الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠٠٥
بقلم رأفت دعسان

ابنتي

ابنتي

آه يا ابنتي ،،،، أين ذهبت ؟؟

أين غابت تلك الضحكات الملائكية التي تنشد قصيدة الطهارة بقيثارة الزمان المهملة في إحدى

زوايا الحاضر ؟؟؟؟؟؟.

أين نور وجهك ؛ ذلك النور المتدفق من ينابيع الأنوار الإلهية المترامية في هذا الكون ؟؟؟؟؟؟

أين نظرة الحب في عينيك ، الحب الطاهر الشفاف القادم من ثنايا أساطير العشق وذكريات

البدايات البعيدة ؟؟؟؟؟؟

قتلوك ، قتلوك ، بأيد سوداء ،، ما عرفت الشفقة ولم تعش يوما زمن الطفولة .

اغتالوك ، اغتالوك ، واغتالوا الطفولة فارتكبوا الجريمة الكبرى والخطيئة العظمى التي اخترق

أوراق التاريخ وطمسته بحبر عميق السواد وها هو وطني بيت العزاء الصغير يتوشح منديل

الحزن ويلبس ثياب المأساة من جديد .....

ابكي ، ابكي أيتها العينان وانسي الفرح الذبيح على عتبة الحقيقة فنحن لن نعرفه بعد الآن وكأنا ما

عرفناه أوفي هذا الزمان قد عاش ...

ابكي يا جدران الدار العبقة برائحة الحياة ، يا من حضنت بين ثناياك ذكريات ابنتي ، يا من

تشبعت من ضحكات ابنتي الغارقة في بحر الصمت العميق وسهرت تتأملين البراءة في مهدها

الأزلي .

ابكي يا سجادة صلاتي فعليك تحرك أصبع ابنتي معلنا الشهادة الأزلية ، المتفجرة من بحور

الإيمان الكامنة في النفس البشرية القادمة من أصل الأشياء وبنائها على الفطرة .

ابكي أيها القنديل ، أيتها النافذة ، أيها الباب ، أيها السقف ، أيتها الأرض القديمة المقدسة ولتبكي

كل عين خلقت من ترابك الطاهر على وأد البراءة واندثار الرحمة في أدبيات الواقع .

لا استطيع كبح دموع قلبي ، فقلبي حزين تعتصره الأحقاد وتدوسه الآلام وتسحقه المأساة .....

إن أنفاسي تمتنع عن مجابهة الحاضر ماكثة في ثنايا الرئتين ؛ فقد فقدت شم عبق رائحة أنفاس

الطفولة وتذوق طعم البراءة .

ماذا أفعل ؟؟ ....أين أذهب ..... ؟؟ قتلوك ..؟؟؟ وتركوني ... آه تركوني .... في بحر النكد

العظيم أغرقوني وأتون الآلام المزمنة رموني ....

يا رب ارحمني وأرحني من نار الدنيا فهي تشويني ولا تحرقني تكويني ولا تؤذيني ....

آه من عذاب الروح وعذاب الاشتياق للحظة العودة إلى الماضي والرغبة في رجوع الزمن إلى

ساعة الوجود وتسمره هناك وترك ساعة الوجود المقتولة تموت في ثنايا الزمن المرفوض .

لن أنساك ، لا لا ، عيب علي أن أقولها بل جريمة أخرى فأنت أنا وأنا أنت وسوف نلتقي ، لا بد

أن نلتقي وسأمكث ها هنا في دارنا العتيقة في انتظار لحظة اللقاء والخلاص من نار العذاب

ولهيب الآلام .

فانتظريني يا ابنتي ............

انتظريني يا ابنتي ............


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى