الأحد ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم غالية خوجة

الشمس أنثى قديمة..

لا شيء يصمت عن الصمت

وصوتي مشرد بين غيب وغيب

في أية أبجدية سأجد حضوري؟

وتنازعتُ عليّ كما تتنازع السماوات على الروح الأصفى

وهمت، بعيداً، في أعماقي العليا..

لا سكون، هنا، إلا ويموج بألهبة لا مرئية..

لا قلق خارج قلقي..

رؤاي تداهم الرؤى،

فينكشف غامضٌ قيد الكسوف،

وأشع ُّ من الشمس السابعة..

سأترك على البحر ظلي،

وعلى الجبال أعشابي التائهة..

لعل الشجر العابر للقصيدة،

ينزع النوم من الموت،

فتستيقظ الكائنات..

أيضاً،

لا شيء يصمت في الصمت..

وفي النفق المؤدي إلى الكون،

أتهاطل ليس على شكل..

أغيّـر حركة الوقت والريح والعناصر،

وأبدأ من حيث اللا أنا في الأنا..

لم أك ُ بعد ُ التيه َ،

ولا الغابات ِ الملتهبة َ بشتاء حالم،

ولا الصيفَ الممدّد بين النعاس واليقظة..

لم أكُ بعد ُ أنا أو لا أنا..

وكان أن رآني ملاك ٌ قديم..

وجنيـّـة ٌ شديدة ُ الشعوذة...

المطر الذي سيهطل،

يوشوش كلماتي،

فتندلع مدارات الكون،

وتبدأ المجراتُ هذيانها البدئي..

ثمة أرجوان فاتح ُ الدلالات،

غامقُ البصائر،

يحبل بما سأكونه،

يرفرف.. ولا ينجبني..

لا شيء يصمت عني، لا أنا، ولا الصمت..

ليس ذنبي أنني أنثى..

ليس ذنب اللغة أنها أنثى..

ليس ذنب السماء،

وليس ذنب الشمس..

الشمس أشواك قديمة..

واللهب يخز أول احتمالاتي...

فأسطع، وتلمع معي رياح ٌ ليست هنا..

الشمس ترتدي قلبي لتختفي،

فيشرق غروب،

وتتنازع الأبدية على لغتي..

من قال بأن الرمال لم تكن لحظة مبصرة؟

وأن جهنم ليست بعضَ ملامحي؟

معنى آخرُ يرن ُّ في السؤال أو المجهول..

لا ريح تحمل الغامض..

والرمز مازال في محارة تتشكـّـل..

والبدء الذي لن يأتي،

سيولد من هواجسي..

أين الزمان؟

تسربَ، تبخـّـرَ، أو استحاثَّ.. لا فرق..

فما يتناسل من شعري يجهل أزمنة ً لا تجهلهُ..

وتكاثفتُ..

لا شجراً،

ولا شكوكاً،

ولا...

وتكاثفتُ بصائر َ متحولة..

سأشير إلى جسدي،

لعله يتبع روحي،

فتتبعه الظهورات والخفاءات..

وتتبعه الجبال الهاربة،

والقصائد الوحشية،

وأتبعه أنا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى