الثلاثاء ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم عزيز العرباوي

النفاق المشروع عند صاحب العصمة

هؤلاء نسائي وعبيدي...
أريدك أن تختاري منهم من يؤم صلاتي.
وحاشيتي...
وعبيدي...
ومن يكتب رسالاتي.
أريدك أن تهتمي بي وبأكلي وبشؤوني...
فأنت منذ الآن ...
رئيسة الخدم في قصري،
وسيدة الوصيفات والجواري،
فهل تليقين بي؟
وهل تليقين بالمهمات التي وكلتك بها وتطبقين أمري؟
في قصري لا أريد الجاهلين من عبادي
ولا أريد الخائفين من معركة الشرف التي قدتهم إليها،
ولا أريد النساخين محررين ،
فتقييدهم أفضل ...
وتكبيلهم بالديون أضمن ...
من يريد مائة امنحوه ألفا
من يريد ألفا امنحوه ألف ألف
من يريد حليبا امنحوه بقرة،
من يريد أن يركب امنحوه حصانا،
فالنقل والأكل والشرب عندي للجميع،
والكل عندي سواسية...
قائد الحرس والفلاح والنجار والصانع والتاجر،
وكاتب الرسائل والنساخ والمعلم والنائم والساهر،
من شاء أن يخرج عني فله ذلك
ومن شاء أن يرحل عني فله ذلك
سأصنع لقصري سياجا من ذهب،
ولنفقي دربا...
وأعيد للناس ألقابهم وأسماءهم في البطاقات
وللنساء طلاءهن ومساحيقهن من خزائني
وأعود إلى الحياة معهم من جديد.
ونركب قطار الحرية معا إلى بر الأمان ...
فسيري يا امرأة في خدمتي ..
وحافظي على صحتي وعافيتي ...
وعلى شهرتي في التاريخ،
سأعيدك إلى مجد الطفولة الغابر
فتبا لما صنعت يدي بك وبأهلك
فقد كنت أكره الفقراء والجائعين، والخائفين،
والخارجين عني، وعن حكمي..
أما الآن:
فالحب سيج عقلي وتفكيري..
وأملى علي أن أصبح أهلا لك ولشعبي
فلا تشريد ولا تهديد ولا عذاب ولا عقاب،
من مات قد مات
فالله غفور رحيم،
لي ولأمثالي من طغاة هذا الزمن القصير
من يريد الحب أمنحه
ومن يريد الرحمة أرحمه
ومن يريد أن يخرج عن تعليقاتي وسياساتي فليذهب.
ومن يبقى أقبله،
فالأرض للجميع من شعبي
للفقراء والضعفاء،
للصوص والعشاق،
للمجرمين والأبرياء.
لا فرق بين غني وفقير إلا بالمنصب الذي أوليه،
ولا بين فتاة وعجوز إلا بإنجابها لطفل من صلبي،
فمن أراد أن يهديني ابنته جارية أقربه،
ومن أحب ابنتي الأميرة أقتله،
فحرمة القصر حرام على الجميع،
وحديثه ممنوع على الجميع،
وتاريخه ممنوع على الجميع،
وإلا أطلقت سراح كلاب القصر ...
لتنهش أجساد العبيد وألحرار ...
وأجساد المصلين ... !!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى