الجمعة ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
هواجس الألم
بقلم: أحمد مانع الركابي
تلمعُ في هواجِسِ ذاكرتي أضواءُ مرايا وجهكِ الفضيوأنتِ بينَ حقولِ النشوةِتعصرينَ بوحَ الزهوروتترنمين..........فيردّد الصباحُ أنفاسكِ المفعمهبزقزقاتِ العصافيركأنّها قيثارٌ يوغِلُ في المشاعرِصور الحياة المترامية الأطرافخلفَ بوابةِ الصمتِ المحيرقد أكتنزُ الأفكارَ الكثيرهمثلما تكتنزُ الغيومُ المطرقد تشبعُ أفكاري نهمَ الصحراءِ الضامئةوتسائلاتِ الزمنِالعابرِ خلفَ المجهولولكنّها لا تشبعُ ليلَ عيونكِ الحالمِ بالأضواءأتعلمينَ لماذا....؟لأنَّ أضواءَ عينيكِ مزيجٌ من ثمالةِ طفولةٍساخرهونرجسيهٍ تسبحُ في بحرٍ من الخيالاتِ المتعاليهوالتي لا تمتُ الى الواقِعِ بصلهتثيرني أحياناًتمتماتُ الرياح وهي تسرحُ في هجيرِ أناتِ الحرمانفتسيرُ بي قوافِلُ الأرقِ القديمالى صورٍ أكتنزُ فيها وجهَ أبيوهو يعالجُ الهمومَ بالصبروينثرُ أمطارَ الحديثِ في يبابِ وجوهِ البائسينلقد كانَ مدينةً تنكسرُ على أسوارها الويةُ اليأسويتقهقرُ عندها الخوفلقد كانَ أبي صفحةًفي معجمِ وطنٍ تسربلت بينَ أضلاعهِهواجسُ الألموأنفقَ الفقرُ فيهِ أوجاعهُحتى أسرفَ في الإنفاقيحملني أحياناً طائرُ مخيلتينحو نوافذٍ تشتجرُ فيها رعودُ الصبرفتسفرُ عن شجرةِ الوجَعِ الأولوهي تنثرُ أوراقَ بؤسها في وجهِ أحلاميالسابحةُ في فضاءٍ أزرقوأرضٍ خضراءيرسمُ فيها ضبابُ الخيالأطياف حسن الشاطرفقد إحتلت سواحِلُ سكينتيآهاتُ أزمنةٍ لعقت نزفَ البرائاتوأستعذِبت أناتِ الأماني الطافيةِ على فيضِ الخواطروبقيتُ ردحاً تغمرنيأمواجُ نزفِ الوطن الموثقِ بحبالِ الخوفِوالمصلوبِ على أعوادِ التجبرحتى رأيتُ أضواءَ سفينتكِ الباهرهمثلَ قمرٍ يشقُ أمواجَ الليلِ الهادءويعبرُ محيطَ الصمتِ الزاخِرِ بالهواجسفتبتلُ مرافئ الحبّ بندى الرجوعتعالي.......أغنيةً تتراقصُ فيها الأسماءوتنفلتُ فيها الأوزانُ من أسرِ القيودتعالي بشائرٌ تمرُّ على السنابلفتنحني لها إجلالاًلخطى العائدينَ من تيهِ المحالتعالي.........فأنتِ نجمُ الأملالساطِعُ في أفقِ الحالمين
بقلم: أحمد مانع الركابي