الأحد ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم سليمان عوض

الأمل الغريق

أو تذكرين متى التقينا في الطريق؟
أو تذكرين بداية الأمل الغريق؟
يوما تَغَنّى للشروق
أو تذكرينهُ يا جميله؟
كانت عيونك كالقطاه
كالليل يسرى في خميلة
مُدَّتْ عيون الراكبين
كلٌ يحاول أن يبين
وأنا نظرت إلى القطار
فكان أُغنيةً تدور على صَفيره
ونسيت قسوة مقعدي طول الطريقْ
ونسيت غاية ما يكون من المسير
ونسيت أمي أو أبى
ونسيت حتى أن أنام
يتهامس الركاب حولي
كل يُسِرُّ إلى رفيقه
انظر إليها كالقمر كالفجر كالأحلام كالنبت الوليد
ويرد قلبي
بل أنت شِعرٌ والقصائدُ لا تزال
عرجاءَ تجرى
خلف برقٍ في الظلام
أو تذكرينه يا جميله
يوما تهاوى في الثَّرى عشرون عام
وجعلت ألثُم في الجدار
في كل قطعٍ من خشب
وقذفت يأسى من هناك
ونظرت من خلف الشِّبَاك
أتلمَّسُ الأمل المغرد في الفضاء
أو تذكرين
لمس الهواء حرير شعرك فاستملت
وجرى بنبض في دمى
خوفٌ يئنُّ من الهواء
أو حين أتعبك السِّفار
وتركت رأسك للأريكة
وتهافت الركاب تفسح مجلسا
كل يُمني نفسه
نظراً لوجهك يا مليكه
أو تذكرين
وذهبت التمس الطريق
من كل فج فيه حُبٌّ أو صديق
وسألت عنك الراكبات
راحت تُجلجل في ضميري
ضحكاتهن الساخرات
ومضيت أغزل في يدي
أحبال قيدٍ للهواء
ومضى القطار
حتى بدت أيام عمري الباقية
كسجين بيت من عِثارْ
يهوى الفرار
أنَّى يكون له الفرار؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى