الأربعاء ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم الشربيني المهندس

اجتهاد..

أغلق التلفاز ..

أزاح المذياع ..

وطوي صفحة الجريدة وهو يتثاءب ..

شعر بغياب الشمس وتذكر أنه لم يصل بعد ..

فرش سجادة الصلاة وتحري القبلة كانت ناحية الشرق .. وأقام الصلاة متوجها ناحية الغرب ..

سلم يمينا ثم يسارا فأصابه الذهول وهو يبحث طويلا عن السجادة

ماراثــون

خنقه حبل السؤال فهرب منه إلي ركن قصي بالغرفة ......

تلاصقت جدران الغرفة وهو يضرب الأخماس والأسداس ويصلي ليرمم الأمل ثقوب يأسه ..

لقد كان شرف الكرامة من خلفه مع موجات حب من أمامه ..

الحائط أمامه وخلف الآخر وبينهما سر ضاق به الصدر.

ابتسامته الخفيفة تفرض الهدوء بالمكان فتتركز نظراته نحوه، وقد هرب لون الحائط من خلفه مع اتساع حدود اليأس ..

تعلو خفقات القلب مع شعاع يتسلل فتنفلت ابتسامة ترتفع مسرعة في اتجاهه، ثم تتباطأ مع صرير الباب وأموج في قلقي ..

كنت أتحسس الأرض العارية بظهري وأتوسد كتابي الوحيد وقد تحجرت مقلتاي تتقبلان الغروب لعل الشروق يتسلل يوما فتتجدد نفحات الأمل ..

تزامن سطوع الضوء مع دبيب الأقدام، فأخذت أنبه حواسي وقد تعملقت الظلال وحاولت تشكيل الألم والأمل من جديد ..

بدأت الحلقة تتشكل من حولي فانكمش ظلي ..

اكتملت الحلقة فغاص جسدي النحيل وحللت رباط حذائي ..

تضيق الحلقة رويدا رويدا فتعقد الدهشة لساني ، ويضيع صراخ كرامتي المبعثرة هباء ..

حاولت النطق ..

عادت الأيدي الغليظة إلي مواقعها فزاد شعوري بالهواء الذي يتلقفني ، والسكون الذي يتربص بي ..

ربما كان الانتقام مع ضباب الكراهية

تتسع الحلقة وابتسامته تطغي علي المكان، وتمسح نظراتي الأرض ..

استطال السكون فهربت من آلامي وسارعت باللحاق بابتسامتي قبل أن تصطدم ببروازه

انطـلاقه

حملته أقدامه المرتعشة خارج البوابة ..

.. كان فارع الطول .. بدا ذابل الوجه حاسر الرأس كليل النظرات وقـد أنهكه الشوق للأحفـاد ..

لم يجد أحدا في انتظاره حتي ابنته ابتسام ..

تسارعت أنفاسه وهمساتهم تقول الكثير عن المال والبنون ..

تراوده الخواطر .. لقد فضل مقابل حريتهم ..

.. إنك لا تدري ماذا أحـدثوا من بعـدك ..؟

..صدقهم لحظة فلعـن الحياة ..

.. وكيف ستعيش الآن ..؟

أدار رأسه وحاولت عيناه تخطي الأكتاف العريضة لذلك الرجل الرابض علي يمين البوابة ،بينما منعته بقوة تكشيرة واضحة من الحارس الآخر..

تشكك في وساوسه برهة فشعر بخيوط الماضي تشده والجدران تناديه .. تراجع ..

نصف استدارة ثم حرك رأسه ببـطء وهو يرفع يده ليداري أشعة الشمس المنطلقة بلا قيـود..أعاد فتح عينيه ليتأكد أنها الشمس التي افتقدها طويلا وقد شعر بتغير رائحة الهواء من حوله..هز رأسه وتابع أشعتها الممتدة وقد ساد السكون..

من خلف نظرات الحراس الفاحصة تسللت نظراته تستكشف المكان، كان العصفور هناك يرفرف بجناحيه فوق البوابة..

حاول إخراج الدهشة..

أرخي يديه فسقطت أشياء كثيرة من بينها..

كتم صفيرا راوده..

حرك شفتيه ولم يسمع همسا..

تجاهل نظرات الحراس، وطرقع أصابعه، وأصاخ السمع عبر الفضاء الرحب ، واستنشق الهواء بقوة..

تابع نبضات القلب، والتقط أنفاسه بسرعة مع حركة الحارس..

أدار ظهره وسري النبض حتي أخمص قدميه، والصق شوقه بخفقات القلب التي تهتف..

.. أنطلق وراء العصفور..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى