الأحد ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم محمد حسام الدين العوادي

نكبة القطط في مملكة الكلاب

لا تعجَبَنْ من زوال القوْم اذ سقطوا ولتنضُرَنْ كيف صارت حالـُها القطط ُ
كَلْبٌ عَلى قطِّ سامي ثار سادَ على كلاب أهـل سمرقـنــدٍ فـلا قــطـط ُ
فئرانُ تسعى و أحياء ً تجوبُ فلا تلقى سيوفـا لتردَعْـها فلا سُـلَـط ُ
قطعانُ هرّ المنازلِ منه قد خرَجـتْ تنجو بجلدٍ وفـرّت حينها القـِطَـط ُ
رابطت في الحيِّ حيران الفؤاد وإذ قالت وفيها جماعاتٌ بها سَخَط ُ
كنّا بخير فلا جَوْعَى البـطـونِ ولا نخاف ضَيْرا فلا قيظ ٌ ولا قنَط ُ
والله هذا لسَــــفّـــاحٌ لــهُ كَــلَـبٌ أفتونِ ما الفعل إن كانت لكم خِطط ُ
أقبح به من كُـلَيْبٍ مُجْرمٍ ودَنِيْ اليوم َ حُزن ٌ وكــنا أمـــس نــغتبط ُ
يــا أمّة الهرّ عندي بالحشا ألم ُ يا ويحَ قلبي و جسمي ذا به سَقَـمُ
أبناء كلبٍ و فئرانٌ أيا عَجَبي أهلكن َ أهلي فما لي ها هنا قَـدَمُ
جادتْ كـلابٌ على قومي بمجزرةٍ فـلا ســلامٌ و بـلْ ذلّ و لا عَــلَـــمُ
لا أكل فأر و لا عيشٌ هنا أبــدًا يطـيـبُ أصْلا و مـا في نـومنا حلمُ
يا أيّها القطّ يـا أصْحابَ مَكْرُمَةٍ فقدْتُ أمْجـــادَ آبــاءٍ لـهمْ شِيَـمُ
قد كان آباؤنـا في كــلّ معْـتَـرَكٍ صِيدًا ذوي قوّةٍ دانـت بـهـا رَخَمُ
ما كان كـلبٌ هنا يمشي على قدمٍ الّا وأمْـسَى كـأنْ ليسـتْ له قَدَمُ
كانت لنا أمس بطحاء و مزرعة ٌ كانت لدَينــا فـكَـان الكــلّ يبتـسِـم ُ
كانت لنا أمـس فئـرانٌ و مـأدبـة ٌ كنّـا شَـبَــاعَى بفـئـرانٍ بـنـا نِـعَـم ُ
بالأمس كنا ذوي بأسٍ ذوي خَطَرٍ كنّا كُـمـاةً فـلـيـسـتْ نــابنــا شـبِـم ُ
تخشى أسـودٌ لقـانـا أو مبــارزة ً خوفا و حِذرًا فــإن جــاءت لها نـدمُ
الغابُ و اللّيلُ و الصّحراءُ تعرفنا و الكلبُ و اللّيث و الإنسانُ و النَّعَمُ
اقطعْ أ يـا هـرّ شريـانـًــا لِتنتحرَ و لا تـشـاهـدْ لـفـئـرانٍ لـهـا عِـظَـمُ
أطردتُ منها و فئرانٌ تصولُ بها فما بـقـيـنـا ومـا ضلّـتْ لـنـا خِـيَـمُ
ذلت رقاب فيا ويلي و يا أسفي و انّ بـي حـسـرةً يـغـلي لَـدَيَّ دَمُ
قد جلّ حزني فأحشائي ممزّقة ٌ من فرطِ غيضي من البركانِ فِي حِمَمُ
يَا ليتَ شِعري أأصبَحنا بلا وَ طَنٍ يا ليت شعري أ لمْ نبقى كما الأُمَـمُ
قد هان قومي فلا تأسوا على قطَطٍ و ليسَ فيهِـنّ ضرْغـامٌ فـيحترمُ
وَيلي لقد مسّني ضرٌّ و في كَبِدِي أجـزاءُ تـُـكـوى بنيران ٍ و تضطرمُ
أخبرْتكمْ قبلُ أنّ الكلبَ قاتِلـُـكمْ فكيفَ لم تسمعوني أمْ بِكُـمْ صَمَمُ
قد جاء فاحتلّ بلادًا كنتُ ساكِنَهَا فالآن هنّا فمـا لنـا حـكـمٌ ولا عَلَـمُ
اسمعن فالآن نرثي حال أمّـتـنا و نُحْن َ نوحًا كثكْـلى ليسَ تبتسمُ
ويحي فهل انّ فأرًا صَارَ قسْوَرَةً كلا فإنّي أراهـا مـا لـهـا هِـمَـم ُ
بل قط ذل لها ضعفٌ بها وَجَـلٌ هانت و ذلّت فما ظلت لها حُرُمُ
و صار قومي هنا ذلا ومَسْخَرَة ً لا عاش قوم هنا عملاقهم قزَمُ
و الكلبُ مُذ جاءَ أجْرى فيَّ مخلَبَهُ أَهـَـانَ قوْمي وَ للمِسكين مُلتهمُ
وســنّ للفـار ديوانـا ومَمـلَكَـةً تالله للفرصة الفئرانُ تغتنمُ
ملعـونـة أمّ هذا الكلبِ إذ ْ حَمَلَتْ سبْعًا إذا فـهْـوَ مسْعـورٌ و منتقمُ
يـا ربّ نشكو إليك ضعْفَ أمّتِـنا فأنت ذو رَحْمَةٍ وَ أنـتَ منتقمُ
إنّ كـِلابًـا قـدِ اسْتأصَلنَ شأفتنا أنقِذ قـُـطَـيْـطـا فأنتَ العدْلُ و الحَكَـمُ
يــا ربّ انصرْ هُرَيْـرًا قـدْ توسّــلَ ربّاً قـديرًا و إنّـــا مـا بنـا قــنَــط ُ
يا ربّ إن ضاق رحبٌ كان قد وَسِعَ يَـهُونُ إن لَم يَكنْ بِكْ ربّنا سَخَط ُ
سَمـــــعْـتُ فذكّـرتني حَـالَ أمّـتِـنــا وحينها قلتُ صَارَتْ مثلنا القِطط ُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى