الاثنين ٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
أُمنيةٌ كالانسحابْ
لو أنَّ لي،أنْ يحمِلَ العُصفورُ ذاكِرتي ويمضي!لو أنَّ لي، ما اختَرتُها..لكِنْ إذا حدثَتْ بقدرَةِ قادِرٍ وفقدتُ كلَّ حصيلَتيمِن ذكرياتٍ، مِن علومٍ، مِن مَعانٍ فاتِناتٍ،مِن غريبِ الحِسِّ أو زَهوِ المَشاعِرْ..لو أنَّ لي، ما اختَرتُها .. لكنْ إذا حدثَتْ بقدرَةِ قادِرٍهل يا تُرى سأظلُّ إنساناً وشاعِرْ؟!هل سوفَ أرضى بالصَّداقاتِ القَديمَةِ نَفسِها؟هل سوفَ أُفتَنُ بالكَواعِبِ ذاتِهنَّ وانتَشيمِنْ بسمَةٍ شَرَدَتْ بأُفْقي؟هل ذوقيَ المشدودُ للألوانِ قاتِمِها هنا سيكونُ ذَوقي؟لو أنَّ لي، ما اختَرتُها .. لكِنْ إذا حَدَثَتْ بقدرَةِ قادِرٍمَن سوفَ أشطبُ مِن حياتي هاهنا، مَنْ سوفَ أُبقي؟!*** ***لو أنَّ لي أنْ يحملَ العصفورُ ذاكرتي ويمضي..لو أنَّ لي، ما اختَرتُها ..لكنْ إذا حدثتْ بقدرَةِ قادِرٍ وفقدتُ كُلَّ حصيلَتي،مَنْ سوفَ يحضنني بتمويهِ البياضِ؟مَن سوفَ يفصِلُ بينَ غَلوائي ورائِدةِ انتِفاضي؟مَن سوفَ يدرِكُ ثابتي .. مَن سوفَ يفهَمُ ما انتِقاضي؟!لو أنَّ لي ما اختَرتُها .. لكنْ إذا حدثتْ بقدرَةِ قادِرٍ،هل سوفَ أفقدُ مَن (أنا) .. أم سوفَ يُعجِبني انقِراضي ؟!*** ***لو أنَّ لي أنْ تَدفَعَ الأحلامُ أيامي قَليلا..مِئَةً مِن السنواتِ أقضيها قتيلا!مِئةً ، ثلاثاً ، لا يَهُمُّ عُزيرَ كُنتُ مُمدَّداًأم مِن نيامِ الكَهْفِ نَعْتي، ما يَهُمُّ الوَثبُ في كُـنْهِ الزَّمانِحمامَةً تَبِعَتْ هديلا..*** ***لو أنَّ لي دوراً حياديَّاً بإقرارِ الوَقائِعِوانتِخابِ بَديلِها..لصَرَفتُ عن قلبي ضَبابَ توقُّعيومَسَحتُ بالبالِ الرَّخيِّ ظلامَ طولِ سبيلِها!*** ***لو أنَّ لي أنْ أستريحَ من الحياةِ وذِلَّةِ استجدائِها..لو أنَّ لي أنْ لا أُفكِّرَ بانغِلاقاتِ الرؤى وفَضائِها..لو أنَّ لي مَحوَ الحروفِ وظلِّهامِن شَرقِ فسحةِ باءِها لدقيقِ غُربَةِ حاءِها !لو أنَّ لي رَدَّ المَرارِ إلى الأواتي واتِّهام مَضائِهالو أنَّ لي .. لاختَرتُهافلكَم أُصارِعُ في الطَّريقِ تَشبُّثيولكم أُعاني مِنْ رَدى استِهزاءِها ..