الثلاثاء ١٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم محمد الحريشي

الحاجة ماكينزي

ظل طوال عشرين عاما يتدحرج ككرة ثلج يجمع مع كل إطلالة يوم جديد هموم أخرى تنضاف إلى حقيبته المثقلة بنكبات الزمن، أنهى دراسته متأخرا ليجلس مع المنتظرين خمس سنوات قبل أن يجد نصف عمل في الحمامات المحيلة براتب لا يكفي لإطعام كلب، تزوج إحدى قريباته ممن أوشك الزمن على تجاوزهن، التقطها لا لشيء إلا لأنه كان يبحث عن من يغسل وينظف ويرتب بيته الشبيه بخم دجاج. طارت السنوات دون أن تحمل جديدا يلتهم بؤسه، بقي في نفس السلم بنفس الراتب وفي نفس البيت المكترى ,لم يتغير في حياته بعد بلوغه الخمسين من عمره غير عدد الأفواه الملهوفة التي تجتمع حول الطاولة كل صباح، خمسة أولاد وبنتان، تراكمت ديونه وقلت مكانته وأصبح كهلا تعيسا مغلوبا على أمره تحكمه امرأة مستر جلة وأبناء لا يجيدون غير البلع والصراخ،

حدث ذات يوم أن سمع بامرأة حلت بالحي اسمها الحاجة"ماكينزي"تفتح المسدود وتصلح المثقوب مهنتها المتخبطين أمثاله تسمعهم وترشدهم وتصنع منهم بالعلم الذي جاءت به من بلاد الفرنجة أشياء وأشياء، زار الحكيمة مرة ومرات استدان ليستمع إليها وتسمع همه.انتظر أياما حتى جاء درره وجلس إليها وروى له جداريته.صاحبته إلى بيته استمعت إلى زوجته وأبناءه وعايشت لحظاتهم البئيسة :في المطبخ والحمام وحتى في غرف النوم.

وأخيرا و بعد أن تسلمت حفنة من الدراهم جاءته بورقة بيضاء أنيقة كتب عليها"لتنطلق من جديد طلق زوجتك فقد أصبحت فما معدة متنقلة لا تصلح لشيء غير الطرد. أبناءك دون نفع مثلك ارمهم عل الشارع يوقظهم قبل فوات الأوان.أما أنت فاحمل حقيبتك وارحل عن هده المدينة علك تنتهي قبل أن تنهي الطريق"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى