الأحد ٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم صلاح عليوة

الإبحار إلى جزيرة الكنز

1
والآن تحت الليلِ
نهوي بالسياطِ
على ظهورِ خيولنا
وأمامنا في الأفقِ
طيفُ جزيرةِ الكنزِ الأخيرةِ
أوجهُ الأجراءِ
عبرَ قرى التلالِ
تحوطنا
ويمدُ قائدُنا يداً
نحوالشمالِ
مردداً :
بعد اجتيازِ الشاطئين
سندركُ المرسى..
هناك..
البردُ يعصفُ بالضلوعِ
وحولنا أيدٍ ملوُّحةٌ...
وراء التلِ أصواتٌ
لزوجاتٍ
تركنَ القِدرَ فوق النارِ
كي يغفوالصغارُ
 
2
على ثرى الآمالِ
نمضي
فوقنا عبرتْ شموسٌ
بعد أخرى
والرياحُ عصيةٌ
عند الغروبِ
تنام في خشبِ القواربِ
في المساء نمر
من أحزاننا
وسرورنا...
من يأسنا
ورجائنا
عبر الهواء المستريبِ
نمرّ مثل الجوعِ
والأسرى
وأحزانِ الجنودِ
 
3
هناك..
بين معاولي..
خمدت على الكثبانِ
أنفاسُ ابن عمي
تاركا - عبثاً- وصاياهُ
وأطفالاً يمرونَ خفافاً
في منامي
مثل فئرانٍ الحقولِ
"سيندرُ الناجونَ عند السفحِ"
أخبرنا الدليلُ
وغابَ في الأصداءِ
والماءُ الفقيرُ يحوطنا
وملامحُ الذهبِ الوضيئةِ
لا تلوحُ
أكُفنا – محمومةً - تهوي
على رملِ الشطوطِ
 
4
يمر فوقَ حياتنا الصفراءِ
غيمٌ متعبٌ
ويمر يومٌ بعد يومٍ
والشحوبُ يطلّ
ملءَ وجوهنا
والقائدُ المملوءُ بالأحلامِ
والصرخاتِ
يدفعنا..
لنحفرَ حفرةً أخرى..
لنقطعَ سروةً أخرى..
نخوضَ بحيرةً أخرى
وننتظرَ الثراءَ
على خطي فجرٍ جديدٍ
والضياءُ يمر مهزوماً
إلى قبرِ الضياءِ...
 
5
الآن نيأسُ
مثل أمنيةٍ..
وأصواتٌ مهشمةٌ
من الأحلامِ
تتبعنا
وأطفالٌ وراء التلِ
هبَّ بكاؤهم
والذكرياتُ عذابنا...
خطواتنا في الليلِ
تخذلنا
ونهوي
قبل أن نصلَ الديارْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى