الجمعة ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم
البكاء في حضرة الصليب
يا صديقيلم هذا النحيب؟في وجه الصليب....وهذا الجار بالجنبوهذا الأخ القريب...ألا يستحق عطفا،ومودة،ومصافحة،وعناق العائد الغريب..يا صديقيالزرع ضاع.والسيل فاع.والعرض ماع.وجبن العسكر في القلاع.فتراجعوا إلى البقاع.فلم هذا النحيب؟في وجه الصليب...ألا تفهم؟لماذا عند الغرب تذهب؟وشمسنا لم تعد تغرب؟ولحننا لم يعد يطرب..ودمنا منذ عهد المسيح،لا يصلح أن يصلب..وحده الموت فيناأصبح يسلب..يا صديقيكن كما كنت من قبلللشر منوعاوللغرب دفوعافلا تحسب بشرب النفطيصبح الوحش قنوعاولا تحسب بعد ذهابه،وأفوله،وغيابه الدائم،لا يستطيع رجوعافغباء منك يا صديقيأن تظن بالسوء صنيعافلم هذا النحيب؟في وجه الصليبوتعرف أن الموت قريب..وأن الجميلأن تطلب الشقيق والحبيب..فكفاك حقداوابدأ من المنبعوادفعبالتي هي أحسنللجبن العربي ارفعلبيع الحريم والأطفال،لصكوك الغفران امنععل شمسنا الجامدة في منتصف السماء،تنهض وتسطعونفطنا الذي نموت به،يعود إلينا،فنبيد الشبح والمدفعيا صديقيكم من الوقت يلزم؟لكي تعي وتفهم...أن الماء من صمتنا،ولحننا الماجن،وغنائنا الطاعن،من ريقنا الكلبي يسأم..وأن الله في بيوتنا،بارد لا يرحم..شارد حلمناخافت صوتناعاجي فهمناصنمي عقلنا لا يعلم..فلم هذا النحيب؟ في وجه الصليب..سلام على رجال كانواأكثر خضرة يا زمان.ساموا الروم الذل والهوان.والفرس داسوهم،بحوافر الخيول،أبرويز وأنو شروان.حاذر يا صديقيأن تتغابىأو تنحنيأن تتعامىأو تعيد سيرة النعمان.فيرميك الوحش في وكرتقضم شفتيك الفئران.وتدوس الفيلة جسمكدون رحمة أو غفران.أو تقول شعر بن عدي أو النابغةفينفيك أخوكفي صحراء الغربة والهوان.وحده العز العربيينقذنا يا صديقيمن التوسل والاستعطافوتسول الحداثة المفبركةفي مصانع الدجال...حريتهم سينيما...وحداثتهم سينيما...من واشنطن، إلى مدريد،إلى باريس، إلى باليما..من روما النفاق،إلى موسكو البروليتاريا،إلى برلين النازية،إلى تل أبيب، إلى ليما...وحده الموت فينا،يعيد ما صنعناه قديما...وحده الموت فينا،يبعث من جديد عظيما...!!