الجمعة ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم حسين عتروس

إليك يا أمّي

حننتُ يا أمّي إلى
دفءِ عيونكِ التي توحّدتْ
مع المكان والزّمانْ
ليحرساني كدعاء في الصّلاة.
 
حننت يا أمّي إلى
أحضانك التي اسْتهوتْ عواصف الشّتاءْ
حتى يضمّني جناحاكِ كألف عامْ.
 
إليك حنّتْ عينانْ
ثلوجَ صيفٍ، تمنحينني لطائف السّماءْ.
 
الزيتُ والسّكرْ
الخبزُ والماءْ
الشِّعر والعنبرْ
وحكايات بني هلالْ
كانت كِفاءْ
للحلْم بالشّجرِ فوق هامةِ السّحابْ.
 
كنتُ بألفٍ وسؤالْ
وكنتِ كالماء جوابا
ما نفِذتْ كسبعِ أبحرْ
أ خالقُ السماءِ في مكانْ
كان الجوابُ كحفيفٍ من ورودْ
سكنَ في القلوبْ.
 
قدّيسةٌ يا أمّي
مِن نبعِ مَن قدْ رَشفَ القرآنْ
فكان يمشي كالكتابْ.
 
علّمتني
اَللّامَ مِن لُغاتْ
علّمتني
معنى الكلامْ
وأكثرَ منه
اَلصّمتَ عزا في شموخٍ كالجبالْ.
 
إليك حنّتْ عينانْ
إليكِ ألفٌ وسلامْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى