الجمعة ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٩
أسئلة للموت
بقلم: د.هاشم عبود الموسوي
عندما كتبتُ هذه القصيدة، لا أظن بأنني كنتُ متشائما بأي حال من الأحوال، أكثر مما كنت متفائلاً، كوني أمسكت برأس الخيط الذي أهداني إلى الحقيقة الكاملة.
أي جدوىكل يومٍ.. كُل ساعهْتغسل الأمواجآلافاً من المرات أكتاف الضفافمرة بالماء..أخرى بالرمالها هنا موتىعلى درب التشردكيف..يضنينا السؤال؟أي قبر من قبور الأولينيرحم السائل.... يعطيه جواباًجثث الغرقى..ودودٌ لا يكف عن الدوارمن ذا يجئ بهذه الأسماك.. ميتة إلى تلك السواحلمن ذا يطير بذرة الرمل.... الصغيرة للشواطئوتنافس الأشنات طافيةًعلى سطح المياهتظل تدفعها الرياحمن ذا يفتت حفنة العفن..الموجّع للقلوبأي معنى؟أي جدوى؟هكذا يولد.... آلافٌ.. ملايينٌمن البشر العراةذرات رملٍ تائههْمثل قطراتٍ لِماءٍ.. من سرابأو طفيلات ولا تدريومن يبقى على قيد الحياة؟حائراً ظل السؤالما بين مولد آدم.... وموت آخر عشبةقبل النشورما بين أحلام العصافير.... الصغيرة إذ تطيروبين أن تصبح من ماضٍ تولىفي مناقير الصقوريمتد خيطٌ كاذبٌشبحٌ يموه.. بين رحم مظلموبين صمتٍ في القبوركم مرة يتسول الأحياء.. أكفاناً من الموتىوما كف الكفيف عن الدعاءليت للمولود في ساعاته الأولى.. عيونفيرى ما لا نرىأو.. أنه يدريبأن العمر أقصر ما يكونكلمح برق أو رفيف.. في العيونهذه الأرض بقايا.. من بقاياعمرها.. نيف عن المليون عامربما.. بليون عاممنذ آلاف السنينمات كل الأنبياءوانتهى عهد السلالاتوما زلنا على جهلٍ.... بأسباب الحياةْلا شيء في الدنيا.. قديملا شيء في الدنيا.. يدوموعرفنا ألف مرةْتتفجر الدنيا.... وتأتينا القيامةْونعود نحسب عمرنا..يوماً.. فيوماً..ونظل نجتر الحكايا والشجونقصة للحوت.. إذ يهب الحياة.. لمن يريدأكان يونس آخر من نجامن وطأة الظلم الشديدولربما تبكي السماءفتملأ الأرض.. الدموعوتذوب أكوام الجليدويصيح نوحٌ في البراري.... والبقاعهَلْ من مزيدْلا شيء في الدنيا.... سوى قصصمن العهد القديموبطولات نلوك بسردها.. عند المساءواناس حالمونهي ذي أسطورة لا تنتهيكلما نضجر من أيامنانقرؤها حينا فحين..أوتدري عندما نحيا.... وننسى..أننا يوماً نزولنملأ الدنيا عويلاًوضجيجاً فارغاًكيف نأتي؟.. كيف نرحل؟مثلما تأتي وترحلكل ذرات الرمال.. أي جدوى؟
بقلم: د.هاشم عبود الموسوي