الأحد ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم رافع رشيد أبو رحمة

أوهان

ثُلثُ المدينة على قلبي،
وكُلُّ قلبي
على حجرْ.
وارَتْ هزيمتي...
انتصرَتْ بي عَليَّ
وسَوَّتني بخفايا الحقيقةِ والضّجَرْ.
نأَتْ بأحلامي،
وأوهامي...
طَارَتْ بي حيثُ الغِيابْ
فكنتُ الأبيضَ الجّامحْ،
وسَّوادٌ كاملٌ واضحْ.
نَزَعتني منّي، إِليَّ
وأَخَذَتني _ جميعاً_
كحباتِ المطرْ.
ثُلثُ المدينة على قلبي،
وكُلُّ قلبي؛
على حجرْ.
عَروبٌ
لا أرى سوى "بِلْعيْنَ" فيها.
كجاريةٍ أَلِفتْ عِداءَ ضُرَّتِها،
واكتَفَتْ، بكونها لِي
" يوتوبيا" القدرْ.
أُعانِقُها،
فيفقدُ شوقي ظِلَّهُ خَجَلاً...
ما أحلى كُسوفَ القمرْ؟
ثُلثُ المدينة على قلبي،
وكُلُّ قلبي
على حجرْ.
أُصابُ بنزوةِ العاصمة،
فتُعلِنُ
انتحاراً موسمياً
لأوراقِ الشجرْ.
تُوتِّرُني، وبصوتها أَهدأْ.
تُسقِمُني، وبمائها أَبرأْ.
تَعشقُ انتظاري،
وتَغفِرُ للعيشِ انكساري؛
بِأَنْ أَقرأْ،
فَعِدَّةٌ من أيامٍ أُخرْ.
ثُلثُ المدينة على قلبي،
وكُلُّ قلبي
على حجرْ.
كُلَّما حَدثتُها عن رَحيلٍ
أَغرتني
بأَترابها والذّكرياتْ، وبَكَتْ
فَأَشهدُ
_ ما لم يَشهده بَشرْ _
مِنْ سِرّ الكائناتْ
ويَصيرُ بوسعي
_دائماً_
أن أعيدَ النَظرْ...
ثُلثُ المدينة على قلبي
وقلبي
كُلَّهُ؛
يِغفو على حَجَرْ !!!
 
 [1]

[1أوهان: مدينة في وسط الصين، كانت مرشحة لتكون عاصمة الجمهورية بحكم موقعها الجغرافي، ولكنها علمت بحدس الشوق بأني أكره العواصم، فآثرت الخروج عن تعاليم بوذا ومخالفة تقاليد الغياب، وانشغلت في إعداد نفسها كعاشقة زاهدة لا تملّ الانتظار لترتق قلبي المثقوب ببلدتي المحتلة (بلعين ) واحتضنتي منذ عام 2001، وبكت وأبكتني كلما تحدثنا عن الرحيل...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى