أن أكون مذيعا ناجحا. وطلبت منى التقدم لاختبارات المذيعين بالتليفزيون، وفعلا تقدمت، وشرحت فكرة برنامجى الذى يعالج قضايا الشباب.

ديوان العرب: هل يعنى ذلك أنك لم تكن تهتم أساسا بالتليفزيون لولا نصيحة السيدة سهير الإتربى؟

عاطف كامل: لا طبعا. فالتليفزيون بدون أدنى شك من أهم الوسائل الإعلامية التى تصل لكل بيت وأصبح وسيلة تواصل فعالة وناجحة. كما أن العمل التليفزيونى هو عمل صحفى أيضا. ومن هنا كان ترحيبى بالعمل فى التليفزيون.

ديوان العرب: ألم تشعر بخوف من عدم النجاح فى التليفزيون خصوصا وأنه يعتمد على المواجهة المباشرة أمام الكاميرات وأحيانا على الهواء مباشرة؟

عاطف كامل: كان من الممكن أن يسيطر على الخوف لو لم أكن أعمل صحفيا من قبل. فالصحافة خلقت لدى الخبرة، والقدرة على المواجهة مع المسئولين والجمهور.

ديوان العرب: وما الذى استفدته من التليفزيون؟

عاطف كامل: كأى صحفى كانت تنقصنى فنيات التعامل مع الكاميرا. ولكن فريق العمل فى التليفزيون كان متعاونا معى لأقصى حد لدرجة أننى تعلمت منهم الكثير من هذه الفنيات. كما أن التعامل مع جمهور واسع، والتحكم فى وقت تحدث الضيوف لمراعاة ظروف التسجيل التليفزيونى كان مهما أيضا. فعلى عكس العمل الصحفى عندما تكون على الهواء لا يمكنك الحذف أو الإضافة أو التعديل فيما يقوله الضيف. ولا يبقى أمام المذيع سوى أن يستخدم قدراته الخاصة فى التحكم فى الضيوف، والتعامل معهم مباشرة بالشكل الذى لا يضايقهم فى نفس الوقت. وهذه من أهم السمات التى تميز المذيع الناجح عن غيره، إضافة إلى الإلمام بالموضوع المطروح للمناقشة.

ديوان العرب: ظللت سبع سنوات تقدم برنامجا واحدا، هو "لو بطلنا نحلم". فما هو الجديد الذى تنوى تقديمه؟

عاطف كامل: غير صحيح. فقد بدأت العمل فى هذا البرنامج فى أبريل 1997، وفى أول حلقة منه ناقشت قضية "تأخر سن الزواج لدى الشباب". وبعد ذلك قدمت برنامجا رمضانيا تحت اسم "مشهد وجائزة"، وفيه تصديت للهجوم على نجوم مصر، ومحاولات تشويه سمعة الفن المصرى المحترم. كما قدمت برنامجا آخر بعنوان "لحظة صدق". وكانت فكرة هذا البرنامج قائمة على لحظات الصدق التى يعيشها الفنان وهو على الشاشة. كما أننى عملت ضمن فريق مقدمى برنامج صباح الخير يا مصر لفترة تزيد عن أربع سنوات.

ديوان العرب: بهذه المناسبة ما هى أهم القضايا التى تناولتها فى برامجك المختلفة التى ذكرتها؟

عاطف كامل: كنت طوال الوقت حريصا على معالجة القضايا التى تمس هموم ومشاكل الشباب المصرى، والعربى على وجه العموم. ولهذا ناقشت مجموعة من القضايا من بينها مشكلة عمالة الأطفال، وقضية أطفال الشوارع. كما ناقشت مجموعة من القضايا الجريئة منها قضية الزواج العرفى، والثقافة الجنسية، والتربية الجنسية، والإيدز.

ديوان العرب: الم تواجهك بعض المشاكل عند مناقشة هذه القضايا على شاشة التليفزيون؟ رغم أن المعروف أن التليفزيون المصرى متحفظ فى أطروحاته.

عاطف كامل: فى حالات قليلة جدا حدثت بعض الإعتراضات من جانب الرقابة. فمثلا فى حلقة تجديد الخطاب الدينى حيث استضفت أحد الشيوخ والقساوسة، ودار بينهما حوار شعرت الرقابة أنه يستوجب تدخل الرقيب. ورغم أننى أعتقد أن المناقشة كانت موضوعية وهادفة. ولكننى فوجئت بالرقابة تتدخل.

ديوان العرب: أحيانا تمارس الرقابة دورها بشكل روتينى..

عاطف كامل: طبعا. فالبعض يفهمون دور الرقابة على أنه حجر على الرأى والرأى الآخر. والرقابة مسئولية، وضمير ويجب أن يتمتع الرقيب بالحس الاجتماعى والثقافى. وأن يكون متفتحا ذهنيا، وأن يكون لديه القدرة على التفاعل مع المجتمع وقضاياه. وأن لا يتدخل إلا فى أقل الحدود.

ديوان العرب: هل تعتقد أن إمكانيات التليفزيون المصرى وبرامجه التى تتعرض للنقد بشكل مستمر بسبب عدم قدرتها على منافسة الفضائيات يمكن أن تتطور حتى يستعيد التليفزيون المصرى دوره القوى؟

عاطف كامل: بكل تأكيد. والتليفزيون المصرى به الكفاءات القادرة على عمل هذا التطوير، ولديه الإمكانيات التى تسمح له بالتطور والمنافسة. ولا يمكن إنكار أن معظم تلك الفضائيات قامت على أكتاف خبراء إعلاميين مصريين. ومازال البعض منهم يعمل بها. وإذا نظرت إلى برامج الفضائيات المختلفة لأدركت على الفور حجم النشاط الذى يقوم به الخبراء والفنانون المصريين لتطوير هذه القنوات وتطوير أساليب العمل بها. وأعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة للعودة إلى ممارسة هذا الدور القوى. وأنا على أمل أن يقود الوزير ممدوح البلتاجى عملية التطوير هذه كما قادها من قبله الوزير صفوت الشريف. فحجم مصر وثقلها لا يمكن أن يتوارى لمجرد أن التليفزيون المصرى يعانى من بعض السلبيات التى تعوقه عن دوره الريادى. ويجب أن يكون التطوير شاملا للشكل والمضمون. وقد بدأت بالفعل بعض بوادر هذا التطوير وخصوصا من خلال الاستعانة بمجموعة من الصحفيين الخبراء للمساعدة فى ضخ المزيد من الدماء الجديدة للتليفزيون وجذب المشاهدين إليه مرة أخرى ببعض الأفكار الجديدة الخلاقة.

ديوان العرب: كيف يمكن أن يتم التطوير وهناك الرقابة وهناك بعض الأسماء المحظور ظهورها على شاشات التليفزيون؟

عاطف كامل: من جهتى وطوال فترة عملى لم أشعر بهذه المحظورات التى تتحدث عنها. فلدينا قدر واسع من حرية التعبير فى التليفزيون. ولكن المهم هو تقديم أفكار خلاقة للبرامج، وإدارة النقاش بشكل هادف بحيث لا يضيع وقت التليفزيون ولا وقت المشاهدين. لا محظورات من النواحى السياسية ولا الاجتماعية. والقضايا التى ناقشتها فى برامجى والتى ذكرت لك بعضها تؤكد حجم الحرية التى نتمتع بها فى التليفزيون. التليفزيون يأخذ فى الاعتبار الحراك الاجتماعى والتغيرات الفكرية فى المجتمع ولذلك فسقف الحرية فيه يرتفع دائما ويزيد كلما حدث إصلاح ديمقراطى فى المجتمع.

ديوان العرب: ولكن هناك حقيقة أن زعماء الأحزاب مثلا لا يظهرون على شاشات التليفزيون إلا فى المناسبات وبشكل متباعد.

عاطف كامل: لست فى مجال تقديم المبررات التى تحيط بهذه المسألة. وأنا أتحدث من خلال الواقع الذى ألمسه فى برامجى بشكل شخصى. وأعتقد أن هذه المسألة تحكمها بعض القواعد والتقاليد المعمول بها منذ زمن بعيد. وأعتقد أن التليفزيون نجح فى تقديم هذه التركيبة من البرامج بحيث استطاع أن يحوز ثقة المشاهد المصرى والعربى. ويكفى أن أقول لك إن حجم التدخلات الرقابية قل بشكل كبير عن الماضى، وبدأت بعض رموز المعارضة فى الظهور بشكل متكرر على شاشات التليفزيون.

ديوان العرب: البعض يفسر هروب المذيعين من التليفزيون المصرى بسبب تدنى مستوى الأجور.

عاطف كامل: هذه حقيقة لا جدال فيها. فلائحة الأجور الحالية المعمول بها فى التليفزيون تمنحنا القليل من الجنيهات مقابل المجهودات الضخمة التى نبذلها. وبالطبع لا مجال للمقارنة بين الأجر الذى يحصل عليه المذيع المصرى فى التليفزيون المصرى، والأجر الذى يتقاضاه نفس المذيع عندما يعمل فى إحدى القنوات الفضائية. ولهذا فإن من أهم أولويات إصلاح التليفزيون المصرى إصلاح هيكل الأجور فيه حتى يصبح التليفزيون عنصر جذب للكفاءات الهاربة. ومن هنا نستطيع أن نستعيد هذه الخبرات ونستفيد بها فى عملية التطوير.


مشاركة منتدى

  • احيانا أحس وأنا اشاهد برنامج لو بطلنا نحلم نموت انه ناطق باسم الحكومة وليس باسم الشعب مع انه يناقش مواضيع خطيرة جدا تهم الشعب الفقير ولكنه كان موجه الى الشعب بما تريده الحكومة منه

  • شكرا جدا يا استاذ عاطف كامل ونأمل المزيد من مقالاتك وامل ان ترد عليا فى هذا الايميل Simsima_naughtgirl2008@yahoo.com

  • ارجو من حضرتك لو عندك تسجيل لحلقة تقاليع الشباب لبرنامج لو بطلن نحلم ان ترسلها لية على بريدى للاهمية انا اللى كنت موجود فتتر الحلقتين ومحتاجهم ضرورى من فضلك ضرورى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى