الأحد ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم حسن أحمد عمر

الأستاذ سين وحكايته مع التدخين

الأستاذ س رجل محترم وموظف بالحكومة، يعانى من حساسية الصدر ولكن حظه العاسر يوقعه دائماً فى طريق المدخنين الذين لا يرحموه وتدفعهم أنانيتهم القذرة لمواصلة التدخين جواره، يحكى لى عن إحدى رحلاته إلى القاهرة بعد أن أنهى مهمة فى عمله بأحد مراكز محافظة الشرقية بمصر، وسوف أعيد قصته لكم وسأرمز له بالرمز س ولغيره بالرمز ص أو حسب سياق القصة:
 س: لو سمحت أين سيارات الأجرة المتجهة إلى القاهرة؟
 ص: إنها فى ميدان عرابى بالزقازيق
 س: شكراً .. تاكسى .. ميدان عرابى لو سمحت
 السائق: تفضل
 س: لو سمحت السيجارة التى تدخنها تخنقنى لأن عندى حساسية
 السائق: معلهشى أنا لسة مولعها ومش ممكن أطفأها الآن .. هل تريد النزول؟
 س: نعم أريد النزول
 السائق: مع السلامة
 س: يقول لنفسه: سأركب السيرفيس أفضل
 س: يشير بيده للسيرفيس فيتوقف أمامه
 س: ميدان عرابى
 السائق : ماشى
 س: يركب ويجلس جوار شخص يدخن
 س: لو سمحت أنا عندى حساسية ولا أستطيع تحمل سيجارتك
 المدخن: يا أستاذ ابقى خذ تاكسى خصوصى علشان تبعد عن التدخين
 س: ينظر إليه فى تعجب ويقول : لو سمحت أنا أختنق من السجائر
 المدخن: يا أفندى مش عاوزين عكننة على الصبح .. إنتقل إلى كرسى آخر
 س: يقوم ويترك الكرسى ويذهب بعيداً ولا يجد كرسياً خالياً فيضطر للوقوف حتى يصل إلى المحطة التى يريدها .
 س: يسأل سائق البيجوه هل أنت ذاهب إلى القاهرة
 السائق: نعم
 س: هل تسمح بالتدخين فى سيارتك ؟
 السائق: لا طبعاً
 س: اشكرك
تتحرك السيارة وبعد عشر دقائق يشعر س بضيق فى نفسه فينظر فى كل الإتجاهات ليجد أحد الركاب يدخن سيجارة فى السيارة البيجوه التى تحمل سبعة ركاب غير السائق، وحيز الفراغ فيها ضيق جداً، وقد أغلق كل الركاب النوافذ المجاورة لهم لأن الهواء يدخل عليهم بعنف .

 فقال للسائق: الم تقل أنك لا تسمح بالتدخين فى سيارتك؟
 السائق: طبعاً
 س: كيف ذلك ويوجد بالخلف رجل يشعل سيجارة تكاد تخنقنى
 السائق: الأخ الذى يدخن سيجارة لو سمحت تطفأها
 المدخن: ليه هو احنا فى المركز عند المأمور ؟ ماتخلقشى اللى يخلينى أطفىء السيجارة .
 السائق: يوجد فى السيارة شخص عنده حساسية بالصدر ويوجد سيدة معها طفلان
 المدخن: وأنا مالى ، يبقوا يأجروا لهم عربية مخصوص، أما أنا لن أطفىء السيجارة حتى لو انقلبت السما على الأرض .
 س: لو سمحت يا أسطى نزلنى لأننى أكاد أموت
 أحد الركاب للمدخن: يا أخ أطفىء السيجارة طالما هناك من يتضرر منها
 المدخن: وانت أيش أخششك يا افندى؟ خليك فى حالك
 يرد الراكب: يعنى ايه خليك فى حالك؟ خلى عندك زوق بنقول لك واحد عيان وفيه أطفال ، هو مفيش إحساس؟
 المدخن: أنت بتشتمنى يا تافه يا عديم الكرامة ..
السائق يوقف السيارة
وينزل الركاب وتحدث مشادة كلامية وشتائم ، ويقتنص س الفرصة لكى يتنفس ويكح خارج السيارة ثم يقول للمدخن : يعنى هو من الأخلاق انك تدخن فى السيارة ؟
 المدخن: أنا أخلاقى أحسن من أخلاقك وأنا أحسن منك
 س: يقول للسائق لن أستطيع مواصلة الطريق معك
 السائق: كيف ذلك ؟ أنت ركبت معى من المحطة ومحسوب على العربية راكب يعنى لو عاوز تنزل تدفع الأجرة
 س: أدفع الأجرة ازاى وانت ما وصلتنيش ، وما أقدرشى أركب فى سيارة فيها مدخنين وقد اشترطت عليك فى المحطة وأنت أكدت لى أنك لا تسمح بالتدخين فى سيارتك.
 السائق: أنا مليش حكم على الركاب
 س : وأنا مش حركب إلا إذا تعهدت لى بعدم السماح لأحد بالتدخين .
 السائق: ما رأيكم ياجماعة؟
 أحد الركاب: بصراحة السيد س عنده حق ولا يصح لأحد التدخين فى وسائل المواصلات لأنه يلوث الجو ويزيد المريض مرضاً.
 السائق: خلاص اركب يا استاذ ولك على محدش حيدخن تانى .

وصلت السيارة القاهرة، ونزل س عند محطة مترو الأنفاق، ووجد محطة المترو نظيفة جداً، ولا أحد يدخن، فتعجب جداً وشعر أنه فى دولة أخرى ومع شعب آخر، وتساءل لماذا لا يتحلى الناس خارج المترو بنفس الأخلاق، ومن شدة ذهوله كان يتساءل بصوت مرتفع، فرد عليه رجل يقف إلى جواره - قائلاً: لأن هنا غرامة عشرة جنيهات يدفعها المدخن فوراً وكذلك الذى يرمى زبالة أو غيره يدفعها أيضاً
 س: يعنى الناس خايفة من الغرامة ؟
 ألمحاور: طبعاً
 س: يعنى مش حكاية أخلاق ؟
 المحاور: أخلاق ايه يا استاذ ، طيب ما هم هؤلاء الأشخاص لما يطلعوا خارج المترو بيدخنوا فى كل حتة وبيرموا زبالتهم فى اى مكان !!!
 س: وما الحل ؟
 المحاور: لا يوجد حل سوى قوانين صارمة وغرامات كبيرة ولوائح يتم تطبيقها على الأقوياء والأغنياء قبل الضعفاء والفقراء .
 س: متى يتم تقنين ذلك ؟
 المحاور: يمكن قبل يوم القيامة بساعتين .. ههههههههه سلام لأن المترو وصل
 س: سلام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى