الأحد ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم عزت الطيري

ياأيها الفرد فى عشقه الفريد

فى المساء الذى لاتريدُ
تجىُْء النوارسُ متخمةً،
بصدى البحرِ،
تنقلُ أخبارَهُ للقصيدةِ،
تهمى القصيدةُ،
مبتلةً بالغناءِ،
وتلقى بأثقالِها، فى يديكَ،
تضوعُ برائحةِ اليودِ،
والصدفاتِ العقيماتِ،
تأتى القناديلُ،
تبحثُ عن زيتِها،
فى الهزيعِ الأخير،
من الويلِ،
تأتى الغزالةُ ممشوقةً،
كالبهاءِ،
وتمشى الهوينى،
على عشبةِ الروحِ،
تنثرُ ِمْسكاً،
وتأتى المها،
والبلابلُ تنشدُ ماضاعَ،
من أغنياتِ السهولِ،
ويأتى النخيلُ،
يردد آياتهِ الليناتِ،
وتأتى المليكةُ،
سلطانةُ الوردِ،
ساحرةً مثل شمسٍ لعوبٍ،
تبثُّ لك الولَعَ الساحلىَّ،
على قابِ تاجيْنِ،
من ذهبٍ ونعاسٍ،
وآسٍ وماسٍ،
ولؤلؤةٍ
أو أقلِّ قليلا وأدنى،
تبوء لها بالمزيدِ
من الشوقِ للنرجسِ المتقطِّرِ
فى جفنها
وتبوح بأوجاعها الملكيةِ،
تضربُ موعدها فى الحديقةِ،
فى ساعةٍ،
ليس فيها سواكَ،
وليس بها غير عطرٍ نما،
فوق مفرقِ أحلامِ ليلٍ طويلٍ،
سيبكى على صدركَ الدمعُ،
يسرقكَ الكحلُ،
يُذْهِلُكَ الزنجبيلُ،
يدغدغكَ الوجدُ،
جيتارهُا يستردُ مقاماتهِ،
من سماواتِ ُزرْقَتِها،
ويداكَ على وَتَرٍ،
ستجودُ الحديقةُ بالمشمشِ المُتَرَنِّحِ،
بالكرنفالِ، بنافلِةِ الموزِ،
بالبرتقالِ العصىِّ
، بترنيمة اللوز،
عند صلاةِ الغصونِ،
وبالعنبِ المشرئِبِّ،
كَسَيْفٍ،
تعطَّشَ للقتلِ،
والظلُّ عانقَ ظلاَّ،
تكسَّرَظلاَّنِ،
سالتْ مياهُ الظلالِ،
وغيمٌ أطلَّ،
ولم يُلْقِ بالاً،
وليلٌ يشنُّ وساوِسَهُ،
فى الفراغِ،
وثَمَّ هديلٌ،
وَبَحَّةُ عاشقةٍ،
ونسيمٌ،
ونهنهةٌ من مكانٍ سحيقٍ،
أنا الجوعُ كُلْنى،
وذُقْ ماتشاءُ،
ولاتقرب الشجرات ِ الحرامَ،
تقولُ المليكةُ والمرأةُ الخيزرانُ،
أطعْ،
ثمَّ قُلْ،
وأنا العطشُ المستبدُّ،
اشربينى،
ولاتتركى قطرةً فى إنائى،
ولاتتركى فى دمائى دماً،
يشتهيهُ الوريدُ
هو الليلُ غلَّقَ أبوابهُ،
والحديقةُ نامتْ،
وما جاء زاجِلُها من بلادٍ،
ليمرح فى قدميهِ البريدُ،
استعدْ قدميكَ،
ورتِّقْ قميصكَ،
ردد طقوس ارتوائكَ،
قمْ،
لاتبحْ،
بالنشيدِ،
 
وبالسرِّ
 
تلك شروطُ المَحَبةِ،
ياأيها الفردُ فى عشقهِ،
والفريدُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى