الخميس ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨

سُعاد

بقلم: عدلة شداد خشيبون

في حديقة غنّاء...جالت بناظريها علّها تجد
أنيساً...تجلس بجانبه تحدثه ويحدثها تبثّه عواطفها ويبثّها عواطفه...ولكن لا
جدوى من محاولاتها....تعبت عيناها من شدة
التحديق ولكن لا حياة لمن تنادي...

نظرت بعينين مترقرقتين لشعاع الشمس
....علّها تسعفها في إيجاده...ولكن بلا
فائدة أخفضت عينيها....وتأملت التراب
...تُرى أيكون التراب بقايا حبّها وحياتها؟؟

وسرحت سعاد في دنيا الاحلام وغاصت هناك
بعد أن اتخذت من العشب الاخضر مقعداً
....ومن السماء مظلةً...ومن عود الليمون
يراعاً....وورقة التين كانت لها قرطاساً

وشرعت بتدوين ذكرياتها التي عصفت بها رياح
الخريف....ومزقتها قسوة تشرين..

فخطّ اليراع.......

لا عنوان لك معي...ولا أرقام هاتفك أعرف
ترتيبها...وحروف اسمك مبعثرة أمامي..لغز
أخفقتُ في حلّه....والسّيارة التي بجانبي
ملكي الخاص..ولكن لا مفاتيح لها معي
...الطقس بارد...الجوّ حالك الظلام
...والضباب سيطر على كلّ الاجواء...

معطفي صغير لا أستطيع إدخال جسمي داخله
ولونه غريب وليس من ألوان الموضة العصريّة
إنّه أخضر اللون...أمّا حذائي يا غالي
فحجمه كبير كبير عدا عن لونه الاحمر
القاني....حذائي كان قد أهدانيه جدّي رحمه
الله قبل وفاته بساعة واحدة الحذاء واسع
والمعطف صغير.....

وشالي الذي سيحجب برد الشتاء وصقيع
الغربة أبيض اللون ناصع ولا أحد يعجبه
اللون الابيض خوفاً من الاتساخ وتلوث
خيطانه الدقيقة..

والنفس يا رفيق العمر تئنُّ تتعذب بحرقة
الفراق تموت برداً وتحتضر حريّة...ولا من
يراني ولا أرى سوى أشجاني..

صائمة هي الروح عن كلّ ما لذّ وطاب..لا
الكاهن يعلن أنتهاء الصيام وفك المحرمات
..ولا المؤذن يعتلي المنبر ليعلن بدء
الفطور وشرب الماء واكل التمر...

والنفس تضطرب ظمآنة...تتحرق انتظاراً
لسماع الآذان وتتشوق لسماع ناقوس الايذان
لموعد جديد لبدء صلاة العيد.

وصمتت بعد ذاك صغيرتي...ونظرت إلى السماء
لحظة ثمّ اخفضت بصرها للأرض وشدت على
أصابع يدها وقالت : هذا هو حجم قلبي وأشارت
لناحية اليسار وقالت لله أقسم اليمين أن
ألبس معطفي وحذائي وشالي وأتزنّرُ بشريط
أسود...وأنطلق من كل أحزاني لأن في أرضنا
أضعاف الحزن الذي اعتراني سأكلل نفسي
بالثقة..وأتبرج بتاج الحريّة...

ومقودي سيكون التفاؤل...وهدفي الوطن الذي
إليه تصبو كل نفس
سأجوب العالم بفكري الحر...ولن أخاف سوى
ربّي باري الكون.

وانطلقتْ كعروس....تحمل في أعمق أعماقها
حلم طفولة طالما راودها...

وقبل اختفائها سمعته ينادي بأعلى الصوت...

أحبّك يا سعاد........ أحبّك يا أصيلة........

بقلم: عدلة شداد خشيبون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى