الخميس ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
الرّحمة لل(بابّي)
بقلم: حبيب فارس
جَرْوكِ سيدتي كان فاتناًيخلبُ الألبابْ،وأنت تعرفين كم أحببتهوكم أثـّر بي.قبله كنت أخشى الكلابْ،كانت تعني لي العضّ والنّباحْ،سحبي من حذائي المهترىءومقاسمتي عنوة ً،زادي إلى المدرسة ْ.معه فهمت أنّالجوع في بلادي المهجورةكان السببْ،ضآلة الرّفق بالحيوانفي وطني الأمّكانت السببْ،وأنّ الكلب قد يكونأرقّ وأوفى من الإنسانْ*****اليوم أفتقدُ معكِ ال(بابّي)،أتحسّر على جَرْيه في الحدائقوراء الطابة والصحن الطائر،أتذكّر رفقه بالعصافير والأطفالْ*****جَرْوكِ سيّدتيكان رائعاً،إنّي أكبر حزنك عليهوألعن السائق الذي لم يمهله المرورعند الإشارة الضوئيّة ْ.لكنّ عزاؤنا أن ال(بابّ)لم يمت على قارعة الطريق،وأنّ المسعفين قاموا بواجباتهمعلى أكمل وجه،وأنّه توفي فوق سرير نظيفٍ ومريحْ،وأنّ الوفاة لم تكن بسبب نقص الأطبّاء،ولا البنج ولا المصل ولا الدّماء،لا المختبر، لا الأعضاء الحيويّة،لا الطعام لا الماء ولا الكهرباءْ.وعزاؤنا أن السائق اللاّمباليحُوكِم ونال الجزاء ْ.وعزاؤنا أنّ شبكةمن المستشارين النفسيين الأكفـّاءوالأحبّة والأصدقاء،تحوطك بفائق العناية،والصحافة لم تقصّر في تغطية الأنباء،ولم يبخل المشاهدون والمستمعون والقرّاءفي تقديم الزهوروبطاقات التعاطف والعزاءْ******اسمحي لي سيّدتيأن أترحّم على روح ال(بابّ)واسمحي لي أن أجلّ فيكِنبلَ المشاعر ِوروح الوفاءْ.الرّحمة لهولك من بعدهطول البقاءْحبيب فارس- أستراليا-
بقلم: حبيب فارس