الخميس ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم أسماء عايد

لا.. لم يمت أستاذي

كنت في درس الكيمياء – بالمرحلة الثانوية – وسط زحام الحلقات المشبعة والغير مشبعة لذرة الكربون فقطع المعلم وصلة الشرح ليخبرنا بوفاة أستاذ / جمال عبد الحكيم – معلم مادة الرياضيات.

كم من الوقت أظلمت الدنيا فتفحم الكربون بعد ان اشتعل في روحي.. كم من الوقت انحشرت كل الاصوات في أذني كما لو انها موسيقي جنائزية! لكن رماد الموسيقي ظل داخلي طوال مدة الدرس.. فلم اتفوه بحرف ولم افهم حرف.. حتي الدموع تجمدت في عيني.. فقط ظل عالقا بذهني دعوات معلم الكيمياء وزملائي الطلبة وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة.

انتهي الدرس.. تركت الجميع وركبت المواصلات العامة في طريقي الي منزلنا.. لكن وجدت نفسي أتجه الي مكتب العمل الخاص بوالدي.. دخلت فوجدت صديقتي " نها " – تعمل معنا بالمكتب. وضعت رأسي علي كتفها فسترت ضعفي في قوتها.. أخذت ابكي حتي نفذت الدموع من كل جسدي.. بعدها استطعت التكلم.. بعدها اخبرتها ان استاذي منذ الطفولة قد رحل عن الحياة وعن زوجته واولاده.
مات الذي كان يطمئن عليّ وعلي اخوتي كما لو أنه أبي او أمي... لا لم يمت!

لم يمت من لا يزال دمعا في عيني.. دمعا في قلمي.. أنه مازال يقفز من قلمي ليحيا علي الورق ولو للحظات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى