الأحد ١ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عمر سعدي

اللحـنُ يأتـي أولاً- إلى غزة

هُنَالِكَ في المدى سُحُبٌ
وفي الأرضِ دمار وظلام
لا تُبالي مِن سقوطِ الروحِ
ولا تُغطي وجهَكَ المبلولِ بالدمِّ
فلا تنسى بأن تهزَّ الأرضَ بساعديكَ وتستريح!
عبثاً يفكِّرونَ بأنَّ وجهَكَ واحدٌ
وهزيعُ صرختَكَّ المدويّ في الصخورُ لينقُشَ الكلماتِ
يغيرُ التاريخَ صدرُكَ والشظايا والرُكام
الليلُ يسحقُ مَن يُحاولُ مسحَهُ
فيظلُّ منسياً يواريهِ الظلام...
غــــزَّة... نشيدُ الصبرِ في معزوفةِ التكوينِ
اسمٌ لتاريخٍ يُغيِّر وجهَنا العربي
ويمنحُنا السلامةَ من عروبتنا
ويمنحنا السلام...
غــزّة... مُباركَةٌ كأيّةِ آيــةٍ في الأرض
تختصِر الفضائِلَ والتفاضل والفضول
فتفضَّلي يا أختنا مُري ليقتات اليَمام
وامشي على مهلٍ ليستلقي الحُطام على الحُطام
وأنا نشيدُكِ لا أبالي حينُ يَسقُط قلبُكِ الباكي
والدُنيا نِيام...
يا أطفـال غزَّة شَمسُ حاضِرنا
وميضُ الذكرياتِ يُعيد الشرق
محمولاً على النعشِ المُسطحِ في الزوايا
يختفي قِطعاً من القصدير ينهشها الصدأ مثل الحديد
وعيون خادِمنا المُبجَّل يحرسُ مجدهُ في فجرِ قادمِهِ الجديد
والعهدُ كأيَّةِ فِكرةٍ كُتبَت على الأشلاء تبحثُ عن مزيد
والعـيدُ يبدأ مِن سمائكِ غزَّةً
أنتِ الشهيدةُ والوحـيدةُ والطريدةُ يا بِنتَ هارونِ الرشيد
والناسُ من خلفِ المرايا ينظرونَ وينظرونَ
غزّة تُخلِّفُ إذ تُبدِّلُ ثوبها ألف شهيد
بالصبرِ والعزَّة والحبُّ تولدُ من جديد...
بينَ الركامِ تمزَّقت طلقَاتُها ردماً لتسحقَ كبرياء الغاضبين
شظيَّة لحقت شظايا وقضايا لحقت قضايا الغاصبين
فلتُمطِري غضباً وعاصفَةً ... وصحراءً هُنا وهناك
ولتَصرخي يا غزَّة السمراء"باسم الله"يسمَعُكِ أمير المؤمنين
فيهُزُّ في أعماقِهِ شغفٌ إلى لُقياكِ ثُمَّ يجمَعُ جندهُ
ليلوحَ في الأفقِ الحزين... نصراً جميلاً ومبين...
يا غزَّةَ العذراءَ لا تُمطري حُزناً
لهـذا الجذعِ جذرٌ يضربُ الأعماقَ ضرباً
لا يخـافُ تمرُّد الأغصانِ في الأفقِ رويداً
إن حفتهُ الريحُ كي ترميهِ أرضاً
دقَّ في الأعماقِ خِنجَرهُ ليشُدَّ شداً
حتَّى إذا سئمَ الزمانُ وزادَ حِملاً
ظنَّ أنَّ بغزَّة السمراءِ ...
مِن كُلِ ذرَّة تُربةٍ سيولدُ طفلاً...
غطَّوا السمـاء بثـوبٍ مِن دخان...
هـزّوكِ واغتصبوكِ وانتزعوا السكينَـة والأمان...
جرحـوكِ واعتـذروا... ليختصـِروا تحاريبَ الزمان
الأرضُ تَـدمَعُ ثُم ترمي خدَّهـا في الظلِّ بحثاً عن مكـان
يَحمـي كرامَتَهـا...
فلا عـادَ الأميرُ يـرى... ولا السُلطان!!
بالصمتِ تلتئمُ الجراحُ
أرأيتَ حينَ نظرتَ لهـا عُيونك فاغراً فمها
وتنتظـر الصباح؟!
أرأيتَ بحـاراً يُناجـي صمتَك الساري
ويرميكَ بمحـرابِ الصلاح...
كسروا الصواري في صميمِ البحرِ واتَّهموا الرياح...
يا غزّةً في البـال يَذكرُكِ الجميعُ هُنـا
ألبحرُ يفقـدُ حُسنـهُ متوسلاً...
والأرضُ تـبكـي مِن بعـيد...
قـومي مـن الضوضاءِ وانتفضي لنـولدَ مِن جديـد...
فاللحـنُ يأتـي أولاً (قـبلَ النشيد)...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى