الأحد ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٢

عراقية تنجب اغرب توامين سياميين في العالم

تعيش العراقية مي كريم (18 عاماً)، محنة قاسية مع زوجها أحمد غازي رشود (27 عاماً)، وذلك بعد أن وضعت توأمين سياميين ملتصقين بمنطقة الحوض. وهي حالة نادرة جداً، اعتبرت الأولى من نوعها في العراق.

تقول مي وهي تسرد قصة وضعها للتوأمين:

"خلال مدة الحمل لم تواجهني أية مشاكل، وكانت حالتي الصحية على ما يرام. لكن في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، وبينما كنت في زيارة أهلي، واجهتني آلام المخاض، فسارعت والدتي وزوجي لطلب قابلة، وبعد أن أنجبت توأمين، ذكرين، استسلمت لنشوة فرح غامرة، ولم أكن أعرف أن المحيطين بي أخفوا عني الطفلين حتى لا أصاب بصدمة".

وتضيف قائلة: "كنت أرى في عيني زوجي سرا أخفاه عني، فقد كان يطلب مني أن أضع الحليب في قنينتين لايصالهما للتوأمين، وأثناء إصابتي بحمى النفاس، توقف عن ذلك واستعان بحليب الأطفال.

بعد إلحاحي الشديد لزيارة المستشفى ورؤية التوأمين كان زوجي يحدثني بأمور لم أكن أعرف معناها، وطلب مني أن أكون شجاعة وصبورة، وأرضى بقضاء الله لأن صحة التوأمين ليست على ما يرام.

وفي المستشفى سمعت من يتحدث عن توأمين متلاصقين، فانتابني إحساس غريب بأن الأمر يتعلق بإبنيّ، فتسارعت خطواتي ولهفتي للوصول الى حيث يرقدان، وقبل أن أقترب منهما، شاهدت جمهرة من الناس تستطلع الأمر، وعندما رأيتهما فقدت الوعي، ولم أكن أصدق إطلاقاً أن توأمي بهذه الصورة. عندما أفقت من الغيبوبة أجهشت بالبكاء ولم تنفع توسلات زوجي وذويه بالتوقف عن ذلك.

لقد كان الأمر بالنسبة لي صدمة كبيرة شلّت قواي وجعلتني أفكر في الهروب الى المجهول، إلا أن مشاعر الأمومة وصراخ الطفلين غير المنقطع حفزاني لأكون أماً قادرة علىتجاوز المحنة، على الرغم من قساوتها. بعد ذلك عرفت أن زوجي لم يختر لهما اسمين، وسمعت من يناديه بأبي حسين، وعندما استفسرتت عن ذلك اكتشفت بأن العاملين في المستشفى أطلقوا اسم حسن وحسين على التوأمين.

أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتني، فقد كانت بغية التمييز بين حسن وحسين. فالاثنان متشابهان في كل شيء، ومن الصعب على المرء أن يفرق بينهما مما اضطرنا الى أن نضع علامتين مختلفتين على كل واحد منهما لكي نعرف من هو حسن ومن هو حسين، وفعلنا الشيء نفسه في قنينات الرضاعة.

لقد كشفت الفحوصات الطبية التي أجريت لهما عن صعوبة إجراء عملية في العراق، بالإضافة الى أنهما ليسا في حالة صحية تؤهلهما لإجراء عملية تستغرق عشر ساعات. لذلك لم يكن أمامنا سوى نقل التوأمين الى منزلنا، وهناك كانت لنا جولة أخرى من المتاعب. فالاثنان لا ينامان في وقت واحد، وما أن يستغرق أحدهما بالنوم حتى يوقظه الآخر برفسة من قدميه، وطوال شهر كامل أصبح همنا منحصراً في المراقبة الشديدة لهما، ومحاولة تنويم الطفلين في وقت واحد. وهذا ما جعلني دائمة السهر لمراقبتهما، وقد جندت لذلك زوجي وأمه، وفي بعض الأحيان أستعين بآخرين. خصوصاً حينما يتعالى الصراخ ويتجاوز حدود المنزل.

لقد ولد التوأمان مختونين، وقلب أحدهما في جهة اليسار والآخر في اليمين، وقد خيرني الأطباء بأن اختار أحدهما، في إشارة منهم الى إمكانية إجراء عملية جراحية لإنقاذ واحد منهما وموت الآخر، فقلت لهم أريد الاثنين معاً، لأنني تعودت عليهما ولا أستطيع فرق أحد منهما، لكنني أتألم كثيراً. خصوصاً أن صراخهما المتواصل ناتج عن صعوبة حالتهما الصحية. لذلك فإن كل أملي الآن هو إجراء العملية الحراحية في القريب العاجل ليكون حسن وحسين أول توأمين عراقيين متلاصقين ينفصلان ليضعا حداً لمعاناتنا".

عن سيدتي


مشاركة منتدى

  • اشكر الاخت على وفائها لابنيها ومن هنا يجدر بي ان اقول لها ان ما حصل ما هو الا هبة وعطاء من عندالله فهو وحده من يملك القدرة على العطاء والمنع كيف ومتي واين؟ لدا فاحتسبي امرك لله لعل بهما تكمن سعادتك وزوجك، لا تنسي اختي انكما مرابطان بارضكم مدافعون عنها.

    • اشكر الاخت على وفائها لابنيها ومن هنا يجدر بي ان اقول لها ان ما حصل ما هو الا هبة وعطاء من عندالله فهو وحده من يملك القدرة على العطاء والمنع كيف ومتي واين؟ لدا فاحتسبي امرك لله لعل بهما تكمن سعادتك وزوجك، لا تنسي اختي انكما مرابطان بارضكم مدافعون عنها.

      holi

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى