الخميس ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨

عشر قصص قصيرة جدا

بقلم: محمد شوكت الملط

مصافحة

صدمة عصبية أصابت المحامى " تحت التمرين "...على شاشة التلفاز رأى مشهدا عجيبا... شيخ الأزهر يستقبل الرئيس الإسرائيلى استقبال الفاتحين...يصافحه بكلتا يديه... يتحدث معه وكأنه صديق عمره...يستمتع بالنظر إلى وجهه الكئيب... صرخ الشاب صرخة هستيرية...سالت الدموع على خديه... التقط هاتفه المحمول... بسرعة طلب رقم أستاذه...سأله مباشرة عن مدى إمكانية رفع دعوى قضائية لتغيير اسم مدينة "طنطا" المصرية...فرد عليه الأستاذ دون تردد....بل يمكننا رفع دعوى لتغيير الإسم الآخر.

الحمامة والبيض

اقتحموا الدار....لم يجدوا فيها إنسانا... لم يعثرالجنود على المقاوم المقصود...فتشوا كل الحجرات بدقة... حطموا كل مافيها من أشياء صغيرة وكبيرة...دخلوا الحظيرة الضيقة... جميعهم دققوا النظر... لم يروا إلا حمامة ترقد على ثلاث بيضات...شاركوا بعُصيهم فى تهشيم البيض... حطموا معا رأس الحمامة....ولما أيقنوا أنهم أجهزوا على كل ما فى الدار...خرجوا... تعانقوا...فرحوا...تبادلوا معا كؤوس الخمر...رقصوا كلهم فى الشارع...لأنهم انتصروا على الحمامة والبيض.

صحيفة عربية

أخبرهم أحد العملاء بأن الفدائى الآن يصلى فى المسجد...وربما بعد بضع دقائق ينطلق إلى المجهول... وهذه فرصة قلما تتكرر... وبمجرد أن خرج الفدائى من المسجد حلقت طائرة مسعورة... أطلقت عليه ثلاثة صواريخ خائنة... لم يبقَ من جثته الا قطع لحم صغيرة التصقت معظمها بأسفلت الطريق... لملموها...جمعوها على جانب الطريق... لم يستطيعوا أن يغطوها الا بورق جريدة عربية يومية... ملئية بتصريحات الزعماء العرب التى تدين وتشجب وتندد بالهجمات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين.

سماح

فى مؤتره الصحفى ارتفع صوت الزعيم الهُمام قائلا... إننا لن نستطيع الصمت على هذه الممارسات الوحشية التى تقع على الفلسطينيين... سنرسل لهم الملابس والأغطية... سنمدهم بالأطعمة والأدوية... والوقود والغاز... سنبعث لهم بالمستشفيات المجهزة والأطباء المهرة...و.....و... اذا سمحت لنا إسرائيل بذلك.

فى المستشفى

فى إحدى غرف المستشفى من الجهة الغربية يرقد الفدائى الذى أُصيب إصابات بالغة... حالته خطرة.... إنه يحتضر... قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة... فى غرفة أخرى من الجهة الشرقية... فى المستشفى ذاتها ترقد زوجته... جاءها المخاض... يولد طفل.... يصرخ الطفل صرخات عديدة... لم يفهم أحد لماذا يصرخ ؟.... حزنا.... على فراق أبيه الذى لم يره ؟.... أم فرحا...لأنهم سموه... أحمد ياسين ؟!!!

مع العَشرة

لأنه تظاهر لنصرة الفلسطينيين فى غزة...حبسوه...وقبل أن يُكمل مدة الحبس القانونية...أصدروا له أمر إعتقال...، فى الزنزانة القذرة....المساحة ضيقة... الرائحة كريهة... وجد عشرة أفراد...ثلاثة من عبدة الشيطان...وثلاثة سرقوا بنكا...واثنين حرقا منزلا...وشابا ضرب أباه...وعاشرهم يتاجر فى " البانجو"..... وبعد مرور شهر لم يبقَ فى الزنزانة سواه...فقد خرجوا جميعا...أما هو لم ينسوا أن يُخرجوه.... ولكن بعد ستة أشهر.

رسالة

من داخل أحد السجون الإسرائيلية...أرسل أسير فلسطينى رسالة إلى زوجته وأولاده فى غزة...جاء فيها:......لاتحزنوا....فنحن فى الهم سواء....نحن الأسرى هنا فى سجن صغير...أما أنتم ففى سجن كبير... نُعَذب....نجوع...نعطش....نعانى كما تعانون... ولكن الأمر مختلف...سجاننا يهودى...أما أنتم فسجانكم من بنى جَلدتكم.

مشاهد

لم يتأثر مما رآه على شاشة التلفاز... مشاهد هائلة.... آثار غارة إسرائيلية وقعت على مدينة غزة......... منازل منهارة...أسر مشردة...نساء يبكين..يستغثن بأبناء العروبة والإسلام....لم تهتز له شعرة لما رآه من أشلاء مبعثرة... والأعداد الغفيرة من المصابين يُحملون إلى سيارة الإسعاف.... لم يلفت نظره الا موديل هذه السيارة الحديث.

مؤتمر

تكررت الغارات الإسرائيلية على الحدود.... لم يحرك المسئولون ساكنا... المرة تلو المرة..... وبعد الغارة الأخيرة استدعى المسئول الكبير مندوبى الصحف العالمية... لحضور مؤتمره الصحفى المهم....إنتفخت أوداجه... إكفهر وجهه...علا صوته..إرتفعت حرارته...ثم صرح قائلا:.... إننا نشجب وندين الغارات الإسرائيلية الوحشية....على قطاع غزة.

شجرة التوت

وسط الخراب الهائل....بين أنقاض المبانى المُهدَمة...كانت الشمس حارقة... فى ظل شجرة توت....جلست مع صغيريها وفى يدها كتاب.... كانت تقرأ عليهما بصوت جهورى:.... صبر...ثبات...مقاومة... نصر...شهادة...جنة.

بقلم: محمد شوكت الملط

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى